ازدادت في حي شعبي وسط أسرة فنية عريقة وطرقت قلوب المغاربة وهي شابة لم يتجاوز سنها العشرين، عندما أبدعت أغاني طربية لعمالقة الفن في برنامج اكتشاف مواهب في المغرب، قبل أن يسطع نجمها عربيا ويصبح اسمها أشهر من نار على علم.
دنيا بطمة، ابنة المغرب التي لم يختلف اثنان عن استثنائية صوتها استطاعت أن تحفر اسمها في الدول العربية والخليج، وأصبحت منافسا صعبا ونجمة صف أول، وأيضا اسما مثيرا للجدل.
في هذا اللقاء الحصري مع "عربي بوست" تتحدث المطربة دنيا بطمة على بداياتها أسرتها، وحياتها الفنية، وأيضا قضية حساب "حمزة مون بيبي" وجدت نفسها اسماً دسماً فيه رغم أن المحكمة برأتها منه.
كيف قضت دنيا بطمة فترة الحجر الصحي؟
كانت فترة الحجر الصحي صعبة على المغاربة وكل العالم، لكننا الآن نُحاول تجاوز الوباء، كانت فترةً صعبةً جداً، هناك ناس فقدوا مورد رزقهم، في المقابل هناك من اشتغل أكثر في كورونا. لكن أنا وأسرتي عشنا الاستثناء، فكانت كورونا والمحنة، التي نتمنى أن تكون سحابة عابرة فقط.
كيف قضت دنيا بطمة الأزمة؟
هي محنة وما زلنا فيها، لكن الحمد لله، هناك قاعدة جماهيرية وناس يحبوننا، يعني مهما كانت هذه المرحلة صعبة فستهون بكل هذا الحب.
فترة صعبة؟
جداً.
لا نرى هذا على مواقع التواصل الاجتماعي؟
أنا أبكي وأضحك في الوقت نفسه، مهما اشتدت الأزمة أواجهها بابتسامة، لكن الحقيقة أنها أزمة حقيقية لا يسعنا أمامها سوى قول الحمد لله، لأنها عبارة عن درس، هناك أقنعة سقطت وفي الوقت نفسه دخل ناس جددٌ حياتنا، لم تكن تربطنا بهم أي علاقة، نحاول التجاوز.
كثير من الوجوه اختفت من حياة دنيا بطمة؟
الأزمة التي مررت بها أظهرت لنا حقيقة كثيرين وفي الوقت نفسه تعرّفنا على أناس من مستوانا، سواء القريب أو البعيد، لكن الفترة بقدر ما هي قاسية فهي مَدرسة تعلمنا منها.
مباشرة بعد ذكر اسمك في قضية "حمزة مون بيبي" ألغيت المتابعة لكل الفنانين، ما سبب هذا التصرف؟
لم ألغِ المتابعة للجميع، ألغيتها لكل شخص شكَّك في تورطي بذلك الحساب. أي شخص أحسست أنه متردد ولم يثق بي أسقطته من حياتي، مقابل ذلك تضامن معنا كثير من الزملاء داخل الوسط الفني من المغرب وخارجه، اتصلوا بنا وقالوا لنا: هي أزمة وستمرُّ.
مشكل "حمزة مون بيبي" ضاعف جماهريتي، مُحبو دنيا بطمة يُراسلوننا يومياً على إنستغرام وواتساب، وأتلقى كثيراً من الرسائل التضامنية، منهم الفنان ماجد المهندس.
هل لك كلمة عتاب لزملاء الفن؟
لا أعاتب أي شخص، عائلتي هي من تستحق العتاب، أما البعيد فلا أنتظر منه شيئاً، مهما كنت قوياً في هذا المجال الفني فعليك أن تحترس، فهو غابة وإن لم تكن أسداً فتأكَّد أنك ستكون فريسة. المقربون مني يعرفون دنيا بطمة على حقيقتها ويعرفون أنها لا يمكن أن تقوم بكل ما وُجِّه لي، وأنا أشكر كل من تعاطف.
مهنياً كيف قضت دنيا بطمة فترة انتشار وباء كورونا؟
مهنياً، لا أعتقد أن فناناً اشتغل بشكل عادي، هناك طلبات من الخليج إلى الآن، لكن القيود الاحترازية دفعت الناس إلى تأجيل أفراحهم، وفي المغرب ليست هناك أي مهرجانات أو أعمال، فقط الدعايات التي أشتغل عليها الآن بحسابي في إنستغرام. والحمد لله، لديّ منها دخل مادي محترم وهو أكثر من دخل البرامج.
لكن مقابل ذلك، لا أقوم بالدعايات التي تطرق بابي بشكل كلي، بالعكس أقوم بالانتقائية، وهناك من أساعده وأقوم بالدعاية بشكل مجاني، لكن أتأكد من الجودة أولاً، وهناك دعايات بالعقد بشكل شهري، يعني مستورة والحمد لله.
هل وقعت الأزمة من أجل أن تُزاح دنيا؟
أزمة "حمزة مون بيبي" وقعت لتُزاح دنيا بطمة من الطريق، ولكن ربي كبير ولا ينسى عبده ويردّ له بالمثل، أتمنى أن تنصفنا العدالة وأنا أثق بعدالة بلادي، وبالمناسبة.. أشكر شخصاً عزيزاً دعمني من بداياتي وهو جلالة الملك محمد السادس، الذي كان سنداً لي ووسمني بوسامين أضعهما بافتخار على صدري وتاجاً على رأسي.
أيضاً، أشكر هيئة دفاعي، النقيب عبداللطيف بوعشرين الذي لم يتنازل، وهو مؤمن ببراءتنا، وجمهور دنيا بطمة وكل من يدافع عني.
هل تضاعف جمهور دنيا بطمة أم نقص خلال هذه الأزمة؟
تضاعف بكل تأكيد، فهناك أناس لا نعرفهم يدعون معنا وهناك تعاطف كبير، والناس الذين دعمونا أكثر بكثير ممن هاجمنا.
هل هناك تنافس كبير بين المغربيات على أعراس الخليج؟
أنا أتنافس مع دنيا بطمة فقط، ولا أرى منافسة لي، من "أراب أيدول" أركز على نفسي فقط دون النظر إلى جوانبي، عندما وقع المشكل وجدت أسرتي والدخل الذي كنت أدخره عندما كنت أشتغل، لأنني كنت متيقنة من أنه في يوم من الأيام، سيأتي من يريد تحطيمي.
هل مكانتك في الخليج محفوظة؟
ما زالت محفوظة رغم المشاكل ورغم ما حصل، ولحدود الساعة الناس تسأل عنا ونحاول التأجيل، وفي كثير من المرات أمرر بعض الأعمال التي تعرض علينا لفنانين آخرين، لأن الأرزاق بيد الله.
ما هو جديد دنيا بطمة؟
أغنية عراقية بعنوان "الناس مو كلهم سوا"، وفي آخر شهر مارس/آذار الجاري، سأصدر ألبوماً مغربياً وعدت به جمهوري.
مرت 9 سنوات على مشاركتك في "أراب أيدول"، ما الذي تغير؟
قبل "أراب أيدول" كان برنامج "ستوديو دوزيم" الذي شاركت فيه بالمغرب، ومن لبنان فُتح لي باب الشهرة في العالم العربي، هي تجربة أفتخر بها كثيراً وأعطتني دعماً كبيراً جداً، كنت قدمت مجموعة من الأعمال منها أغنية "بدري"، المشكل بدأ بعد زواجي، الأمر الذي أظهرني بصورة غير حقيقية، أنا كنت فقط أدافع عن نفسي.
لم أستطع التنازل عن المواجهة، لأنني كنت صغيرة، لكن سنة بعد سنة تغيرت فيّ مجموعة من الأشياء، ومنذ سنتين ركزت على أسرتي وزوجتي وبناتي فقط، هذا رقيٌّ فقط وتجاهل للأعداء، وهذه نصائح من جمهوري ومن هيئة دفاعي.
هل أثّرت تجربة زواجك على مسيرتك الفنية؟
أنا لن أبرر، لكنني سأقول إنني لست أول أو آخر امرأة ستكون الزوجةَ الثانية، فقط لأنني مشهورة حصل ما حصل، فكثير من الفنانات زوجات ثانيات وثالثات، وأنا أقسم أنني لم أكن السبب في تدمير أسرة زوجي الأولى، ولم أتسبب يوماً في طلاق زوجته. هذا نصيبي، فمحمد الترك غيَّر كثيراً من الأشياء في حياتي، نجحنا معاً، ونحن الآن معاً ولدنيا ابنتان.
شقيقتك ابتسام كانت سنداً لك، فكيف تعاملت مع حادث اعتقالها؟
كأن عينيَّ اقتُلعتا من مكانهما. علاقتنا كانت استثنائية فسَنة غيابها مرَّت كعشرين سنة. السجن ليس سهلاً ولا أتمناه لعدوي، فأنا لا أريد السجن لمن أوصلني إلى هنا، لكن مقابل ذلك، السجن مدرسة علَّمتنا الكثير، وهذه المحنة التي مررت بها أنا وأختي وأختي علَّمتنا كثيراً من الأشياء.
لو عاد الزمن نفسه فهل ستعيدين المشكل نفسه؟
لم نقم بشيء، إلى الآن أتساءل: لماذا وقع كل هذا؟! ولماذا أختي الآن في السجن؟! ولم نجد جواباً كافياً، ما زالت هناك عملية استفهام، أختي عندما تتصل تسألنا: لماذا أنا هنا؟! نتمنى أن تنصفنا العدالة وأن تكون رحيمة بنا.
كيف هي علاقتك بأبناء زوجك؟
علاقتي بأبناء زوجي طيبة منذ البداية وما زالت. حلا الترك تعيش مع عمتها وتدرس بالجامعة في دبي، وأتواصل معها هي وأخويها الصغيرين باستمرار رغم المسافة الكبيرة بيننا، هم أطفال زوجي وما أتمناه لبناتي أتمناه لهم، وعلاقة أبناء محمد الترك بين بعضهم البعض طيبة.
هل ساعدك اسم بطمة الذي هو اسم عائلة فنية كبيرة في المغرب على تحقيق الشهرة؟
الأسطورة بالنسبة لي في عائلتي، عمّاي الراحلان، العربي بطمة ومحمد بطمة، أنا بنيت شخصيتي منهما، كنت أسأل أبي عن شخصية عمي "العربي"، وكنت أقول إنني يوماً ما سأصبح مثله.
حاولت أن أحقق شهرة في المغرب واستطعت، لكنني حفرت اسم دنيا بطمة في العالم العربي، وأصبح اسمي مشهوراً في مصر ولبنان وجميع الدول العربية، واستطعت أن أبني اسم دنيا. أيضاً عمتي أمينة بطمة، التي كانت سنداً لي في محنتي، وكانت استثنائية معي طيلة محنتي، أيضاً لن أنسى عائلة والدتي التي كانت سنداً لي، أمي وأبي، الرجل الطيب الذي كان يراقب كل شيء من بعيد، ولم يستوعب ما حصل معنا.
أيضاً خالي هو الشاب حكيم مغني الراي، وخالي مصطفى هو عضو مجموعة "تكادة" الشهيرة، وأمي أيضاً لها صوت جميل، وتعزف على العود لكنها لم تستطع الغناء في زمانها.
هل تفضلين أن تدخل بناتك للمجال الفني؟
نهائياً، المجال الفني بقدر ما هو جميل بقدر ما هو سيئ، وأنا أشبهه بالغابة، وأنا كنت أظهر وجهاً غير حقيقي لكيلا أتعرض للاستغلال من أحد أو ينقص مني أي شخص. كنت أدافع عن نفسي كأي إنسان عادي، أمام الهجوم الذي كنت أتعرض له: سب عائلتي، أمي وأبي، الدعاء على بناتي بالمرض… لكن في فترة تراجعت عن المواجهة، لكن رغم ذلك وجدت نفسي في هذا المشكل، الذي أتمنى أن ينتهي بالخير.
تتحدثين عن المجال الفني كأنه غابة؟
صدّقوني لو كان أي شخص مكاني فسيعتزل، فالأزمة التي مررت بها ومازالت صعبة ولن يقدر عليها أحد، تخيّلوا صفحات مجندة لتضليل الرأي العام، قنوات في اليوتوب تنشر الكذب، وهذا الأمر صعب جداً، هناك من يزيل صوره فقط بسبب تعليق سيئ على صورته، فما بالك بآلاف التعليقات السلبية! ولأنني من سليلة عائلة فنية، ولي صوت بشهادة من يهاجمني حتى، ولأنني بريئة ومتأكدة من براءتي لن أعتزل وسأكمل المشوار للأخير.
هل تعتقدين أن هذه المحنة ستنتهي؟
لن تدوم، أي محنة في العالم لن تدوم، كل شيء ينتهي، أنا أثق بالقضاء، ولا أعاتبه، لكن أتمنى أن يُنصفني في مرحلة النقض.
اسمك ارتبط بالجدل، يعني أينما ذُكر اسم دنيا بطمة ذكر الجدل، لماذا برأيك؟
دنيا بطمة مادة دسمة، حتى من لا يحبني يتابعني، حتى المواضيع التي لا تخصني توضع عليها صوري، وهذا الشيء يفرحني بالعكس.
لماذا ارتبط اسم دنيا بطمة بحساب "حمزة مون بيبي"؟
لم يرتبط بل رُبط بنا، نحن لا نؤاخذ العدالة رغم أن الحكم كان قاسياً، ولا علاقة لنا بحساب "حمزة مون بيبي"، والحكم كانت فيه البراءة من حساب "حمزة مون بيبي".
ورغم أنه مرت سَنة من القهر والبكاء، فإنه في الأخير عندما يتم إنصافنا سيُهوّن علينا الكثير، وخروج أختي من السجن أيضاً سيهوّن علينا، ونحن ننتظر خروجها ليزال عنا العبء.
لو عاد الزمن نفسه، وقمت بنقد ذاتي، ما الأخطاء التي يستحيل أن تكرريها؟
بين الماضي والحاضر هناك زمن كبرت فيه ونضجت، اليوم عندي 30 سنة، وأنا أُم لطفلتين، وأنا بشر والكمال لله، وأكيد كان لي أخطاء تفاديتها وسأتفاداها للأبد.
لمن تقول دنيا "شكراً"؟
بصفة عامة، أقول شكراً لهيئة دفاعي في شخص النقيب عبداللطيف بوعشرين الذي آمن بي ودافع عني، عائلتي، زوجي، أمي وأبي وأخواتي وجمهوري، وبصفة خاصة أشكر بشكل كبيرٍ مَلِكي، ملك المغرب محمد السادس، السند لجميع الشباب المغاربة، الذي دعمني منذ بداية مشواري الفني، والذي وسمني بوسامين ملكيين هما تاج فوق رأسي.