قال مخرج المسلسل الكوري الجنوبي الشهير "لعبة الحبار" (Squid Game)، هوانغ دونغ هيوك، إن قصة وسيناريو المسلسل تعكس سرد "المجتمع التنافسي الذي نعيش فيه اليوم"، مضيفاً: "هذه قصةٌ عن أولئك الفاشلين الذين يكافحون تحديات الحياة اليومية ويتخلَّفون عن الركب، بينما يرتقي الفائزون"، طبقاً لما أوردته شبكة CNN الأمريكية، الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
فيما أشار إلى أن قصة المسلسل والدراما الخيالية تعدّ شخصية، حيث سُمِّيَت الشخصيتان الرئيسيَّتان سيونغ جي هون وتشو سانغ وو، على اسم صديقيه القديمين، ويطلق عليهما اسم "استنساخه الداخلي".
هيوك أضاف: "إنهم يمثِّلان جانبين مني. فأنا مثل جي هون، نشأت على يد أمٍّ عزباء في بيئةٍ مضطربة مالياً بمنطقة سانغمون دونغ. في الوقت نفسه، مثل سانغ وو، ذهبت إلى جامعة سيول الوطنية وأشاد بي الحي بأكمله، وكنت آمل أن أفعل الكثير".
في حين أشار إلى أن الألعاب التي ظهرت في مسلسله كانت جزءاً من طفولته بكوريا الجنوبية، متابعاً: "لعبنا جميعاً هذه الألعاب البسيطة والطفولية في مرحلةٍ ما".
فمن بين الألعاب التي لعبها هيوك في طفولته، "لعبة المحار" الفخارية، وهي لعبة جماعية تضمُّ مهاجمين يشقون طريقهم عبر منطقةٍ ذات شكل محار غامض، حيث يحاول المدافعون إيقافهم، مضيفاً: "كان الأمر يتطلَّب مجهوداً بدنياً شديداً، ولذلك في كلِّ مرةٍ نلعب فيها يُصاب شخصٌ ما، أو تُمزَّق ملابسه، ويبكي. تكون دائماً آخر لعبة نلعبها في اليوم".
كما أردف قائلاً: "بعد أن أصبحت شخصاً بالغاً، طرحت سؤالاً: كيف سيكون شكل ممارسة ألعاب الطفولة مرةً أخرى؟ كانت تلك بداية تأسيس المسلسل بأكمله".
تجربة مرهقة
بحسب شبكة CNN الأمريكية، كان إنتاج المسلسل تجربةً كثيفة ومرهقة؛ فقد هيوك ستة أسنان أثناء التصوير، بسبب الإجهاد الشديد، لكن هذا لم يمنعه تماماً من فكرة البدء في موسمٍ ثانٍ للمسلسل.
إذ قال: "كتابة وإنتاج وإخراج مسلسل من موسمٍ واحد مهمة كبيرة حقاً. عندما أفكِّر في فعل الشيء نفسه لموسمٍ ثانٍ، أشعر بالقلق نوعاً ما. ما مِن شيءٍ مؤكَّد في الوقت الحالي، لكن كثيراً من الناس متحمِّسون إلى درجة أنني أفكِّر في ذلك حقاً".
يشار إلى أن مسلسل "لعبة الحبار"، الذي تبثه شبكة نتفليكس، حقق انتشاراً واسعاً في أنحاء العالم وعلى الإنترنت من خلال تحويل ألعاب أطفال شهيرة قبل العصر الرقمي مثل (الضوء الأحمر.. الضوء الأخضر) إلى تحديات دامية من أجل البقاء.
ولعبة (الضوء الأحمر.. الضوء الأخضر) التي يتوقف فيها اللاعبون ويذهبون بأمر أحدهم ثم يتبادلون ذلك الدور، واحدة من ست ألعاب أطفال قتالية متضمنة في "لعبة الحبار" المثيرة، والتي سميت على اسم نسخة كورية جنوبية من لعبة مطاردة انتشرت في السبعينيات والثمانينيات تستخدم لوحة مرسومة في التراب.
إذ يتعرض اللاعبون في (الضوء الأحمر.. الضوء الأخضر)، وهي أولى ألعاب المسلسل، لإطلاق نار إن لم يتوقفوا لدى سماع كلمة "الضوء الأحمر".
نجاح غير مسبوق
أما "لعبة الحبار" فهي آخر ألعاب المسلسل الست، والتي يتنافس فيها المتسابقون الأربعمئة والستة والخمسون الذين يعانون من ضائقة مالية، بدءاً من منشق كوري شمالي إلى مدير صندوق متهم بالاختلاس، للحصول على جائزةٍ قدرها 45.6 مليار وون (38.66 مليون دولار).
هذا المسلسل انتشر كالنار في الهشيم منذ بداية عرضه في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، ليصبح أول مسلسل كوري يحتل صدارة أعمال نتفليكس في الولايات المتحدة.
من جهته، لفت تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لـ"نتفليكس"، إلى أن هذا المسلسل قد يصبح أكثر مسلسلات المنصة شعبية على مستوى العالم، مستطرداً: "لم نكن نتوقع هذه الشعبية العالمية".
في السياق، انتقلت شهرة "لعبة الحبار" إلى العالم الرقمي، حيث يتحرك الأشخاص ويتواصلون في بيئات افتراضية.