ظاهرة جديدة على الدراما المصرية كشفت عنها السجالات التي جرت منذ نهاية شهر رمضان ولا تزال تجري حتى الآن، بين عدد من الفنانين الذين قدموا أعمالاً درامية في الشهر المبارك، وبين فنانين آخرين لم يشاركوا في السباق الرمضاني.
وكانت أزمة البطالة الإجبارية للفنانين المصنفين تحت خانة "غير المرضيّ عنهم" من قِبل تامر مرسي رجل الإنتاج القوي وذراع جهاز المخابرات العامة المصرية في مجال الإعلام والدراما، قد تفجرت بقوة مع ثاني أيام عيد الفطر المبارك، عقب صدور بيان من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إحدى الشركات التابعة لمجموعة إيجل كابيتال المملوكة للمخابرات، تتبرأ فيه الشركة التي أنتجت ما يقرب من 15 مسلسلاً عرضت كلها في رمضان الماضي، من المخرج محمد سامي ومسلسله "نسل الأغراب"، وتؤكد في البيان أن المخرج قام بإضافة مشاهد عديدة لم تكن مدرجة في السيناريو الذي تمت الموافقة عليه قبل بدء التصوير، وبالتالي قررت الشركة وقف التعامل معه مستقبلاً.
عقب صدور البيان تجرأ بعض الفنانين وكتبوا على صفحاتهم الخاصة تدوينات تفشي الشللية في الوسط الفني، وأن من يعملون في الدراما التي تنتجها شركة سينرجي للإنتاج الفني، التي يملكها تامر مرسي نفسه، وتحتكر عرضها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي يرأسها مرسي أيضا، لابد أن يمروا عبر بوابة رضاء تامر مرسي الذي بات يحدد في العامين الأخيرين مَن مِن الفنانين يعمل في دراما رمضان ومن يمنع عليه المشاركة فيها.
تردد في الوسط الفني والإعلامي المصري، كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن قرار وقف التعامل مع المخرج محمد سامي، اتخذ بسبب مجاملته الفاضحة لزوجته مي عمر وتوسيع مشاهدها في العمل على حساب نجومية أحمد السقا وأمير كرارة، وكذلك إصراره على مشاركة شقيقته ريم في كل المسلسلات التي يخرجها وإفساح مساحة كبيرة لدورها دون أي دواعٍ درامية، فضلاً عن تعامله غير اللائق مع الممثلين المشاركين في العمل وتعمده إهانة بعضهم أمام الأطقم الفنية المساعدة.
مشهد في الحلقة الأخيرة من مسلسل نسل الاغراب أثار استياء مسؤولين في أجهزة سيادية
لكن مصدراً مقرباً من المخرج كشف في اتصال خاص مع "عربي بوست" أن التصعيد الخطير الذي حدث ضد سامي لم يكن بسبب تعديلات السيناريو أو مجاملة زوجته وشقيقته، أو حتى تعامله "العصبي" مع الممثلين المشاركين في العمل، لأن كل هذه الأشياء ببساطة معروفة ومتكررة في كل المسلسلات التي أخرجها من قبل، ومنها مسلسل البرنس في رمضان قبل الماضي، ومسلسل "لؤلؤ" كما أن عديداً من المخرجين يثورون على أفراد من طاقم التمثيل خلال التصوير بسبب الضغط العصبي.
أما السبب الحقيقي لقرار "تجميد" المخرج المعروف بعلاقاته الجيدة مع تامر مرسي، فهو مشهد في الحلقة الأخيرة من مسلسل نسل الأغراب، أثار استياء مسؤولين في أجهزة سيادية واشتكوا لمسؤول كبير في المخابرات منه، ما دفع بالأخير لتوجيه أوامره للتحقيق في الأمر ومحاسبة المخطئ أياً مَن يكون.
المشهد الذي أثار المشكلة جمع بين أمير كرارة "غفران" المجرم وبين ابن عمه محمد دياب "علي الغريب" ضابط المباحث، حيث تربص غفران ورجال عصابته بالضابط وأطلقوا عليه النار لينقلب بسيارته، ثم يظهر غفران ويطلب رجاله من الضابط الركوع على الأرض، فيرفض في البداية ويتبادل إطلاق النار معهم، قبل أن يطلق عليه أحدهم رصاصة في ركبته تجبره على السقوط على الأرض لتركيعه؛ حيث يستكمل باقي المشهد والحوار بين غفران وهو واقف على قدميه، وعلي الغريب الجالس على الأرض قبل أن يُرديه غفران برصاصة في رأسه.
أثار المشهد غضب المسؤولين في أحد الأجهزة السيادية، بعدما رأوا أنه قلل من هيبة ضباط الشرطة الذين يسقطون أمام المجرمين ويركعون أمامهم، وهي الصورة التي تتناقض تماماً مع صورة الضباط الشجعان التي قدمها مسلسل الاختيار 2، ورأوا كذلك أن ذلك المشهد ودلالاته تقلل كثيراً من حالة التقدير التي خلقها مسلسل الاختيار 2، وذهبوا إلى أن ما حدث بمثابة إهدار للأموال التي أنفقتها الدولة على إنتاج المسلسل الضخم.
وأمام تصاعد حالة الغضب أصدر مسؤول كبير بجهاز سيادي أوامره إلى تامر مرسي بالتحقيق في الأمر وإبلاغه بالمخطئ حتى يتم حسابه، فقام الأخير بدوره بتحميل المخرج مسؤولية ما حدث، إذ لمَّح البيان الذي أصدرته الشركة المتحدة إلى أن سامي أضاف مشاهد لم تكن موجودة في السيناريو الأصلي الذي تمت الموافقة عليه، مرسلاً بتلك الفقرة إشارة إلى المشهد "الأزمة" تم تصويره وعرضه دون أن يراه شخصياً، قبل أن يختم البيان بقرار وقف التعامل مع المخرج.
الشركة المتحدة تتعامل مع الفنانين بنفس الطريقة التي تُدار بها السياسة في البلد من حيث تكميم الأصوات ومحاربتهم في أرزاقهم
"عربي بوست" تحدث هاتفياً مع فنان مصري قدير تحفظ على ذكر اسمه، قال إن المشهد الأزمة وكل التفاصيل السيئة التي قيلت بحق المخرج محمد سامي غير مستبعدة، بل الأدهى أنها معرضة للتكرار في المستقبل من آخرين، طالما بقي الوضع على ما هو عليه، مشيراً إلى أن مرسي والشركة المتحدة باتت تتعامل مع الفنانين والدراما بنفس الطريقة التي تدار بها السياسة في البلد.
إذ يتم تكميم أصوات المعارضة وحتى الفنانين المستقلين، ومحاربتهم في أرزاقهم وإبعادهم عن المشاركة في الأعمال التي تحتكر شركة سينرجي إنتاجها ثم تبيعها للشركة المتحدة التي تحتكر عرضها، وبالتالي لم يعد في السوق سوى "المحاسيب" والمقربين والمطيعين وأغلبهم من أنصاف المواهب أو أقل من ذلك، والدليل أن أغلب مسلسلات رمضان هذا العام جاءت دون المستوى سيناريو وإخراجاً وأحياناً كثيرة تمثيلاً أيضاً.
وأضاف قائلاً أن ما يحدث فاق الحد ما دفع بعض الفنانين المبعدين للتشفي في زملائهم الذين شاركوا في دراما رمضان وتعرضوا لمواقف محرجة، مثلما فعلت الفنانة مها أحمد التي نشرت تدوينة كلها تشفّ وغل من أحمد السقا وأمير كرارة بدعوى أنهما لم يقفا إلى جوارها حين طلبت منهما المشاركة في أي دراما في رمضان الماضي.
شكوى مها أحمد لم تكن الأولى لكنها الأكثر وضوحاً، وهذا ما جعلها تلقى ردود أفعال واسعة، وقد سبقها إلى الشكوى بطرق أخف حدة عدد من الفنانين الذين يمكن تصنيفهم على أنهم مع الدولة ومن مؤيدي الرئيس السيسي، لكنهم لم يجدوا حظاً مع تامر مرسي، مثل شريف منير الذي سخر خلال كلمة له في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي عام 2018 من عدم مشاركته في أعمال جديدة، بقوله إن سبب قلة عدد المسلسلات التي لم تتعدَّ 15 مسلسلاً رمضانياً، ثم تكرر الأمر في افتتاح نفس المهرجان في العام التالي (2019) حين جسَّد خالد الصاوي ومنة شلبي فقرة ساخرة عن بطالة الفنانين قبل أن يختم أشرف عبدالباقي مرحلة السخرية بفقرة يقترح ويتخيل بها مجالات عمل أخرى للفنانين بسبب البطالة.
تصنيف الفنانين لم يعد مقتصراً على ولائهم للسيسي وإنما لتامر مرسي نفسه
ناقد فني بإحدى الجرائد القومية المصرية أكد أن الوسط الفني في الوقت الحالي في حالة غليان، ليس فقط بسبب سياسة التفرقة في المعاملة التي يتبعها تامر مرسي مع الفنانين، وتصنيفهم سواء موالٍ أو معارض، وإنما في إصراره على تتبع الفنانين غير الموالين وإفساد عملهم مع أي جهة أخرى، والمهزلة أن التصنيف لم يعد مقتصراً على ولاء الفنان للنظام السياسي السائد وإنما على ولائه لتامر مرسي نفسه، ولنأخذ مثالاً على ذلك الممثل محمد رمضان الذي يعتبر الابن المدلل لتامر مرسي، منذ أن خدع مجموعة MBC قبل سنوات وتملص من عقده معها ليوقع عقداً جديداً مع تامر مرسي وشركة سينرجي، حيث عمل مع الأولى عملين حققا نجاحاً كبيراً هما "ابن حلال" و"الأسطورة" وكان عقده لا يزال يتبقى فيه عامان وفيه شرط جزائي كبير، فما كان من الممثل المثير للجدل إلا أن تقدم لتأدية الخدمة العسكرية التي كان يؤجلها قبل ذلك بموجب شهادات تؤكد أنه يدرس بإحدى الجامعات الخاصة.
وبعد أن صوَّر عدة إعلانات بزي الجيش، اختفى رمضان من الخدمة ورأيناه في العام التالي يقدم مسلسل "زلزال" ثم البرنس في العام الذي يليه، وخرج رمضان بذكاء من التزامه بعقد MBC الذي أُلغي لظروف قاهرة وهي قضاء الممثل فترة التجنيد الإجباري، ونتيجة لموقفه هذا أصر تامر مرسي على أن ينتج مسلسل "موسى" في رمضان الماضي رغم التحقيق معه من قِبل نقابة الفنانين ثم قرار إيقافه عن العمل عقب ظهوره في صورة ودية للغاية مع مطرب إسرائيلي مشهور "عومير آدام" خلال حفل في دولة الإمارات، ولم يكتفِ بذلك فقط وإنما أصر على التدخل بنفوذه لإجبار النقابة على إعادة التحقيق مع الممثل في ديسمبر/كانون الأول 2020 وإلغاء قرار إيقافه وسط دهشة الجميع.
وهناك أيضاً أمير كرارة الذي يعد الابن الثاني لتامر مرسي، وهناك من يردد داخل الوسط الفني أن سبب تقاربهما الشديد أن أسرة الرئيس المصري تحب الفنان الذي لمع نجمه بشدة عقب تجسيده شخصية المقدم أحمد المنسي في مسلسل الاختيار 1، ونجاحه في كسب تعاطف المشاهدين مع المقدم الراحل ومع الجيش المصري عموماً في مواجهته ضد الإرهاب في سيناء.
كما تفرض الشركة ممثلين آخرين في أدوار مهمة في بعض الأعمال، دون أن يملكوا الموهبة الكافية لذلك، ومنهم لاعب الكرة المعتزل أحمد صلاح حسني، الذي يشارك في بطولة مسلسل واحد على الأقل في رمضان منذ 3 سنوات، بخلاف فرضه كضيف على البرامج الرئيسية بقنوات الشركة "صاحبة السعادة" لإسعاد يونس وغيرها.
وفسَّر البعض تلميع حسني بمشاركته في فيلم "الممر" عام (2019)، الذي نال إعجاب السيسي شخصياً، لما عكسه من بطولة وفدائية رجال الجيش المصري، ويدللون على وجهة نظرهم بأن كل من شاركوا في الفيلم حصلوا على نصيب من التلميع، مثل أمير صلاح الدين، الذي شارك في أربعة مسلسلات من إنتاج سينرجي "ختم النمر، موسى، كوفيد 25، الملك أحمس"، وضيف شرف في مسلسل "هجمة مرتدة"، وحصل محمود حافظ على أربعة أدوار في "ختم النمر، الدايرة، اللي ملوش كبير، الملك أحمس". وكذلك محمد فراج في مسلسلي "الملك أحمس والاختيار 2″، بجانب مسلسل "ضد الكسر".
ومن الوجوه التي تُفرض في الفترة الحالية على الدراما الممثل أحمد العوضي، الذي يلقى اهتماماً كبيراً، خاصة بعد دوره في فترة "فيديوهات المقاول محمد علي"، ومسلسل "كلبش 3″، فقد حصل على أدوار بطولة في "الاختيار" و"اللي مالوش كبير" وقدمته الشركة كبطل منفرد في "شديد الخطورة" مؤخراً، ومن المنتظر أن يحصل على مساحة أكبر الفترة المقبلة.
ملف بتجاوزات تامر مرسي أمام قيادات كبرى في جهاز سيادي مهم يجري التحقيق فيها حالياً
في المقابل، هناك نجوم ابتعدوا قسراً عن الشاشة بسبب تصنيف تامر مرسي لهم "غير موالين له"، رغم ولائهم الكامل للنظام، مثل شريف منير، الذي نشر أكثر من فيديو له وهو يهاجم جماعة الإخوان وكل من يقترب من السيسي، وكان حريصاً أن تكون خلفية الفيديو علم مصر، في تصرف غريب وغير معتاد من فنان وليس مسؤولاً رسمياً، وهناك أيضاً أحمد حلمي وزوجته منى زكي، اللذان لا يشاركان في دراما رمضان منذ سنوات، قبل أن يتدخل "رجل الدولة الجديد في الإعلام والدراما" محمد السعدي ويختارها لبطولة مسلسل "لعبة نيوتن"، ولعل هذا ما يفسر حرص أحمد حلمي على توجيه الشكر له بشكل لافت، عقب نجاحه في تنظيم موكب المومياوات الملكية في بداية العام الحالي، ومن الفنانات اللائي ابتعدن قسراً نشوى مصطفى، التي كتبت تدوينة على فيسبوك تقول فيها "حد عنده (واسطة) عايزة أمثل، أنا معايا بكالوريوس فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج بتقدير جيد جداً، ومثلت قبل كده، وفيه ناس قالت إني ممثلة يجي مني".
ط. ي، مخرج مصري ممنوع من العمل منذ 3 سنوات كما قال لـ"عربي بوست"، قال إن تامر مرسي يجب أن يُعامل كمجرم حرب، بعدما دمر الساحة الفنية المصرية، وتسبب في إفقاد مصر عنصراً هاماً من عناصر قوتها الناعمة، وهي الدراما، التي لم يعد أحد يُقبل على شرائها أو مشاهدتها خارج مصر بسبب سوء المستوى.
وأضاف أن الأمر خرج عن السيطرة تماماً، وهناك كما أعلم ملف كامل بتجاوزات تامر مرسي أمام قيادات كبرى في جهاز سيادي مهم، يجري التحقيق فيها حالياً، وربما تنتهي بإبعاده من الشركة المتحدة وإعلام المصريين بالكامل، خصوصاً بعد ثبوت استغلاله لمنصبه في الشركة المتحدة لشراء الدراما التي تنتجها شركته سينرجي فقط دون غيرها، أي أنه هو الذي يبيع وهو نفسه الذي يشتري!
وكشف المخرج أن تامر مرسي لا يكتفي في العادة بتجاهل الاستعانة بالفنانين الذين يصنفهم غير موالين له، وإنما يحاربهم في أعمالهم، حيث قام بمطاردة بقية شركات الإنتاج مثل العدل جروب والصباحي، ورفض العمل من خلال الشركة المتحدة مقابل عرض أعماله وتصويرها في مصر، فما كان منهم إلا منع دخوله مصر، وترحيله من مطار القاهرة، لينتقل إلى لبنان، ومن هناك أنتج هذا العام مسلسل ملوك الجدعنة للنجمين عمرو سعد ومصطفى شعبان، لكن المسلسل عرض فقط على MBC، لأن أغلب القنوات المصرية تحت سيطرة إعلام المصريين، يعرض فيها تامر مرسي ما يشاء، ويمنع عرض ما يشاء دون حساب.
وأضاف أن أموراً مشابهة حدثت مع منتجين آخرين مثل محمد مشيش، الذي مُنع من الإنتاج ودخول مصر لفترة، وألقي القبض عليه مؤخراً بتهمة التزوير، وشركة "فنون مصر" التي توقفت عن الإنتاج بسبب خلافها مع الشركة المتحدة على الشروط، ومن بينها الاستغناء عن مستحقاتها المالية القديمة عند القنوات المملوكة لإعلام المصريين، أما من يغامر ويستمر في التصوير بعيداً عن الشركة المتحدة فسوف يواجه مطبات أخرى، منها عدم منحه إذن تصوير، وعدم قدرته على تسويق الدراما التي ينتجها، لأن أغلب القنوات مملوكة لإعلام المصريين، التي يرأسها تامر مرسي، وحتى غير المملوكة تخشى غضب الرجل صاحب النفوذ الواسع في الدولة.
الهيمنة الكاملة للشركة المتحدة على سوق الدراما بدأت تخف تدريجياً بأوامر عليا
هذه التصرفات خلقت قناعة لدى العاملين في الوسط الفني بشكل عام، أنه إذا أردت الاستمرار في المهنة فعليك التعاون مع سينرجي، كما قالت ممثلة شابة لموقع مدى مصر، إن رفض عرض من "سينرجي" أمر له تبعات غير محسوبة، إنهم يستطيعون أن يوقفوا مسيرتي الفنية في أي وقت، وترى أنه كلما كان الممثل مشهوراً كان الرفض أصعب، وحكت عن زميل لها عاد من السفر للمشاركة في مسلسل درامي، وعندما وصل سينرجي خبر قدومه أرسلت سيارة لاستقباله، واتجهت به مباشرة لمكتبهم، وأرغمته على توقيع عقد المشاركة في مسلسلهم، وممثل ثالث طلبته سينرجي فاعتذر بأنه مشغول في مشروع آخر، فقالوا له بشكل واضح "إحنا ممكن نقدر نوقف المشروع التاني عشان تبقى فاضي تشتغل معانا".
لكن الملاحظ كما قال خ. م، ناقد فني، أن حالة الهيمنة الكاملة للشركة المتحدة على سوق الدراما بدأت تخف تدريجياً، بأوامر عليا كما يمكن استنتاجه، حيث يبدو أن شكاوى الفنانين من التفرقة في المعاملة بدأت تصل إلى مسامع مسؤولين كبار في الأجهزة السيادية، وهو ما دفع الشركة المتحدة لتقديم عدة تنازلات في رمضان العام الحالي، لم تكن تقدمها من قبل، أولها إشراك أكثر من نجم في عمل واحد، مثلما حدث في مسلسلي "نسل الأغراب" و"الاختيار2″، الذي شارك في بطولته كريم عبدالعزيز وأحمد مكي، الذي عاد هذا العام من إبعاد استمر حوالي 4 سنوات.
كذلك لجأت الشركة لحيلة أخرى لإرضاء أكبر عدد من الفنانين، عبر إنتاج مسلسلات من 15 حلقة، وليس 30 حلقة كالمعتاد، حتى يحصل أكبر عدد ممكن على فرصة للعرض في رمضان، لكن التنازل الأكبر هو سماح الشركة لنجوم مصنفين "غير موالين" بالعمل في مسلسلات من إنتاج شركات أخرى، وعرض أعمالهم في قنوات "درجة ثانية" من حيث كثافة المشاهدة، مثل المحور وصدى البلد والنهار، ومن هؤلاء النجوم غادة عبدالرازق وزينة ومصطفى شعبان وعمرو سعد وأمينة خليل وريهام حجاج.