بعضها تفوق على النسخة الأصلية.. 6 أفلام أُعيد إنتاجها بشكل رائع لتصبح تحفاً سينمائية

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/18 الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/18 الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش
أفلام أُعيد إنتاجها\ يوتيوب

غالباً ما تعزى إعادة إنتاج الأفلام القديمة الناجحة في هوليوود إلى "الإفلاس الإبداعي"، إذ لا يجد المنتجون فكرة أصلية مميزة فيلجؤون إلى صنع نسخ حديثة من أفلام قديمة لاقت فيما مضى أصداء جيدة لدى الجمهور.

مع ذلك لا تنطبق هذه القاعدة على جميع الأفلام التي تم إعادة إنتاجها، فالنسخ الثانية من بعض الأفلام التي تمت إعادة تدويرها تعتبر بمثابة "روائع فنية" في عالم السينما.

 في هذا التقرير نستعرض معكم 6 أفلام تمت إعادة إنتاجها بشكل رائع ولم تحظ بالتقدير الكافي:

أفلام أُعيد إنتاجها بشكل رائع

فيلم Harakiri: Death of a Samurai عام 2011

لا يسهل إقناع عشاق السينما عادةً بمشاريع إعادة إنتاج الأفلام، لأنهم يُشككون بطبيعتهم في نوايا صانع الفيلم الذي قرر أن يعيد تدوير فكرة قديمة بدلاً من إنتاج فكرة أصلية.

وتنطبق هذه الشكوك بشكل خاص على المشاريع التي تستهدف إعادة إنتاج أفلام كلاسيكية مثل فيلم  Harakiri من إخراج ماساكي كوباياشي، وهو أحد أهم أفلام الساموراي الأيقونية والذي تم إنتاجه عام 1962، ويعتبر من التحف الفنية ذائعة الصيت في عالم السينما، لذلك فإن أي محاولة لإنتاج فيلم مشابه له سينظر إليها على أنها محكومة مسبقاً بالفشل.

مع ذلك تمت إعادة إنتاج هذا الفيلم في عام 2011، وكان من إخراج تاكاشي ميكي.

ولا شك أنّ فيلم ميكي جاء عادياً على مستوى القصة؛ لأنه نقل سرد الرواية من الفيلم الأصلي دون تغيير. لكن التركيز على هذه النقطة فقط يُغفِل جهود المخرج المتقنة والضرورية في التلاعب بطابع القصة. وإذا كانت رؤية كوباياشي قدمت لنا فيلم إثارة، فقد حوّله ميكي إلى فيلم ميلودراما كلاسيكية.

فيلم 13 Assassins عام 2010

ربما راهن ميكي بالكثير حين أعاد إنتاج فيلم Harakiri، لكن إعادة إنتاج 13 Assassins كانت رهاناً مضموناً. ويرجع ذلك لأن الفيلم الأصلي ليس محبوباً بالقدر نفسه، لدرجة أنّ خبراء الأفلام أنفسهم لا يتذكرونه.

ورغم أنّ Harakiri كان فيلماً رائعاً في حدّ ذاته، لكن لا يمكن تقديمه سوى كعملٍ مصاحب لفيلم كوباياشي، حيث لم يكن هناك مجالٌ كبير للتحسين.

أما إذا نظرنا إلى إعادة إنتاج 13 Assassins، فسنجد أنها قدمت فيلماً أفضل بكثير، ويرجع ذلك إلى الحرية التي تمتّع بها المشروع الجديد بفضل الغموض النسبي لقصة الفيلم الأصلي.

ففي هذين الفيلمين المُعاد إنتاجهما من أفلام الساموراي سنجد تطابقاً في مصادر متعة العمل الفني وصفاته، أو تطابقاً في المنهج الشكلي الرائع الذي يقدمه ميكي. لكن ميكي أطلق العنان لوجهه الآخر في فيلم 13 Assassins تحديداً: الوجه السادي المهووس.

ويُمكن اعتبار آخر 45 دقيقة في هذا الفيلم من أفضل مشاهد الحركة في أفلام الساموراي على الإطلاق: إذ تم تصويرها بوحشية، وإعدادها بإتقان، وتقديمها بشكلٍ مثيرٍ للغاية.

فيلم Zatoichi عام 2003

ومع آخر مشروعات "إعادة إنتاج قصص الساموراي الكلاسيكية على يد صناع أفلام يابانيين أسطوريين" في هذه القائمة، نُقدّم لكم فيلم Zatoichi للمخرج تاكيشي كيتانو. رغم أنّ هذا التصنيف قد يكون مخادعاً بعض الشيء.

إذ إنّ Zatoichi هي واحدة من أعظم السلاسل اليابانية التي يعود تاريخها إلى أوائل الستينيات، حيث قدمت لنا أكثر من 26 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً. ما يجعل هذا الفيلم أشبه بإعادة إحياء لشخصيةٍ قديمة، وليس إعادة إنتاجٍ لعملٍ كلاسيكي.

لكن هذا الفيلم يستحق مكانه على القائمة لشبهه الكبير مع الفيلم الأصلي الرائع The Tale of Zatoichi من ناحية القصة والحبكة، إلى جانب كونه الفيلم الأكثر دقة في إعادة تقديم التوازن المتقن بين دراسة الشخصيات ومشاهد القتال بالسيف كما فعل الفيلم الأصلي.

ومن المسلم به أنّ أسلوب تاكيشي كيتانو أكثر هزلية بمراحل من المخرجين السابقين لهذه السلسلة، لذا سنجد هذه النسخة كوميديةً أكثر من الأفلام الأصلية.

فيلم The Manchurian Candidate عام 2004

يُمكن اعتبار فيلم The Manchurian Candidate للمخرج جون فرانكنهايمر أكثر فيلم إثارة سياسي تم تقديسه على الإطلاق، فهو عملٌ فني غني بالجرأة شكلاً وبالتحدي موضوعاً، كما سيحيرك ويبهرك بالقدر نفسه.

لكنه كان في الوقت ذاته مناسباً لعصره تماماً على نحوٍ متناقض بعض الشيء، خاصةً في ما يتعلّق بالبارانويا السياسية والذعر من الشيوعية في الستينيات (رغم السخرية من تلك المخاوف في الفيلم)، لذا فقد كان من المنطقي تجديد المفهوم الأساسي للفيلم وشخصيات القصة من أجل التعليق على تطوّر المشهد السياسي الأمريكي، وفقاً لما ورد في موقع Taste of Cinema الأمريكي.

ومن هنا ينبع ذكاء النسخة التي أُعيد إنتاجها: حيث حافظت على هيكل السرد الأصلي، لكنها تُعتبر إعادة تصوّر جمالية وموضوعية تُقدم ما يُمكن وصفه بأنّه العمل الأكثر دقة وتفكّراً في نقل محنة اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD)، وكيف يتحوّل المصابون به إلى بيادق في لعبة أصحاب السلطة.

وهذه نتيجةٌ طبيعية حين يُنفّذ العمل مخرجٌ حساس بدرجةٍ فريدة مثل جوناثان ديم، الذي أضفى طابعه على الفيلم رغم أنّه ليس موهوباً في تصميم المشاهد بقدر فرانكنهايمر. إذ قدم لنا عملاً فنياً صادقاً، وإنسانياً.

فيلم Body Snatchers عام 1993

يحظى هذا العنوان بشهرةٍ واسعة لإعادة إنتاجه في أكثر من فيلم، حيث قدّمت لنا رواية Body Snatchers للكاتب جاك فيني عملين كلاسيكيين رائعين على الأقل: الفيلم الأول المفعم بالبارانويا للمخرج دون سيغل Invasion of the Body Snatchers عام 1956، وفيلم المخرج فيليب كوفمان عام 1978، الذي أعاد صياغة القصة بشكل جديد.

لكن النسخة الأقل ذكراً وتكريماً منهم كانت نسخة المخرج أبل فيرارا عام 1993، لأنها كانت الأكثر كآبة ووجودية. حيث كانت نسخة فيرارا أقل وضوحاً في حكايتها الرمزية من فيلم سيغل، كما لم تتمتّع بنفس التأثير العميق لفيلم كوفمان، لكنّها كانت الأكثر إثارةً للفزع.

ويرجع ذلك تحديداً إلى صرامتها الشديدة في الالتزام بفرضية إثارة الفزع، ودراسة الآثار النفسية لفقدان الهوية على نطاقٍ واسع.

وهذه الأمور تمنح نسخة فيرارا ثقلاً أكبر من سابقاتها ولاحقاتها، حيث تعُج بالتطرق إلى خبايا سلوكيات البشر وحياة سكان الضواحي والجيش، لكنها ليست أقل رعباً أو تأثيراً نفسياً رغم ذلك. حيث يرتكز الفيلم على تأثيراتٍ عملية رائعة وأداء محوري رائع أمام الكاميرا من ميغ تيلي.

فيلم Funny Games عام 2007

ليس مستغرباً أن يقوم مخرج بإعادة إنتاج أحد أعماله مرةً أخرى، حيث أعاد بعض أعظم صناع الأفلام إنتاج أعمالهم بنسخٍ جديدة لتقديم نتيجةٍ أفضل، ومنهم The Man Who Knew Too Much لألفريد هيتشكوك وFloating Weeds لياسوجيرو أوزو.

ورغم ذلك، لم يفعلها أي من المخرجين العظام كما فعلها المخرج مايكل هنكه مع فيلم Funny Games. حيث إنه لم يُعِد إنتاج نسخة من الفيلم الأول فقط، بل قدّم نسخةً طبق الأصل من الفيلم الأول بجميع مشاهده وعباراته ولقطاته. إذ تم تصميم كافة العناصر المرئية (حتى الأزياء ومواقع التصوير) لتكون متطابقةً تماماً مع الفيلم الأول، وتمت معايرة تركيبة كل مشهد لتكون نسخةً طبق الأصل بحق من العمل الأصلي.

علامات:
تحميل المزيد