"الموناليزا"، و"العشاء الأخير"، و"الصرخة".. جميعها لوحات حازت اهتماماً عالمياً كبيراً على مدار سنوات، ورغم أن معظمها عبارة عن ألوان زيتية على قطع قماش، لكنها صمدت لعقود طويلة أمام الزمن، وأصبحت تزين العديد من المتاحف وصالات العرض حول العالم، أما بالنسبة لأسعارها وقيمتها المادية فهي فوق الخيالية.
لجأت شبكة CNN Style إلى موقع Google لمعرفة اللوحات التي تصدرت نتائج البحث في جميع أنحاء العالم على مدار السنوات الخمس الماضية، بناءً على هذه النتائج، جمعنا أكثر 5 لوحات بحثاً في العالم، وحقائق غريبة ربما لم تكونوا تعرفونها عنها:
1. الموناليزا، لم تكن معروفة للناس قبل سرقتها
لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن أشهر لوحة في العالم هي تلك المرأة ذات الابتسامة الغامضة. لكن هل تعرف الكثير عن هذا العمل الفني؟
اللوحة رسمها الفنان الإيطالية ليوناردو دافنشي بين عامي 1503 و1506، وانتهى من العمل عليها في عام 1519. اللوحة معروضة في متحف اللوفر في باريس. يُعتقد أنها صورة النبيلة الإيطالية ليزا جيرارديني، زوجة تاجر فلورنسا فرانشيسكو ديل جيوكوندو. تشتهر اللوحة بدقتها وتعبيرات الوجه التي لا يمكن تفسيرها.
شكلت الموناليزا نقلة نوعية في تاريخ الفن، فهي تعتبر أقدم لوحة إيطالية معروفة تركز عن كثب على شخص في وضعية الجلوس في صورة نصف الطول، وفقاً لمتحف اللوفر الذي تم تركيبها فيه لأول مرة في عام 1804.
ما الذي يميز الموناليزا؟ في الحقيقة لم تكن لوحة الموناليزا معروفة من قبل عامة الناس قبل القرن العشرين، فقط الناس من الدوائر الفنية كانوا يزورونها.
ولكن في عام 1911، قام موظف سابق في متحف اللوفر بسرقة اللوحة وأخفاها لمدة عامين، كما جاء في موقع متحف اللوفر. وقد ساعدت تلك السرقة في ترسيخ مكانة اللوحة في الثقافة الشعبية منذ ذلك الحين وعرّفت الملايين على فن عصر النهضة.
2. العشاء الأخير، إرث نجا من الحرب مرتين
العشاء الأخير، لوحة أخرى شهيرة للفنان ليوناردو دافنشي، وهو الفنان الوحيد الذي يظهر على هذه القائمة مرتين. تصور اللوحة العشاء الأخير يسوع وتلاميذه. يقال إن اللوحة تصور الارتباك الذي حدث بعد أن أعلن يسوع أن أحدهم سوف يخونه. رُسمت اللوحة بين عامي 1495 و1498 ووضعت في دير سانتا ماريا ديلي غراتسي في ميلانو.
تم رسم "العشاء الأخير" في عصر كانت فيه الصور الدينية لا تزال موضوعاً فنياً سائداً، ويصور آخر مرة كسر فيها يسوع الخبز مع تلاميذه قبل صلبه.
اللوحة عبارة عن لوحة جدارية ضخمة يبلغ ارتفاعها 4.6 متر وعرضها 8.8 متر، ما يجعلها مشاهدة لا تُنسى.
نجت اللوحة الجدارية من تهديدين زمن الحرب، أول مرة عندما استخدمت قوات نابليون جدار غرفة الطعام التي رسمت عليها اللوحة الجدارية كنقطة مستهدفة. كما تعرضت للهواء لعدة سنوات عندما دمر قصف خلال الحرب العالمية الثانية سقف دير الدومينيكان سانتا ماريا ديلي غراتسي في ميلانو.
3. ليلة النجوم، رُسمت من مصح عقلي
هذه اللوحة التجريدية نسبياً هي مثال مميز على استخدام الفنان الهولندي فنست فان جوخ المبتكر والجريء لضربات الفرشاة السميكة. أثار اللون الأزرق والأصفر اللافت للنظر في اللوحة والجو الحالم المتلألئ فضول عشاق الفن لعقود.
كان فان جوخ يعيش في ملجأ في سان ريمي بفرنسا، حيث كان يُعالج من مرض عقلي، عندما رسم "ليلة النجوم".اللوحة مستوحاة من المنظر من نافذة غرفته.
يتم عرض اللوحة التي رسمت عام 1889 في متحف الفن الحديث في نيويورك منذ عام 1941. اكتملت اللوحة بعد الانهيار العقلي الشهير لفان جوخ عام 1888، عندما قام الفنان بقطع أذنه جراء مشاكل نفسية وحياتية صعبة عاشها الفنان الشاب وقتها.
4. الصرخة، ليست في الحقيقة لشخص يصرخ
"الصرخة" رسمها الفنان النرويجي إدوارد مونش عام 1893. هذه اللوحة الشهيرة ليست عملاً فنياً واحداً. وفقاً لمدونة المتحف البريطاني، هناك لوحتان، كلتاهما من الباستيل وعدد غير محدد من المطبوعات.
توجد اللوحات في المتحف الوطني ومتحف مونش في النرويج. وفي عام 2012، تم بيع إحدى نسختي الباستيل مقابل 120 مليون دولار تقريباً في مزاد علني، وفقاً لشبكة CNN.
مثل حالة "الموناليزا"، ساعدت السرقات الجريئة عامي 1994 و2004 لنسختين من اللوحات من "الصرخة" في رفع وعي الجمهور بالأعمال الفنية وتم العثور على كلاهما في النهاية.
قد تعتقدون أن الشخص في اللوحة يحاول الصراخ ولكنه في الحقيقة يحاول حجب صرخة خارقة قادمة من الطبيعة. الفكرة مستوحاة من تجربة حقيقية مر بها مونش أثناء نزهة عند غروب الشمس في أوسلو عندما غمر لون الغروب الأحمر حواسه مستلهماً الفكرة والألوان.
5. غيرنيكا، لوحة لجأت إلى أمريكا حتى عودة الديمقراطية إلى إسبانيا
لوحة غيرنيكا للفنان الإسباني بابلو بيكاسو هي أحدث لوحة في هذه القائمة، وهي تصور القصف الجوي الألماني لمدينة غيرنيكا في منطقة الباسك خلال الحرب الأهلية الإسبانية. تم رسمها عام 1937 وتوجد اليوم في متحف رينا صوفيا في مدريد.
تتميز اللوحة بأسلوب بيكاسو المميز، وقد جعلها تصويرها المميز لأهوال الحرب جزءاً أساسياً من ثقافة وتاريخ القرن العشرين.
تم نقل "غيرنيكا" إلى متحف متروبوليتان للفن الحديث في نيويورك خلال الحرب العالمية الثانية لحفظها، وطلب بيكاسو تمديد المدة حتى عودة الديمقراطية إلى إسبانيا. عادت أخيراً إلى مدريد في عام 1981، وذلك بعد ست سنوات من وفاة الديكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو.