قال الفنان الفلسطيني محمد عساف الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020 إن قرار منعه من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس لن يثنيه عن حب بلاده، ولن يمنعه من مواصلة تمسكه بمبادئ وثوابت شعبه، ولن يوقفه عن الغناء لفلسطين في كافة المحافل الدولية.
تصريح الفنان الفلسطيني جاء في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع الفيسبوك، وذلك رداً على ما أعلنه رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي عن قرار سحب تصريح الدخول للأراضي المحتلة من الفنان عساف.
كان عساف الذي تعود جذوره إلى قطاع غزة قد حصل في وقت سابق على تصريح للوصول إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بصفته سفير الشباب لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
معاناة شعب كامل: الفنان الفلسطيني قال في مشاركته التي علق فيها على سحب تصريح الدخول لمدن الداخل المحتل والقدس، إن هذا القرار ما هو إلا استمرار لسياسات القمع وكبح الحريات التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني الذي أكد أنه "ينتمي له قلباً وكياناً وروحاً".
أضاف الفنان الفلسطيني: "حبي وانتمائي لبلدي وتمسكي بالثوابت، والقيم، الوطنية شيء أفخر به كوني أحد أبناء الشعب الفلسطيني المرابط".
كما أكد عساف أن هذا القرار لن يثنيه عن حب بلاده والتغني بھا في كافة المحافل.
استنكار فلسطيني: من جانبه، استنكر وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبوسيف "الحملة الإسرائيلية" ضد الفنان محمد عساف.
وقال أبوسيف، في بيان نشر الخميس إن "حملة الاحتلال للمساس بالفنان عساف تأتي ضمن مساعيه وحربه ضد الفن والثقافة الفلسطينية"، وإن "التحريض الذي يقوم به الاحتلال ضد عساف إنما هو ضد الثقافة الوطنية الفلسطينية الملتزمة التي تعرف واجبها في الدفاع عن حقوق الشعب".
بداعي التحريض: كانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد نقلت عن عضو الكنيست من حزب "الليكود" آفي ديختر، الخميس، قوله إن القرار بسحب تصريح الدخول من عساف جاء "إثر الكشف عن مقاطع فيديو يدعو فيها إلى النضال ضد إسرائيل".
أشارت الصحيفة إلى أن القرار "جاء بعد عدة أشهر، عمل خلالها مركز بادين لدراسات الشرق الأوسط على فضح أنشطة محمد عساف "الإرهابية"، حسبما وصفها، من خلال مدحه الشهداء، وحثّه على مواصلة الكفاح المسلّح ضد إسرائيل.
أكد ديختر أنه "رغم أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك المبرر القوي لمنع عساف من دخول الضفة الغربية، لأنه يحمل الجنسية الفلسطينية، فإنها ستمنعه من وصول المناطق الإسرائيلية"، ويقصد الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
كما أشار ديختر إلى أن دولته ستعمل مع وكالة أونروا على وقف أنشطة عساف في الوكالة الدولية، كما ستفحص مع الإمارات العربية المتحدة إمكانية منع عساف من مواصلة أنشطته التحريضية.
وكان قد لفت نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن قناة برنامج "أرب أيدول" على يوتيوب، والتابعة لقناة "أم بي سي" المملوكة للسعودية قد حذفت فيديو لأغنية "علي الكوفية" التي غناها الفنان الفلسطيني خلال مشاركته في البرنامج عام 2013، فيما لم يصدر من قبل البرنامج أو القناة أي تعقيب رسمي على الأمر حتى الآن.
حفل سابق: تقوم ادّعاءات ديختر، الذي يترأس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، على تقرير مفصّل لمركز "بادين" الإسرائيلي المتطرّف، أشار فيه إلى أن عساف غنّى في حفل أقيم بمدينة روابي، أمام حشد متحمّس من الشباب، عن القتال للحرية والبندقية والتلويح بها، ودعا للاجتماع في الأقصى بأغانيه.
أشار المركز إلى أن غناء عساف في حينه جاء بعد ساعات من مقتل إسرائيلي في عملية فلسطينية، ووسط حضور أم ناصر أبوحميد (والدة 5 أسرى وشهيد) من مخيم الأمعري، كضيفة شرف، والتي اعتبرها الموقع الإسرائيلي "أُما لستّة إرهابيين"، منوهاً إلى أن عسّاف رحّب بها قبل أن تصعد على المسرح وسط تصفيق الجمهور، قائلاً: "لنكرّم والدتنا العزيزة. مبروك لها ولأبنائها ولكل الأسرى".
كما اعتبر المركز الإسرائيلي أن "أونروا تتجاهل رسائل عساف العنيفة"، حين غنّى في مدارسها عن العودة إلى صفد وحيفا والقدس، لافتاً إلى أن عساف قال في مقابلة مع قناة تلفزيونية إن "الأغاني الوطنية لها دور في الحفاظ على الثورة في الشعب الفلسطيني، وهي جزء لا يتجزأ من النضال".
يشار إلى أن محمد عساف فنان فلسطيني، برز نجمه بعد أن فاز في إحدى المسابقات العربية الشهيرة للأغاني عام 2013، وهو مقيم في الإمارات العربية المتحدة منذ ذلك الوقت.