فاجأتنا الفنانة بدرية طلبة بخبر بتر القدم اليسرى للفنان شريف دسوقي "سبعبع"، مما أثار ردود فعل حزينة لا بأس بها، فمن هو شريف دسوقي وما أسباب بتر القدم وما علاقتها بتصويره لمشهد في فيلم؟
وُلد الفنان شريف دسوقي عام 1967، نشأ منذ الصغر في أروقة الفن والمسرح حيث كان والده مدير مسرح إسماعيل ياسين، ونشأ معه حب الفن، الذي قوبل بعلقة ساخنة من والده كما وصفها الفنان وذلك بسبب صعوده على المسرح.
التحق دسوقي بالعديد من ورش التمثيل والمسابقات الفنية، دخل شريف مسابقات في الهيئة العامة لقصور الثقافة، كانت بداية الاحتكاك الاحترافي مع الفرق المستقلة عام 2004، وسافر وقتها إلى النمسا وألمانيا ودول المغرب العربي وقطر لاكتساب الخبرات من حضور الورش والدورات التمثيلية.
بدايته الفنية الاحترافية كانت عام 2003 بمشاهد محدودة في فيلم "العنف والسخرية" ثم أتبعها بأدوار ثانوية في عدة أعمال منها (حاوي) و(حار جاف صيفاً)، كما شارك في مسلسل زي الورد من بطولة يوسف الشريف عام 2012.
وكان عام 2020 عام الفتح بالنسبة لدسوقي حيث شارك في مسلسل "بـ100 وش" في دور "سبعبع"، الذي لاقى احتفاءً مميزاً بإفيهات خفيفة وظريفة دون تكلف، وذاع حبه بين الجمهور العربي، حتى إن جملته الشهيرة في المسلسل "إن شاء الله حاجة فوق العظمة" أصبحت من أشهر الإفيهات التي تتناقلها الألسن في استمتاع، مما عزز وجوده في عالم الفن بذاكرة جديدة لدى المشاهدين لا تُنسى.
أما عن الأزمة الأخيرة مع نقابة الممثلين فكانت بسبب فيلم "وقفة رجالة" مع الفنان ماجد الكدواني، وبدأت بتصريح لدسوقي، أثار الجدل، حين هدد بالانتحار، مما أثار العديد من التساؤلات حول هذا التصريح، ليجيب دسوقي أنه يتعرض لظلم شديد من منتج الفيلم "أحمد الجنايني"، حيث لم يتقاضَ دسوقي باقي مستحقاته المالية بالرغم من إكماله لجميع مشاهد الفيلم المسندة له.
وأضاف دسوقي: "أنا هقول للناس الحقيقة، والناس تعرف عني إني مابقولش غير الصدق، في تاتش عادي جداً حصل بيني وبين أستاذ أحمد الجنايني عشان اللي أنا بعلنه مباشرة وبتهمهم بيه".
ويبدو أن دسوقي كان يحتاج للمال بشدة، إذ إنه مصاب بمرض السكري الذي أثر على قدمه وكان يحتاج لعلاج مستمر وبمبالغ طائلة، مما دفعه لمهاجمة نقابة الممثلين بضراوة لعدم تدخلها في مشكلته وتحصيل مستحقاته من المنتج، مما دفع نقيب الممثلين أشرف زكي للتدخل وعقد الصلح بينهما.
أما عن سبب تدهور حالته، فبعد إصابته في أثناء تصوير فيلم "وقفة رجالة" بجرح غائر في قدمه (إصابة عمل)، وتفاقم الأمر بسبب مرض السكري وحاول الأطباء على مدار ثمانية أشهر علاجه ولكن في الفترة الأخيرة توقف دسوقي عن تناول الأدوية بسبب مشكلته مع شركة الإنتاج، وعدم صرف مستحقاته التي يستطيع بها شراء ما يلزمه من أدوية، مما أدى إلى تفاقم حالته التي تحولت إلى "غرغرينا"، اضطر الأطباء بعدها لبتر قدمه، وبالفعل تم البتر من بعد الرُكبة.
والعجيب أن الدولة أعلنت مؤخراً عن توجيه الصحة بعلاج دسوقي على نفقة الدولة، ولكن بعد ماذا؟ يبدو أن القرار جاء متأخراً كثيراً وكأنه كتب علينا التأخر في كل شيء، حتى في قراراتنا المصيرية! ظل الفنان يصرخ ويستغيث ويئن لشهور دون أن يتحرك أي مسؤول، إلى أن فقد الرجل جزءاً من جسده، مما يدفعنا للتساؤل عن مدى فاعلية نظام التأمين الصحي لهم، وعن الآلية التي يُتخذ بها مثل تلك القرارات.
ناهيك عن ردود فعل الفنانين وزملائه، التي انهالت عليه بالأسف المزيف وعبارات التعاطف المبتذلة، حيث لم نسمع تصريحاً واحداً أو تعاطفاً من أحدهم أثناء أزمته مع شركة الإنتاج، ولم تطالعنا تلك المشاعر الجياشة أثناء مرضه الأخير، باستثناء الفنانة بدرية طلبة التي رافقته في رحلة مرضه، وكأن التعاطف والدعم لا يأتيان إلا بعد وقوع المصيبة!
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.