كل عيد نتابع “مدرسة المشاغبين” و”العيال كبرت”.. 8 أسباب نفسية تشرح سر تكرار مشاهدة نفس الأفلام والمسرحيات

كل عيد تقريباً نشاهد بلا مللٍ مسرحيات "مدرسة المشاغبين"، و"العيال كبرت"، و"شاهد مشافش حاجة"، و"ريا وسكينة"، و"المتزوجون"، و"كده أوكيه"، كما نشاهد في رأس السنة فيلم Home Alone، أو نكرر مشاهدة أفلامنا ومسلسلاتنا المفضلة بشكلٍ عام في توقيتات وأحداث مرتبطة بنا بشكل شخصي، حتى أصبحت بعض هذه الأفلام والمسلسلات طقوساً مرتبطة بمناسبات معينة في حياتنا.

عربي بوست
تم النشر: 2020/05/28 الساعة 13:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/28 الساعة 13:42 بتوقيت غرينتش
من مسرحية "العيال كبرت" - الشبكات الاجتماعية

كل عيد تقريباً نشاهد بلا مللٍ مسرحيات "مدرسة المشاغبين"، و"العيال كبرت"، و"شاهد مشافش حاجة"، و"ريا وسكينة"، و"المتزوجون"، و"كده أوكيه"، كما نشاهد في رأس السنة فيلم Home Alone، أو نكرر مشاهدة أفلامنا ومسلسلاتنا المفضلة بشكلٍ عام في توقيتات وأحداث مرتبطة بنا بشكل شخصي، حتى أصبحت بعض هذه الأفلام والمسلسلات طقوساً مرتبطة بمناسبات معينة في حياتنا.

رغم أن التكرار ممل ولا يحبه كثيرون، فإن هذا النوع من التكرار في مشاهدة الأفلام والعروض المسرحية والمسلسلات نفسها مختلف، فنجد أشخاصاً يقولون إنهم شاهدوا مسرحيةً ما طولها 3 ساعات، أكثر من 10 مرات. والسؤال هنا: لماذا نقضي كثيراً من الوقت في مشاهدة عروض نعرف نهاياتها بالفعل؟

1- الحنين إلى الماضي

بالنسبة لمسرحيات العيد مثلاً، شاهدها أغلبنا في طفولته بأجواء عائلية لطيفة وفي مناسبة سعيدة، لذلك فإن إعادة مشاهدتها ليست فقط حنيناً إلى الماضي ومحاولة لتذكُّر أجوائه، لكنها أيضاً حنين إلى تجربةٍ إيجابيةٍ أكثر سعادة وبساطة وارتباطاً بالآخرين.

كما أنها تذكِّرنا بمراحل عمرية نرى أنها أفضل لحظات حياتنا، سواء طفولتنا أو شبابنا، ما يزيد من المزاج الإيجابي واحترام الذات، فضلاً عن مشاعر الترابط الاجتماعي، كما يقول العالم النفسي الأمريكي كلاي روتليدج لموقع شبكة التلفزيون الأمريكية ABC.

باختصار نرغب في عودة الماضي، لأننا كنا نرى أننا أسعد فيه رغم أنه كان مضطرباً وبه مشاكل أيضاً مثل الحاضر، لكن الحنين لديه قدرة خارقة على جعل الماضي يبدو أفضل وأكثر مثالية مما كان عليه، بتجاوز الأحداث السلبية.

2- كيف كانت الحياة في السابق؟

مرت سنوات طويلة على أغلب عروضنا المفضلة أو مشاهدتنا لها، هذه السنوات أعمار حقيقية بالنسبة لبعضنا، كما هو الحال مثلاً مع مدرسة المشاغبين التي مر على عرضها الأول ما يقرب من 50 عاماً، والتي كان يشاهدها بعضنا قبل انتشار استخدام الهاتف المحمول مثلاً.

لذلك فإن إعادة مشاهدة الأعمال القديمة تمثل سلوى بالنسبة للبعض في القصص والشخصيات التي عرفوها منذ صغرهم، كما تثير مشاعر الافتقاد لشكل الحياة وقتها قبل التغيرات الكبيرة بين الأجيال المتلاحقة. وبالنسبة للجيل الأكبر سناً يمثل هذا الشعور تقليلاً لضغط المسؤوليات الملقاة على عاتقهم.

إذ قال كلاي روتليدج، وهو طبيب نفسي بجامعة داكوتا الشمالية الأمريكية، لمجلة The Atlantic الأمريكية: "هناك نوعان من الحنين: تاريخي (حنين إلى الماضي بشكل عام) وذاتي (حنين إلى ماضي الفرد على وجه التحديد). في بعض الأحيان، نشاهد فيلماً قديماً لاستخراج الشغف بالطريقة التي كانت عليها الأشياء سابقاً". كما وجد في إحدى دراساته أن التعرض لأغانٍ وكلمات شعبية من أيام الطفولة يُشعر الأشخاص بأنهم محبوبون وأن "الحياة تستحق العيش". 

3- التكرار أقل صعوبة بالنسبة لأدمغتنا

معرفة ما سيحدث وتوقُّع النهاية في فيلم تشاهده لأول مرة يُمكن أن يفسدا متعته، لكن الأمر مختلف بالنسبة لعمل تشاهده للمرة العشرين في حياتك مثلاً! 

مشاهدة أعمال ترفيهية مألوفة يمكن أن تكون أكثر راحة من مشاهدة شيء جديد، لأن الجديد يستدعي قدراً من التركيز قد تشعر معه بالتعب، لكن مع عرض مكرر يعتبر مريحاً فهو يتطلب أقل مجهود ممكن، كما يساعد على التخلص من التوتر وصرف الانتباه عن المشاكل اليومية، لذلك فإن هذا النوع من الأنشطة قد يستخدم أحياناً كوسيلة للهرب من التحديات.

كما أن نقطة معرفة النهايات ومعرفة شعورنا لحظة النهاية تجعل إعادة استهلاك هذه العروض نوعاً من التنظيم العاطفي لمشاعرنا، فلا يُمكن أن تفاجئنا الأعمال القديمة بمشاعر مختلفة أو تخيب آمالنا، لذلك نحصل على الترفيه المألوف الآمن منها.

4- سببٌ أكثر بساطة: نحب هذا العمل حقاً

السبب الأقل تعقيداً لإعادة الناس مشاهدة الفيلم أو المسرحية نفسها، هو أنهم يحبونه حقاً! وإعادة مشاهدته تولد مودة وشعوراً بالدفء، ويكرره الناس لمتابعة التفاصيل الصغيرة التي قد تكون فاتتهم سابقاً فيما يسميه علماء السلوك بـ"الاستهلاك الترميمي"، أي إعادة الاستهلاك لإصلاح أو إضافة تفاصيل جديدة إلى ذاكرتها، أو لمجرد إعادة إنعاش الذاكرة المفقودة كأن إعادة المشاهدة آلة للسفر عبر الزمن، وفق وجهة النظر التي نقلها موقع Thought Catalog.

5- لعلاج الفقد

درس علماء النفس حالات كثيرة لأشخاص فقدوا أحباءهم، فتكون سلواهم وعزاؤهم في إعادة ترتيب الأمور حولهم كما كان يحبها من فقدوهم أو كما كانت معهم، لذلك فإن الحنين قد يستخدم كنوع من السلوى أو علاج للفقد، وتكون هذه العروض عزاء لنا على فقدنا أشخاصاً أحببناهم كانوا يشاركوننا هذا النشاط، أو عزاء على فقْد شكل ونمط الحياة السابق.

6- نعم، استطعنا أن نتجاوز

كما أنها قد تكون سلوى من نوع آخر لنتذكر تجربةً ما سيئة استطعنا تجاوزها، ويذكِّرنا العرض الذي نكرر مشاهدته بمدى قوتنا وقدرتنا على تجاوز الأحداث الحزينة سواء في حياتنا نحن، أو عموماً؛ لما تجسده هذه الأعمال من تغير نظرة المجتمع إلى قضايا ما، فنشعر بنوع من الانتصار، وفق المجلة العلمية Scientific American.

7- نريد أن نقضي وقتاً مع أصدقائنا القدامى: الممثلين

قد ينشأ أيضاً نوع من التفاعل العاطفي من طرف واحد، فتتكون روابط حب وارتباط بشخصية ما، نرغب مع مشاهدة العمل في التفاعل من جديد مع هذه الشخصية وردود فعلها. 

8- الفهم الوجودي للماضي والحاضر والمستقبل

إعادة استهلاك أشياء من الماضي قد تصنع نوعاً من الروابط الديناميكية بين تجارب المرء في الماضي والحاضر والمستقبل، وهو ما يسمح بالفهم الوجودي وربط الأزمنة لفهم سُنة الحياة التي تدور باستمرار وسرعة.

تحميل المزيد