تحاول الفنانة المغربية دنيا بطمة أن تجد لها مكاناً مرة أخرى وسط العالم الفني، وذلك بعد هدوء قضيتها، التي تُوبعت بسببها في المحاكم بتهم الابتزاز والتشهير، واستعمال معطيات شخصية للغير.
بطمة صدر في حقها حكم بسنة حبساً نافذًا، لكنها لم تسجن، لأن متابعتها كانت في حالة سراح، لكن قضيتها ما زالت أمام المحاكم، وتنتظر المرحلة الأخيرة من التقاضي في محكمة النقض، والتي ستنطق بالكلمة الأخيرة، إما البراءة أو السجن.
لم تجعل بطمة من قضيتها عائقاً للعمل، خصوصاً أن الفن أصبح بالنسبة لها مشروعاً مربحاً، وهو مورد رزقها ورزق أسرتها، بما أن زوجها محمد ترك هو مدير أعمالها.
وجاءت محاكمة دنيا بطمة بعد الاشتباه في تورطها في أكبر قضية تشهير عرفها المغرب، وبعدما تمت التحقيقات حول حساب في موقع التواصل الاجتماعي، الإنستغرام "حمزة مون بيبي"، مهمته التشهير بالحياة الخاصة للمشاهير.
ممنوعة من مغادرة المغرب
كل من يتابع دنيا بطمة يعرف أن عملها في دول الخليج، فزوجها محمد ترك الذي يشتغل مديراً لأعمالها من جنسية بحرينية استطاع أن يدخلها عالم إحياء الأعراس والحفلات في كل الدول الخليجية.
دخلت بطمة عالم الشهرة من بابها الثري، فكانت محظوظة بزيجتها التي أدخلتها البيوت الخليجية، هذه الأخيرة التي تنفق الأموال الكثيرة على الحفلات الخاصة والأعراس والمناسبات العائلية.
بدأت دنيا بطمة منذ سنة 2017 إحياء أعراس أغنى العائلات في دول الخليج، وتقاضت أجوراً كبيرة، ونافست أكبر الفنانات الخليجيات اللواتي اشتغلن في إحياء الأعراس منذ سنوات.
دنيا بطمة سبق أن صرحت أن لا منافس لها في الخليج، وهي المطربة رقم واحد التي يتهافت عليها المتعهدون لإحياء الحفلات بسبب كثرة الطلب عليها، رغم أن الطلب كان في الأول على الفنانة الإماراتية أحلام.
لكن كل شيء تغير، وانقلب قدر بطمة السعيد منذ استدعائها من طرف فرقة الشرطة القضائية في المغرب والتحقيق معها على خلفية ملف "حمزة مون بيبي" الشهير، الذي أسقطها في يد العدالة، وحوكمت هي وشقيقتها ابتسام بطمة وأسماء أخرى في نفس الملف.
سُحب من دنيا بطمة جواز سفرها، ومنعت من مغادرة التراب المغربي إلى حين انتهاء فصول القضية، الأمر الذي دفعها إلى البقاء في المملكة رفقة أسرتها، وترك حياة الرفاهية التي كانت تنعم بها في الخليج.
البحث عن البديل
لم تجعل دنيا بطمة من قضيتها عقبة للوقوف أمام مشوارها الفني، فمباشرة بعد انتهاء المرحلة الاستئنافية وفي انتظار المرحلة الأخيرة من التقاضي استأنفت بطمة عملها الفني في المغرب.
وبدأت دنيا بطمة بإحياء حفلات وأعراس العائلات الراقية والغنية في المغرب مقابل أجور خيالية لا تمنح لأي فنان مغربي، وهي الحفلات التي تدرّ عليها دخلاً مهماً.
ورغم أن أجور الخليج وأجور المغرب لا تتساوى، إلا أن بطمة حريصة على تلبية دعوات الأسر الكبيرة فقط، وتفرض شروطها قبل الانتقال إلى أي مكان للغناء فيه، أو إحياء حفلاته، باعتبارها فنانة صف أول في المغرب.
بطمة التي تعيش في فيلا فاخرة في مدينة مراكش، تحاول أن تساير نمط العيش الذي كانت تتمتع به في الخليج، خصوصاً في البحرين حيث كانت تستقر، وهو الأمر الذي تظهره على حسابها الخاص في الإنستغرام.
وكما صرحت دنيا بطمة في لقاء خاص سابق مع "عربي بوست"، فإن القضية أثرت عليها نفسياً بشكل كبير، إلا أنها تحاول بذكاء منها تعويض كل ما خسرته، خصوصاً مادياً.
وتنتظر دنيا بطمة انتهاء المرحلة الأخيرة من التقاضي كي تسافر إلى دولة الإمارات؛ حيث كانت تخطط لأن تستقر هي وأسرتها الصغيرة، وذلك قبل تفجر قضية "حمزة مون بيبي" قبل حوالي 3 سنوات.
عالم الإعلانات
لم تكتفِ دنيا بطمة بإحياء الحفلات والأعراس، إذ التجأت إلى عالم الإشهار على حسابها في الإنستغرام الذي يتابعها فيه أكثر من 8 ملايين متتبع، وأصبحت تروج فيه لماركات ومنتجات محلية ودولية.
تضع دنيا بطمة مثلها مثل مشاهير الإنستغرام إعلانات لمنتجات قامت بتجريبها أو حصلت عليها هدية فتطلب من المتتبعين اقتناءها، وذلك بمقابل تحصل عليه من المعلنين.
وحسب المعلومات التي حصل عليها "عربي بوست" من مصادر مقربة من دنيا بطمة، فإن الفنانة المغربية تشتغل إعلانات الإنستغرام بعقود تشرف عليها شركة الإنتاج التي يديرها زوجها.
وتتقاضى دنيا بطمة الآلاف من الدولارات مقابل منشور واحد على الإنستغرام لا تتعدى مدته دقيقة واحدة، في الوقت الذي تتقاضى مبلغاً أكثر على نشر صورة تروج بها لمنتج.
ولا يمكن لزائر لحساب دنيا بطمة على إنستغرام أن يجد يوماً حسابها دون إعلانات، إذ إنها بدأت تستثمر شهرتها في كسبٍ أكبر للمال، وذلك لتعويض المداخيل التي تأثرت بسبب قضية "حمزة مون بيبي".