انضمت الممثلة الأمريكية فيولا ديفيس إلى النجوم المتضامنين مع أهالي الشيخ جراح والقدس الذين يتعرضون لتهجير قسري من قوات الأمن الإسرائيلية بقرارٍ من القضاء الإسرائيلي.
إذ نشرت الممثلة الحاصلة على جائزة الأوسكار وإيمي منشوراً طويلاً (أكثر من 600 كلمة) يشرح ما يحدث لأهالي الشيخ جراح، وذلك عبر حساباتها على إنستغرام وفيسبوك.
المنشور يشرح القصة من البداية، حينما قضت محكمة إسرائيلية بإجلاء 12 عائلة فلسطينية قسراً من حي القدس الشرقية في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وأن هذا القرار ضخَّم التوترات القائمة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين.
وأنه نتيجة لقرار المحكمة الإسرائيلية، يواجه 550 فلسطينياً تهديداً بنزع الملكية. وإضافةً لذلك، قضت المحكمة بأن على كل عائلة لاجئة تم إخلاؤها من منازلها دفع 20 ألف دولار لتغطية المصاريف القانونية للمستوطنين.
أضاف المنشور جزءاً من الرواية الإسرائيلية، نقلاً عن وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" (AP)، وهي أن "جماعات المستوطنين تقول إن الأراضي كانت مملوكة لليهود قبل حرب عام 1948 التي أعلن بعدها قيام إسرائيل"، وتضيف: "إن القانون الإسرائيلي يسمح لليهود باستعادة هذه الأراضي لكنه يمنع الفلسطينيين من استعادة الممتلكات التي فقدوها في نفس الحرب، حتى لو كانوا لا يزالون يقيمون في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل".
إذ احتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967، إلى جانب الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمتها إلى أراضيها في خطوة غير معترف بها دولياً.
أول ممثلة سوداء تحصل على التاج الثلاثي للتمثيل أضافت في منشورها: "في عام 1972، مجموعات المستوطنين أخبرت العائلات أنها تتعدى على الأراضي المملوكة لليهود، وكانت تلك بداية معركة قانونية طويلة انتهت في الأشهر الأخيرة بأوامر إخلاء ضد 36 عائلة في الشيخ جراح وحيين آخرَين في القدس الشرقية".
تضيف أن جماعات حقوقية إسرائيلية تشير لاحتمال تعرض عائلات فلسطينية أخرى لخطر الطرد من منازلهم، وتقدر ذلك بأكثر من ألف عائلة.
شرحت ديفيس أن جميع سكان حي الشيخ جراح البالغ عددهم 3 آلاف فلسطيني جميعهم لاجئون تعرضوا للتطهير العرقي من منازلهم من أجزاء أخرى من فلسطين في حرب عام 1948.
وأنه بموجب اتفاق بين الأردن والأونروا في عام 1956، وعدت هذه العائلات بالسكن وتملك الأرض في الشيخ جراح، وكان من المفترض أن تحصل العائلات على سندات الملكية بعد 3 سنوات، لكن لم يحدث هذا عندما احتلت إسرائيل القدس الشرقية.
يضيف المنشور الشارح لقضية أهالي الشيخ جراح: "تعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها الموحدة، وتقول إن السكان يعاملون على قدم المساواة. لكن سكان القدس الشرقية لهم حقوق مختلفة اعتماداً على ما إذا كانوا يهوداً أو فلسطينيين".
وتتابع ديفيس: "اليهود المولودون في القدس الشرقية يُمنحون تلقائياً الجنسية الإسرائيلية، وكذلك اليهود من أي مكان آخر في القدس، بينما يُمنح الفلسطينيون المولودون في القدس الشرقية شكلاً من أشكال الإقامة الدائمة التي يمكن إلغاؤها إذا أمضوا وقتاً طويلاً في العيش خارج المدينة".
كما أشارت إلى إمكانية تقديم الفلسطينيين بالقدس الشرقية على طلب للحصول على الجنسية الإسرائيلية التي تمنحهم حقوقاً أكبر قانوناً، إلا أن هذا الطلب يمر عبر عملية بيروقراطية صعبة وغير مؤكدة قد تستغرق شهوراً أو سنوات، كما أن معظمهم يرفضون لأنهم لا يعترفون بضم إسرائيل.
والسبب في ذلك أنه يتم التعامل مع الفلسطينيين بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بالسكن، مما يجعل الأمر صعباً على أهالي الشيخ جراح أن يعيشوا في القدس إذا تم إخلاؤهم من منازلهم.
ثم أتى المنشور على ذكر الإخلاء القسري الأخير ومحاولة طرد بعض الأهالي بالقوة، وكتبت: "تصاعدت التوترات في القدس، حيث هاجمت الشرطة الإسرائيلية الفلسطينيين المحتجين، وأصيب خلال يومين فقط 300 فلسطيني بالقدس الشرقية، بينهم 29 طفلاً فلسطينياً، كان أحدهم رضيعاً يبلغ عاماً واحداً، كما تم اعتقال ثمانية أطفال فلسطينيين، حسب بيان اليونيسيف الصادر يوم 9 مايو/أيار".
أشارت إلى نقل بعض الأطفال للعلاج في المستشفيات بإصابات في الرأس والعمود الفقري. وكذلك إلى دعوة مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) إسرائيل إلى الوقف الفوري لجميع عمليات الإخلاء القسري، بما في ذلك بالشيخ جراح، فضلاً عن ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة مع ضمان السلامة والأمن هناك.
كما أشارت إلى اعتبار الأمم المتحدة عمليات الإخلاء القسري تنتهك القانون الدولي، إذ إن "نقل أعداد من السكان المدنيين التابعين لسلطة الاحتلال إلى الأراضي التي تحتلها محظور بموجب القانون الدولي، وقد يرقى إلى مستوى جريمة حرب".
كما تقول المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن عمليات الإخلاء القسري يمكن أن تنتهك الحق في السكن اللائق والحق في الخصوصية وغيرها من حقوق الإنسان لمن تم إخلائهم، كما أنه يعد انتهاك جسيم لاتفاقية جنيف الرابعة.
كما نشرت تغريدة السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، والتي يطالب فيها بضرورة إدانه بلاده لما يحدث في القدس الشرقية، وكتب: "يجب على الولايات المتحدة أن تتحدث بقوة ضد العنف الذي يمارسه المتطرفون الإسرائيليون المتحالفون مع الحكومة في القدس الشرقية والضفة الغربية، وأن توضح أن عمليات إخلاء العائلات الفلسطينية يجب ألا تستمر".
المنشور الذي كان عبارة عن 10 صور تشرح بشكل مفصل قضية أهالي الشيخ جراح، شاركته النجمة الأمريكية من حساب على إنستغرام يشرح أي قضايا اجتماعية أو أخلاقية أو حتى لغوية في مجموعة صور.
بطلة أفلام Traffic (2000)، وDoubt (2008)، وLaw Abiding Citizen (2009)، وKnight and Day، وEat Pray Love (2010)، وThe Help (2011)، وSuicide Squad، Fences (2016) حازت مشاركتها بشأن أهالي الشيخ جراح 100 ألف إعجاب عبر حساب إنستغرام للنجمة الأمريكية، وهناك يتابعها 7.7 مليون من حول العالم، ونحو 6 آلاف إعجاب من جمهور فيسبوك البالغ 2.7 مليون، وذلك في أول 15 ساعة من النشر.
يأتي هذا وسط مبادرات من نجوم أجانب لدعم قضية أهالي الشيخ جراح، شاركت فيها الممثلة الأمريكية الإسرائيلية ناتالي بورتمان، إذ أعادت نشر منشور الممثلة فيولا ديفيس الداعم للفلسطينيين وقضية الشيخ جراح.
وقد كان المغني البريطاني الشهير روجر ووترز من أوائل الداعمين لأهالي "الشيخ جراح"، إذ شارك عضو فرقة Pink Floyd، مقطع فيديو على حسابه الشخصي في تويتر يعبر من خلاله عن تضامنه مع أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ويهاجم دعم الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل.
المغنية البريطانية دواليبا شاركت أيضاً في حملة التضامن مع الفلسطينيين من خلال المشاركة في نشر هاشتاغ #أنقِذوا_الشيخ_جراح، عبر خاصية الستوري في حسابها الشخصي على إنستغرام.
قد يهمك أيضاً: البداية من روجر ووترز ثم تريكة وهنيدي.. نجوم عرب وأجانب يدعمون أهالي الشيخ جراح