حكم قاضٍ أمريكي بإغلاق الدعوى القضائية طويلة الأمد، التي رفعها الأسترالي ويد روبسون ضد شركة "The Jackson estate"، والتي زعم فيها أنه قد تعرّض لاعتداء جنسي من قبل ملك البوب الشهير مايكل جاكسون أثناء عمله مع الشركة.
إغلاق قضية التحرش الجنسي ضد مايكل جاكسون
ويدّعي روبسون، وهو راقص ومصمم رقصات أسترالي يبلغ من العمر حالياً 38 عاماً، أنه التقى بجاكسون وهو في عمر الـ7 سنوات، وكان يظهر معه في مقاطع فيديو موسيقية وإعلانات تجارية.
ويقول في روايته إنّ أول لقاء جمع بينهما عندما كان بعمر الـ5 سنوات، وذلك عندما كان جاكسون في جولة في أستراليا، وبعد بعامين، عندما زار روبسون الولايات المتحدة مع عائلته لتقديم عروض مع مدرسة جوني يونج تالنت في ديزني لاند بكاليفورنيا، دعاه جاكسون رفقة عائلته للنزول في منزله.
وساعده بعد ذلك عن طريق إشراكه في ثلاث من أغانيه التي شاركت شركة جاكسون في إنتاجها وهي: ( Black or White، Heal The World، Jam).
وزعم الراقص الأسترالي في دعوته القضائيّة أنّ جاكسون قد تحرش به على مدار 7 سنوات، وهي الادعاءات ذاتها الذي تمّ عرضها في الفيلم الوثائقي المثير للجدل Leaving Neverland.
من شهادة بنفي الاعتداء إلى رفع دعوى
في الفترة الممتدة من 200 حتى 2005 أثارت ادعاءات تحرش جنسية ضد الأطفال الرأي العام الأمريكي، وكان روبسون أحد الأشخاص الذين أدلوا بشهادتهم أمام المحكمة، كونه قد عمل معه وهو طفل.
وخلال تلك الجلسة دافع روبسون عنه قائلاً إنه نام في غرفة جاكسون عدة مرات، ولكنه لم يتعرّض لأي نوع من أنواع التحرش.
لكنه في العام 2013، أي بعد وفاة مايكل جاكسون بنحو 4 أعوام، رفع روبسون أول دعاواه القضائية ضد ملك البوب، متهماً إياه بالتحرش الجنسي، وفقاً لما ذكرته شبكة ABC News الأمريكية.
لكن الدعوى تمّ رفضها في العام 2017، على أساس "قانون التقادم"، كون رفعها قضائياً جرى بعد وفاته بأعوام.
وفي 2019، أصدر حاكم كاليفورنيا غافين نيوسو قانوناً جديداً يمدد طول الدعاوى القضائية لضحايا الاعتداء الجنسي على الأطفال، وهو الأمر الذي شجّع روبسون على رفع دعوى جديدة، وهي ذاتها التي رفضت لعدم وجود دليل.
من جهته قال جوناثان ستينسابير، محامي شركة The Jackson estate، وفقاً لموقع DailyNews: "إنّ روبسون قضى سنواته الـ8 الأخيرة في متابعة دعاوى تافهة ضد مايكل جاكسون، والشركات المرتبطة به، لذلك قرر القاضي أن تلك المزاعم ليس لها أي أساس من الصحة، وليس هناك داع لإجراء محاكمة".
أما فينس فينالدي، محامي روبسون، فأكد أنه "سيستأنف على الحكم الذي صدر لصالح جاكسون وشركاته، لأن هذا القرار سيترك آلاف الأطفال العاملين في مجالات الترفيه عرضة للاعتداء الجنسي".
مايكل جاكسون والاتهامات السابقة بالتحرش الجنسي بالأطفال
أول اتهامات التحرش الجنسي التي طالت مايكل جاكسون كان في العام 1993، عندما قام إيفان تشاندلر باتهام جاكسون بالتحرش الجنسي بنجله جوردان، البالغ من العمر 13 عاماً.
وبدأت القصة عندما ربطت صداقة عميقة بين مايكل جاكسون وإيفان تشاندلر في العام 1992، وكان تشاندلر يتباهى دائماً بهذه العلاقة، حتى إنّ الصحافة في ذلك الحين صرحت بأنّ تشاندلر بات عضواً من عائلة ملك البوب.
في 1993، أخبر تشاندلر زوجته السابقة جون، التي كانت وصية على ابنهما جوردان بأن لديه شكوكاً حول وجود علاقة غير مناسبة بين ابنهما ومايكل جاكسون، لكنها رفضت تصديق الموضوع.
بعدها بفترة قصيرة، هدّد تشاندلر بأنه سيعرض الدليل على صحة ادعائه ضد جاكسون على الملأ، وقام محاميه الخاص باستدعاء طبيب نفسي يدعى "ماثيس أبرام"، الذي أثبت دليلاً صغيراً حول صحّة هذا الادعاء.
ليقوم المحامي بعد ذلك بإرسال خطاب لمايكل جاكسون، يوضح فيه أن هناك شكوكاً تحوم حول تحرشه جنسياً بجوردان، ابن تشاندلر، وأنه في حال اتضاح مدى صحتها فسوف يستدعيه لمحكمة لوس أنجلوس لشؤون الطفل.
وفي الأشهر الأخيرة من العام 1993، تم استدعاء مايكل جاكسون ومحاميه لحضور جلسة في المحكمة مع المحقق الخاص، وبحضور الأب تشاندلر والابن جوردان، ليتم خلالها فتح مفاوضات لفض القضية بمقابل مادي.
بعدها بأيام أرسل محامو جاكسون عرضاً لتشاندلر للتسوية، وبلغت قيمة العرض 350 ألف دولار، لكنه قوبل بالرفض.
وفي يناير/كانون الثاني 1994، وصل جاكسون أخيراً إلى تسوية مالية مع تشاندلر لفض الأمر، وصلت إلى أكثر من 23 مليون دولار، وتم قفل التحقيق نهائياً، في سبتمبر/أيلول من العام ذاته.
اتهامات تحرش بطفل مصاب بالسرطان
في شهادة إحدى الأمهات في العام 2005، ادعت أن جاكسون تحرش بابنها الذي يدعى جافين أرفيزو باستمرار، وقالت إنه منعها من الخروج من مزرعته نيفرلاند، وأنها كانت رهينة هناك.
في الوقت الذي كان محامي جاكسون يمتلك وثائق تثبت أنّها كانت تصرف مبالغ طائلة على احتياجاتها الشخصية من حساب جاكسون دون أن يمانع، إضافة إلى تسوقها بشكل يومي من أفخر محلات الإكسسوار والألبسة، وبعد تقديم تلك الوثائق أعلنت المحكمة أنّ شهادة الأم غير مقبولة.
في حين صرَّح جاكسون أنه سمح لأرفيزو بالنوم في سريره، بينما هو نام على الأرض، مضيفاً أنّ الطفل كان سعيداً خلال إقامته في مزرعة نيفرلاند.
أما الطفل فقد اعترف بأن جاكسون كان له كالأب، وأن أمه كانت تجبره على قول كل تلك الأكاذيب.
يُذكر أن الطفل كان مصاباً بالسرطان، وقد أبلغه الأطباء أنه سيعيش لـ3 أسابيع فقط، ثم تكفل مايكل بعلاجه إلى أن اختفى السرطان نهائياً.
هل فعلاً تعرض جاكسون للاغتصاب في طفولته؟
ادّعى كونراد موراي، طبيب مايكل جاكسون، أن ملك البوب تعرض للاغتصاب في مرحلة الطفولة.
وقال موراي، في كتابه الجديد This Is It (يمكنك شراؤه من هنا): تفاصيل قاتمة عارية من حياة ملك البوب"، يقول الطبيب إن مايكل جاكسون أخبره بأنه "ضحية اعتداء جنسي".
وقال موراي، إن جاكسون أخفى هذا السر عن الجميع، دون أن يحدد من اعتدى جنسياً على النجم العالمي، وفقاً لـHollywood Life.
ويزعم الطبيب أن مايكل جاكسون قال له: "يتحدث الجميع عن حقيقة تعرضي للضرب من قبل والدي، وكيف قيل لي إنني قبيح. أوافق على أن كل هذا حدث لي، أنا متأكد من أن تجارب مماثلة يتعرض لها الأطفال اليوم في العديد من العائلات، ولكنهم لا يتعرضون للاعتداء الجنسي، لا أعتقد أن هذا الأمر شائع".
وفاة مايكل جاكسون
في صباح 25 يونيو/حزيران 2009، سقط مايكل جاكسون مغشياً عليه في قصره في حي هولمبي هيلز في لوس أنجلوس، ليتم نقله فوراً إلى مركز رونالد ريغان الطبي الجامعي بلوس أنجلوس.
وهناك تم إعلان أن ملك البوب قد فارق الحياة في الساعة 2:26 مساء بتوقيت الولايات المتحدة، وقد تجاوز الخمسين عاماً، ليدفن في 3 سبتمبر/أيلول 2009، في مقبرة فورست لون ميموريال بارك في غليندال بولاية كاليفورنيا.