عندما نتحدث عن الكوميديا ونجومها قد يكون جيم كاري من أول الأسماء التي تخطر ببالنا، الفنان صاحب الابتسامة العريضة الذي أضحكنا في كثير من أفلامه في التسعينيات. وقد نعتقد عند مشاهدتنا له وغيره من الكوميديين أن حياتهم لا بد أن تكون مريحة وسعيدة حتى يقدروا على تقديم محتوى مضحك وهزلي ممتع لهذه الدرجة.
لكن يبدو أن للأسماء الألمع في عالم الكوميديا حياة مختلفة تماماً وراء الكاميرات فيها من الاكتئاب والتوتر والحزن الكثير.
إليكم 12 من هؤلاء الكوميديين، العرب والأجانب، الذين عانوا من أسوأ المآسي وأعطونا أفضل ما في الكوميديا.
1. يونس شلبي
من منا لا يعرف أحد أبطال مسرحية مدرسة المشاغبين، صاحب المشوار الفني الطويل يونس شلبي الذي رحل في عام 2007 بعد معاناة طويلة من الفقر والمرض وتجاهُل الفنانين لظروفه ومعاناته.
حتى إن زوجته اشتكت من تجاهل نقابة الممثلين لأزمته، مطالبة آنذاك بعلاجه على حساب النقابة. لكن أسرته اضطرت إلى بيع كل ممتلكاتها في بلدته المنصورة للإنفاق على تكاليف علاجه.
2. عبدالسلام النابلسي
عبدالسلام النابلسي ممثل وفنان كوميدي فلسطيني الأصل، لبناني المولد، اشتهر في مصر وأصبح صديقاً مُقرّباً لعبدالحليم حافظ من خلال أعمال لا يمكن نسيانها، إلا أن حياته كانت مليئة بالأحداث الحزينة. فقد عانى من مرض خطير في المعدة، وفقدان مدخراته بعد إفلاس بنك "أنترا" حيث كان يودع أمواله، وأزمة مع مصلحة الضرائب المصرية تسبّبت في تهديده بالسجن ومُقاضاته حال عودته من لبنان إلى مصر.
في عام 1968 توفي النابلسي في طريقه إلى المستشفى وتكفّل بجنازته صديقه فريد الأطرش، لأن الراحل لم يملك أي مال.
3. سعيد صالح
من منا لا يذكر دوره في مسرحية العيال كبرت ومدرسة المشاغبين، الممثل المصري المشهور سعيد صالح تميز بروح الدعابة وقدرته على الارتجال. لكن حياة هذا الممثل لم تكن سهلة مطلقاً حتى آخر يوم في حياته.
سُجن صالح 3 مرات، فأثناء عرض مسرحيته "لعبة اسمها الفلوس" وفي جملة خارجة عن النص حيث قال (أمي اتجوزت 3 مرات الأول أكلنا المش والتاني علمنا الغش والتالت لا بيهش ولا بينش) في إسقاط سياسي على رؤساء مصر جمال عبدالناصر والسادات وحسني مبارك، اتُّهم بالسخرية من رؤساء مصر وحُكم عليه بالسجن 6 أشهر وغرامة خمسين جنيهاً وذلك عام 1981. ثم أصدر القاضي الذي تولى القضية قراراً بالإفراج عن سعيد صالح بضمان مالي قدره 100 جنيه.
وقع صالح في الحب مرتين وتزوج مرتين لم تكللا بالنجاح وعانى فيهما من الكثير من المشاكل.
في عام 2005 تعرض سعيد صالح لآلام حادة في القلب وأجرى عملية جراحية، كما كان يعاني من السكري والالتهاب الرئوي وبعض المشاكل في القلب.
وفي عام 2014 توفي سعيد صالح، بعد أن أتم الـ76 عاماً بيوم واحد، وبعد صراع طويل مع المرض، توفي صالح نتيجة أزمة قلبية حادة ودفن في مسقط رأسه بقرية مجيريا بالمنوفية.
4. بيت ديفيدسون
بيت ديفيدسون هو ممثل كوميدي آخر عمل مأساته الشخصية في عمله. كان والد ديفيدسون رجل إطفاء في مدينة نيويورك مات أثناء الرد على هجمات 11 سبتمبر/أيلول على البرجين التوأمين. كان ديفيدسون في السابعة من عمره فقط في ذلك الوقت، وسواء كان ما عانى منه ناتجاً عن الصدمة مباشرة أم لا، فقد عانى ديفيدسون من مشاكل صحية عقلية معظم حياته.
عندما كان طفلاً في المدرسة، عانى ذات مرة من انهيار ونزع كل الشعر من فروة رأسه. كما أنه نشر أفكاراً انتحارية شهيرة على Instagram قبل حذف حسابه تماماً بسرعة، مما دفع الشرطة إلى تحديد موقعه وإجراء فحص صحي.
5. ميتش هيدبرغ
كان ميتش هيدبرغ واحداً من أعظم كتاب النكات القصيرة على الإطلاق وتعتبر نكاته بليغة وبارعة، وقد مكنته موهبته المثيرة للإعجاب في التلاعب بالألفاظ من تحقيق نجاح كبير. لكن هيدبرغ كان مدمناً بشدة على المخدرات ولم يلتزم تماماً بإعادة التأهيل. ولعل أكثر نكاته شهرة هي: "كنت أتعاطى المخدرات. ما زلت أفعل، لكنني اعتدت على ذلك أيضًا". للأسف، كان صريحاً بنفس القدر بشأن عدم رغبته في التوقف عنها. نقل صديق وزميله الكوميدي آرتي لانج، الذي اشتهر بفترة عمله في قناة MadTV ، ذات مرة عن هيدبيرغ قوله: "يا رفاق، لا تحاولوا مساعدتي. أريد أن أتناول الهيروين حتى أموت". في عام 2005، في سن 37، تحققت رغبته- سواء كان يمزح أم لا.
6. جون بيلوشي
كان بيلوشي عضواً في Not Ready for Primetime Players، مجموعة SNL الأصلية. لقد أدى باستمرار المشاهد بروح الدعابة. عندما أصبح أكثر شهرة وبدأ العمل في المزيد من المشاريع في وقت واحد، بدأ بيلوشي بتعاطي الكوكايين. لم يستمع بيلوشي لنصيحة أصدقائه بالذهاب لمراكز إعادة التأهيل ومع الوقت بدأ بتعاطي الهيروين مع تعمقه في إدمانه. كانت جرعة زائدة من الكوكايين والهيروين – وتسمى أيضاً كرة السرعة- أنهت حياته في سن الـ33.
7. كريس فارلي
من الصعب ذكر الصعود والسقوط المأساوي لجون بيلوشي دون ذكر كريس فارلي. عكست مسيرة فارلي المهنية ومسارها الشخصي صورة بيلوشي بشكل غريب. اشتهر فارلي، مثل بيلوشي، بصفته عضواً في فريق التمثيل في SNL، ومرة أخرى مثل بيلوشي، كان معروفاً بطاقته العالية وروح الدعابة الجسدية على الرغم من حجمه الكبير. من بين أكثر عروضه التمثيلية التي لا تُنسى "Chip n 'Dales" و "Van Down by the Mirror".
مثل بيلوشي، دخل فارلي حياة المخدرات. تسببت سمنة فارلي أيضاً بالكثير من المشاكل في حياته وانتهت حياته بجرعة زائدة من الكوكايين والمورفين عن عمر يناهز 33 عاماً.
8. روبن ويليامز
قد يكون روبن ويليامز أكثر الممثلين الكوميديين المحبوبين على الإطلاق وقد لعب دور البطولة في مجموعة من الأفلام المفضلة لدى المعجبين وسرق تقريباً كل مشهد كان موجوداً فيها. لقد جعلته طاقته التي لا هوادة فيها فريداً تماماً وأسطورياً. ولكن خلف هذا السطوع اللامتناهي كانت هناك معارك مظلمة مع المرض والإدمان، قضى ويليامز الكثير من الوقت في السبعينيات والثمانينيات مدمناً على الكوكايين، وعلى الرغم من أنه ترك المخدر في النهاية، فقد خاض معركة أخرى مع إدمان الكحول. كان أساس كل هذا هو صراعات ويليام المعروفة مع الاكتئاب.
في النهاية، وبسبب تشريح الجثة بعد وفاته بالانتحار، تم اكتشاف أن ويليامز كان يعاني من الخرف من النوع المتقدم "ليوي بوديز"، مما جعل أيامه الأخيرة مليئة بالقلق والبارانويا وفقدان الذكريات.
9. ريتشارد بريور
ريتشارد بريور هو واحد من أعظم الكوميديين في كل العصور، وعلى مدار حياته، جلب السعادة للملايين. ومع ذلك، من الصعب العثور على فترة واحدة من تلك الحياة وجد فيها بريور أي سعادة دائمة بنفسه. نشأ بريور في بيت دعارة؛ حيث كانت والدته عاهرة. في النهاية تخلت عنه والدته وتركته لجدته، صاحبة بيت الدعارة، التي كانت تضربه كثيراً. تم التحرش به عدة مرات، أولاً من قبل طفل أكبر منه، ولاحقاً من قبل قس كاثوليكي. كانت حياته البالغة بالكاد أفضل بكثير. طلق بريور سبع مرات، وكان يعاني من مشاكل متكررة مع المخدرات والكحول، حتى إنه أشعل النار في نفسه وهو منتشٍ بالكوكايين. كان تدخينه المستمر هو الذي أدى إلى وفاته في النهاية، لأنه تسبب جزئياً في مرض الشريان التاجي الذي تسبب في نوبة قلبية قاتلة.
10. جيم كاري
في الوقت الحاضر، يعد جيم كاري مليونيراً يمكنه التقاعد في هذه الثانية والراحة بقية عمره. ولكن قبل الأدوار التلفزيونية والأفلام المربحة، نشأ كاري فقيراً.
قضى كاري جزءاً كبيراً من سنوات مراهقته في فقر مدقع. تباينت حظوظ عائلته من عام لآخر، لكنها لم ترتفع إلى مستوى الراحة التي يمكن الاعتماد عليها. أمضت عائلة كاري سنوات بلا منزل ولا حتى شقة، وكانت تعيش عوضاً عن ذلك معاً في شاحنة ثم في خيمة لاحقاً. حتى عندما حصل والده على عمل مربح، بقي كاري وشقيقه يعملان كحارسي طاقم ليلي لصاحب عمل والده، فقط لتغطية نفقاتهم. حتى عندما بدأ التمثيل، كافح كثيراً للوصول لما وصل له.
11. باتون أوزوالد
يعتبر باتون أوزوالد ملك الكوميديا لعقود حتى الآن، ولفترة من الوقت، كان كل شيء في حياته رائعاً. وأصبح كوميدياً وكاتباً، وكان لديه ابنة، ووجد توأم روحه: كاتبة تدعى ميشيل ماكنمارا. كل شيء كان رائعاً في حياته حتى ماتت ميشيل فجأة أثناء نومها، تاركة أوزوالد أرملًا مفطور القلب وأباً أعزب.
ماتت ماكنمارا دون سابق إنذار في 21 أبريل/نيسان 2016، بسبب مرض في القلب غير معروف مصحوب بمزيج من العقاقير الموصوفة – وفاة غير متوقعة ومفاجئة. تحدث أوزوالد عن تفاصيل كثيرة حول كيفية تأثير الموت عليه وعلى ابنته، بما في ذلك "أسوأ يوم في حياته": في المرة الأولى التي أخبر فيها ابنته أن والدتها ماتت.
12. ماريا بامفورد
ماريا بامفورد هي ممثلة أمريكية كوميدية اشتهرت بتصويرها الكوميديا التي تستنكر الذات التي تنطوي على نكات عن الاكتئاب والقلق. تعمقت كوميديا بامفورد مراراً وتكراراً في العديد من المشكلات العقلية، مثل الاكتئاب والقلق والوسواس القهري والأفكار الانتحارية والاضطراب ثنائي القطب. وعلى الرغم من أنها دائماً ما تجعلها مضحكة، إلا أنها تتعمق في صراعاتها على خشبة المسرح، حتى إنها دخلت بنفسها إلى جناح نفسي لأنها كانت على وشك أن تقتل نفسها.