توّج الفيلم المصري "ريش" لمخرجه عمر الزهيري، مساء السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بجائزة "التانيت الذهبي"، في ختام مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الثانية والثلاثين، وذلك على الرغم من حالة الجدل التي أثارها الفيلم واتهامه بـ"الإساءة لمصر".
كان المهرجان قد انطلق السبت 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، واستمر حتى السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وشارك في مسابقته الرسمية 54 فيلماً روائياً ووثائقياً.
هذا العمل هو أول فيلم روائي طويل للمخرج الزهيري، واشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، وهو من بطولة سامي بسيوني ودميانا نصار ومحمد عبد الهادي.
حصد "ريش" في المهرجان 4 جوائز، حيث حاز جائزة "الطاهر شريعة" للعمل الأول، إلى جانب حصوله على جائزة "التانيت الذهبي" لأفضل فيلم عربي، كما حصل على جائزة أفضل سيناريو، وحصلت بطلته دميانة نصار على جائزة أحسن ممثلة.
سبق أن فاز الفيلم بالجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد الدولي في مهرجان "كان" الفرنسي، وجائزة أفضل فيلم من مهرجان "الجونة" المصري.
يسرد الفيلم قصة عائلة فقيرة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال، وفي أحد الأيام يقرر الأب الاحتفال بعيد ميلاد أحد أبنائه، فيُحضر ساحراً لتقديم فقرات مسلية للضيوف، لكن عندما يستعين الساحر بالأب في تأدية فقرة يدخله إلى صندوق خشبي كبير ويحوله إلى دجاجة ويختفي الأب.
من هذه المفارقة العبثية تنطلق أحداث الفيلم؛ إذ تحاول الزوجة بكل السبل استعادة الأب، وتبحث عن الساحر، لكن دون جدوى، وبعدما تستنفد ما لديها من جنيهات معدودة تبدأ في الاعتماد على نفسها لتدبير متطلبات الأسرة، وتدفع بابنها الأكبر للعمل في المصنع الذي كان يعمل فيه أبوه لسداد ديونهم.
ثم بعد أن يستقر وضع الأسرة نسبياً يظهر الأب من جديد، لكن حالته المزرية وفقده للكلام والحركة تجعله عبئاً جديداً على الأسرة.
كان بعض النقاد قد توقعوا أن يصبح فيلم "ريش" مرشح مصر للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، بعدما أعلن صناع العمل عزمهم طرحه في دور العرض، في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، إلا أن هذا الحلم تبدّد بعد الجدل الكبير الذي أثير بوسائل الإعلام المصرية.
إذ غادر الممثلان شريف منير وأحمد رزق عرض الفيلم، لاعتباره "يسيء لمصر"، ويعرض سلبيات الحياة فيها بشكل مبالغ فيه، وهو الأمر الذي رفضاه جملةً وتفصيلاً، بحسب رأيهما.
جوائز أخرى
شهد ختام مهرجان قرطاج أيضاً حصول فيلم "نار الربيع" من ليسوتو للمخرج جيريماه موز على جائزة التانيت الفضي، فيما حصل الفيلم التونسي "عصيان" للمخرج الجيلاني السعدي، على "التانيت البرونزي".
كذلك أسندت جائزة "تنويه خاص" مناصفة لفيلم "أميرة" لمخرجه المصري محمد دياب، وفيلم "فرططو ذهب" للمخرج التونسي عبد الحميد بوشناق.
أما في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فأحرز فيلم "حياة القرن" للمخرج الصومالي مو هاراو جائزة "التانيت الذهبي".
كما فاز فيلم "كيف تحولت جدتي لكرسي" للمخرج اللبناني نيكولا فتوح بجائزة "التانيت الفضي"، بينما حاز فيلم "في بلاد العم سالم" للمخرج التونسي سليم بالهيبة، جائزة "التانيت البرونزي".
في فئة مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، حاز فيلم "فلسطين الصغرى" للمخرج الفلسطيني عبد الله الخطيب، جائزة "التانيت الذهبي"، فيما كانت جائزة "التانيت الفضي" من نصيب فيلم "آخر ملجأ" للمخرج المالي سماساكو أوصمان.
أما "التانيت البرونزي" فقد حازها فيلم "كما أريد " للمخرجة الفلسطينية سماهر القاضي.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، حاز فيلم "الرعاة" لمخرجه تيبوهو ادكان من جنوب إفريقيا على جائزة "التانيت الذهبي"، فيما كانت جائزة "التانيت الفضي" من نصيب فيلم "ثم يحرقون البحر" لمخرجه مجد الرميحي من قطر.
كما حاز فيلم "لا ترتاح كثيراً" لمخرجته اليمنية شيماء التميمي على "التانيت البرونزي".
في كلمة ألقاها خلال حفل الختام، قال رضا الباهي المدير العام للمهرجان إن "هذه الدورة استطاعت إنجاح فعالياتها رغم بعض الهفوات والنقائص لكنها استطاعت جلب أفلام عربية وأجنبية".
أضاف أن "هذا المهرجان نجح في إعادة الروح لقاعات السينما التي أغلقت أبوابها أمام عشاقها بسبب كورونا لمدة سنة ونصف، حيث عاد جمهور الفن السابع ليستنشق جمال الحياة لكن باتباع البروتوكول الصحي وضرورة الاستظهار بالجواز الصحي".