بعد معركة قضائية استمرت أشهراً طويلة وشهدت تطورات مثيرة، قررت محكمة في لوس أنجلوس أخيراً، أن تعيد للمغنية الأمريكية الشهيرة بريتني سبيرز صلاحية اتخاذ القرارات بشأن حياتها، من خلال رفع الوصاية التي كانت مُعطاة لوالدها عليها، والتي أثقلت كاهلها لمدة 13 عاماً، ووصفتها النجمة بأنها "تعسفية".
القاضية بريندا بيني، التي توّلت النظر في القضية، قالت إن "الوصاية على شخص بريتني سبيرز وممتلكاتها تتوقف اعتباراً من اليوم. هذا هو قرار المحكمة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
نجمة البوب الأمريكية كتبت على حسابها في إنستغرام، معلّقة على القرار: "أعتقد أنني سأمضي بقية النهار وأنا أبكي! إنه أفضل يوم في حياتي (…) الحمد لله"، شاكرةً لمحبّيها دعمهم.
لم تحضر سبيرز الجلسة بواسطة رابط عبر الإنترنت كما فعلت مرتين خلال الصيف، وقال وكيلها، المحامي ماثيو روزنغارت، لدى خروجه من قصر العدل: "ما ينتظر بريتني، وهي المرة الأولى التي يمكننا فيها أن نقول ذلك منذ عقد من الزمن، لا يتوقف إلا على شخص واحد هو بريتني نفسها".
كان روزنغارت أكد خلال الجلسة أن "شبكة أمان" ستتولى ضمان شؤون بريتني سبيرز المالية ورفاهيتها.
كذلك سيستمر المحاسب الذي اختارته وصياً مالياً بدلاً من والدها، الإشراف على إدارة ممتلكاتها، التي تُقدر وسائل الإعلام الأمريكية قيمتها بنحو 60 مليون دولار.
ومع أن المغنية سبق أن حصلت من المحكمة على قرار بسحب الوصاية عليها من والدها جايمي سبيرز، فإن ما كانت تسعى إليه قبل كل شيء هو استعادة التحكم في حياتها الشخصية، وهو ما وافقت عليه القاضية بيني، بإلغاء تدبير الوصاية التي فُرضت عليها منذ عام 2008.
لماذا خضعت بريتني سبيرز للوصاية؟
بدأت الحكاية في يناير/كانون الثاني 2004، عندما تزوجت سبيرز صديق طفولتها الممثل جيسون ألكسندر، في مدينة لاس فيغاس، قبل أن تقوم المحكمة بإلغاء زواجها بعد 55 ساعة من تثبيته، بدعوى أنها "لم تكن واعيةً بتصرفاتها"، وهو أمرٌ يُعرف عن الزيجات التي تُعقد في لاس فيغاس ذات الطابع الخاص.
لم تكد تمر عدّة أشهر حتى خطبها الراقص الأمريكي كيفين فيدرلاين سبيرز بعد 3 أشهر من التعرف عليها، وتزوجها في سبتمبر/أيلول 2004.
بعد عامين من الزواج أنجبا خلالها طفلين هما شون وجايدن، رفعت سبيرز دعوى للطلاق من زوجها لأسباب قالت إنها "غير قابلة للنقاش"، وبعد أشهر من المحاكم توصل الطليقان إلى اتفاقٍ حول حضانة طفليهما.
في مطلع عام 2007 توفيت عمّة المغنية الأمريكية التي كانت مقربة منها جداً، الأمر الذي تسبب في دخول سبيرز إلى مركز لإعادة التأهيل النفسي مدة يوم واحد.
لكن في اليوم التالي قامت أميرة البوب بحلق شعر رأسها بالكامل، فأثار هذا السلوك المستهتر قلق عائلتها، فتم إدخالها عدّة مرات إلى مراكز التأهيل النفسية، تخللها أيضاً خسارتها حضانة طفليها لصالح طليقها فيديرلاين.
لم ينتهِ الأمر هنا، بل بدأت المغنية الأمريكية بالتصرف بشكل طائش، فتعرضت للانهيارات العصبية في الأماكن العامة، وصُورت وهي تضرب سيارة أحد المصورين.
في عام 2008 رفضت سبيرز تسليم طفليها اللذين كانا في زيارة لديها، وانتهت بمواجهة مع الشرطة، فتم تحويلها إلى المحكمة، ووضع وصيّ قانوني عليها بدءاً من ذلك العام هو والدها.
بعد مواجهتها مع الشرطة والمشاكل التي ارتكبتها في تلك الفترة، قررت المحكمة أن سبيرز غير قادرة على التحكم في شؤونها المهنية، وخاصة المالية، وبالتالي تم وضع وصيٍّ عليها وهو والدها.