فازت بنيديكتا سانشيز (84 عاماً) بأرفع جائزة سينمائية في إسبانيا لأفضل ممثلة صاعدة السبت 25 يناير/كانون الثاني 2020، لتصبح أول امرأة تبلغ الثمانين من عمرها تفوز بهذه الجائزة.
حفل تسليم جوائز غويا، المعادل الإسباني لجوائز الأوسكار أُقيم في مدينة ملقة جنوب إسبانيا.
حين إعلان فوزها بالجائزة، انفعلت بنيديكتا، التي كانت تنافس ثلاث ممثلات أصغر منها، ورفعت حاجبيها والالتفات إلى الجانب تعبيراً عن عدم التصديق، وفق تقرير نشره موقع Deutsche Welle الألماني.
سيدة عجوز تفوز بجائزة أفضل ممثلة صاعدة في مهرجان غويا بإسبانيا
ففي كلمة استلام الجائزة، قالت بنيديكتا، وهي ممثلة إسبانية لم تتلق تدريباً رسمياً على التمثيل: "تمنحك الحياة مفاجآتٍ، وهذه إحدى أكبر مفاجآت حياتي الطويلة".
إلى ذلك لا يمكن أن يتأهل للفوز بجائزة أفضل ممثلة صاعدة إلا الممثلات اللاتي لا يملكن خبرة سابقة في الظهور على الشاشة.
من جانبه نشر حساب جوائز غويا الرسمي تغريدة تعرض كلمتها ولاقت انتشاراً كبيراً.
حيث فازت السيدة عن دورها في فيلم O que arde
في سياق متصل، فازت بنيديكتا بالجائزة عن دورها في فيلم O que arde (ستأتي النار) لأوليفر ليكس، المخرج الإسباني الفرنسي المولد. وتؤدي في الفيلم دور أم مجرم مدان مصاب بهوس الحرائق، الذي يعود إلى قريتها الريفية الصغيرة الواقعة في جبال غاليسيا بشمال شرق إسبانيا. وقد ربح الفيلم جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان 2019.
أما في مهرجان كان، أثارت سانشيز ضجة على السجادة الحمراء عندما رقصت رقصة المونييرا، وهي رقصة تقليدية في غاليسيا، المنطقة التي ولدت فيها ومحل إقامتها الحالي.
وفي قصة حياة هذه السيدة، الكثير من التفاصيل المبهجة
فقد ولدت بنيديكتا في منطقة صغيرة تدعى أو كورغو في شمال غربي إسبانيا عام 1935. وبعد الزواج في سن الـ17، هاجرت هي وزوجها في ذلك الوقت إلى البرازيل، حيث عملت في حانة ومكتبة قبل أن تصبح مصورة. لكنها عادت إلى إسبانيا عام 1979 بعد أن انفصلت عن زوجها، وبعد أن عاشت طوال حياتها نباتية ومتسلقة جبال ورحَّالة.
أما بعد الإقامة في جنوب إسبانيا، فقد عادت في النهاية إلى مسقط رأسها في غاليسيا. وهناك شجعتها ابنتها على الانضمام إلى فرقة مسرحية محلية، لتجري في النهاية اختبار أداء دور الأم في فيلم ليكس.
تقول إمَّا، ابنة بنيديكتا، لصحيفة Hola! الإسبانية عن إشراك أمها في تجربة الأداء لهذا الدور: "كانوا يبحثون عن امرأة تجاوزت الـ65 سنة، وكان لدي ذلك الشعور بأنهم سيختارونها".
حيث أضافت: "كانت تدفع الناس إلى الضحك.. لقد كتبت السيناريو بنفسها".
إلى ذلك لاقت السيدة دعماً كبيراً، وحصلت بنيديكتا على هتافات وتصفيق من جمهور حفل توزيع الجوائز يوم السبت، حين قالت في نهاية كلمة استلامها جائزة غويا: "ساعدوني! أخبروني بأشياء يمكن أن أقولها وألا أصبح صامتة".
من ناحية أخرى وبالرغم من أن بنيديكتا كانت أسنّ فائزة بجائزة أفضل ممثلة، كانت أنتونيا غوزمان أسنّ مرشحة، إذ كانت تبلغ من العمر 93 عاماً في عام 2015.
فيما انضمت كذلك ثمانينية أخرى إلى صفوف محطمي الأرقام القياسية خلال حفل يوم السبت لتسليم الجوائز. حيث فازت جوليتا سيرانو، 87 عاماً من مواليد برشلونة، بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "Dolor y Gloria" (الألم والمجد)، لتصبح أسنّ فائزة بهذه الجائزة. وليس هذا فحسب، بل لتصبح أيضاً، بحسب مجلة Vanity Fair الإسبانية، أسن مستلم لجائزة لغويا على الإطلاق. واحتفظت بنيديكتا بهذا الرقم القياسي في تلك الليلة إلى أن أُعلن فوز جوليتا لاحقاً في نفس الحفل.
لكن بخلاف بنيديكتا، تعد جوليتا ممثلة محترفة خبيرة، ظهرت في العديد من أفلام المخرج والمؤلف الإسباني بيدرو ألمودوبار، وكذلك أعمال بعض المخرجين الأشهر في إسبانيا. وقد رشحت جوليتا لجائزة لغويا مرتين قبل فوزها.