قالت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الفيلم الصيني The Battle at Lake Changjin، الذي يجسد ملحمة حربية صينية مزعجة تحتفي بنصر نادر على أمريكا، يتصدر أعلى الإيرادات، حيث إنه حقق 203 ملايين دولار في أسبوع الافتتاح خلال عطلة الأسبوع الماضي.
بذلك تفوّق على أحدث فيلم في سلسلة جيمس بوند بعنوان No Time to Die، الذي حقق 119 مليون دولار في الأسواق الدولية، وكذلك فيلم Venom: Let There Be Carnage، الذي حقق 90.1 مليون دولار في أمريكا الشمالية.
يذكر أن فيلم No Time to Die هو الخامس والعشرون في سلسلة أفلام جيمس بوند وآخر فيلم يجسد فيه دانيال كريج دور العميل السري البريطاني الشهير. وتأجل موعد عرضه ثلاث مرات مع انتظار إعادة فتح دور السينما.
وفق الصحيفة ذاتها، يعرض هذا الفيلم الملحمي، على مدى ثلاث ساعات، معركة استمرت 17 يوماً خلال الحرب الكورية بين الصين وقوات الأمم المتحدة التي تقودها أمريكا.
كان على رأس أبطال فيلم The Battle at Lake Changjin، الممثل الصيني وو جينغ، المشهور في الصين بأفلام Wolf Warrior الحربية، ومغني البوب صاحب الشعبية الكبيرة جاكسون يي.
آلاف المشاركين في الفيلم
من جهته، قال منتج الفيلم، يو دونغ، في تصريح لمجلة Variety، إن الإنتاج انطوى على خمس سنوات من تطوير السيناريو، و200 يوم تصوير، وضم نحو سبعة آلاف شخص من طواقم العمل، و70 ألف ممثل ساعد.
بدوره، ذكر الممثل الصيني وو جينغ: "يمكننا بهدوءٍ تبني الإنتاجات الضخمة والاستثمارات المعادلة لأفلام الفئة الأولى في هوليوود. يُعزى هذا إلى شجاعة صناع الأفلام الصينيين، بل أكثر منه إلى الثقة الكبيرة بسوق الأفلام الصينية".
جينغ أوضح أن الفيلم الذي حظي بإقبال كبير، والذي يصور مقتل الأمريكيين، كان "فيلماً يحتفل بالحياة، يدور حول الطريقة التي كان مقاتلون شباب عازمين بها على المخاطرة لحماية منازلنا والدفاع عن بلدنا". وتعرف هذه الحرب في الصين باسم "حرب مقاومة الاعتداء الأمريكي ومساعدة كوريا".
فيما يحظى الفيلم بدعمٍ كبيرٍ من بكين، فقد أبدت الصحيفة الحكومية الصينية People's Daily دعماً راسخاً للفيلم. وورد في أحد العناوين الرئيسية التي تتحدث عن الفيلم: "فيلم الحرب الكورية يحطم الأرقام القياسية، ويحمل آثاراً على المنافسة الحالية بين الصين والولايات المتحدة".
الصحيفة الصينية أشارت إلى أن الفيلم يسرد كيفية ثبات الجنود الصينيين "وسط الشراسة والبرودة ضد أسلحة العدو الأكثر تطوراً خلال حرب مقاومة الاعتداء الأمريكي ومساعدة كوريا (1950 -1953)"، ناقلة عن أحد رواد السينما الذي لم يذكر اسمه، قوله إن الفيلم جعله يشعر بأن "الشعب الصيني لن ولم يخشَ الولايات المتحدة".
في حين ذكرت افتتاحية بصحيفة People's Daily: "إنه يوضح الوطنية الملتهبة لدى جيش الشعب، ويعرض ولاءه الذي لا يُضاهَى للحزب وللشعب، ويصور بوضوحٍ الروح العظيمة لمقاومة الولايات المتحدة ومساعدة كوريا الشمالية".
"خسائر هائلة"
حيث تؤكد الصين أن الولايات المتحدة غزت شبه الجزيرة الكورية، وتسببت في "خسائر هائلة" بالأرواح والممتلكات عند حدودها الشمالية الشرقية، وشكلت "تهديداً عظيماً" على الأمن القومي.
يشار إلى أن نجاح هذا الفيلم يأتي وسط تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن، بسبب إصرار الصين على إثبات نفسها على المسرح العالمي. ففي الأسابيع الأخيرة، عرضت بكين أفلاماً مُعادية للولايات المتحدة في أوقات الذروة بالقنوات التلفزيونية، إضافة إلى وجود العديد منها قيد الإنتاج.
رغم ذلك، قال موقع Deep Focus الشهير المعني بمراجعة الأفلام، إن إنتاج الفيلم فشل في التصوير الصحيح للمعركة وأهميتها التاريخية الكبيرة، وذلك في انتقاد نادر لبكين.
الموقع الشهير أضاف أن المؤثرات الخاصة في الفيلم كانت بسيطة، وتحريره كان رديئاً، إضافة إلى أن الشخصيات، لاسيما الجنود والجنرالات الأمريكيين، كانت سطحية وذات بعد أحادي، متابعاً: "يُنظر إلى القوات الأمريكية على أنها دنيئة. إن الطريقة التي استُخدموا بها بوصفهم أداة تمثل ذروة جديدة (في الأحداث)".
كذلك لمح موقع Deep Focus إلى أن نجاح الفيلم الساحق في شباك التذاكر ربما نُظِّم عن طريق بكين، مشيراً إلى أنه كان شائعاً لوزارات الحكومة والشركات أن تنظم مشاهدة فيلم ما لأعضاء الحزب، عندما تقتضي "المصلحة الوطنية".
بينما لفتت صحيفة The Times إلى أن المقال حُذف، إضافة إلى تعليق حساب موقع Deep Focus على تطبيق التراسل الصيني الشهير WeChat.
في هذا الإطار، تشجب الصحيفة الرسمية للجيش الصيني أي انتقاد للفيلم، مؤكدةً أن من يشككون في انتصار الصين "يقعون مرة أخرى بفخ الخوف من أمريكا وعبادة الولايات المتحدة"، بحسب قولها. وأضافت: "كانت الولايات المتحدة هي التي اندحرت في حالة من الفوضى".