«عشان تبقى تقولي لأ».. كيف تصور حقيقة علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع المصري بأغنية؟ 

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/08 الساعة 12:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/08 الساعة 12:04 بتوقيت غرينتش
تميم يونس مغني أغنية سالمونيلا

أتذكر جيداً حينما كنا أطفالاً في المرحلة الابتدائية عندما قامت إحدى الطالبات مستغلة  لفراغ إحدى الحصص الدراسية لتغني قائلة " البنات  البنات  ألطف الكائنات " ويردد خلفها جميع الطالبات بالصف.

ومثل هذه المواقف كانت لا تمر إلا بوجود مضايقات من الأولاد في نفس الصف فقمنا نرد عليهن بأغنية شهيرة في هذه الوقت وهي " البنات  البنات   صراصير البلاعات "

وفجأة إذ بأمين المخزن في المدرسة يفتح باب الصف ليسود الهدوء ويعود كل طالب إلى مكانة استعدادا  لاستلام التغذية اليومية المقررة لنا كطلاب ( كان الأزهر في المرحلة الابتدائية يقوم بتوزيع تغذية يومية على الطلاب )

لم يكترث أمين المخزن للفوضى التي كانت مثارة قبل قليل وقام بأداء دوره الوظيفي وتوزيع المقرر لنا من التغذية حتى وصل للمقاعد المخصصة للطالبات  وقام بسؤال أول طالبة ما اسمك ؟!

فأجابت فاطمة ؟!

فكان رده  : لهل تعلمي لماذا اسمك  فاطمة؟ 

أجابت نعم .. "اسمي فاطمة على اسم فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم "

أثنى عليها ووجه لنا بعض الكلمات قائلاً هل لو كانت البنات فعلاً صراصير البلاعات كان النبي صلى الله عليه وسلم رزق بالبنات ؟!

هل ستكون فاطمة ابنته هي أحب الناس إليه ؟!

البنات هي أمك  وأختك وزوجتك وبنتك في المستقبل .. كان هذا درساً صغيراً لنا كطلاب في سن ما بين السادسة إلى العشر سنوات …

يعلمنا أن استخدام العنف اللفظي لا يختلف كثيراً عن استخدام العنف البدني .

قدم قبل أيام المجلس القومي لمناهضة العنف ضد المرأة شكوى إلى إدارة موقع " جوجل " لوقف بث الأغنية المتداولة حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "سالمونيلا" لتميم يونس ، والتي تشتهر باسم "عشان تبقي تقولي لا".

وصرح المجلس في بيان  أن هذه الأغنية تحمل رسالة تهين المرأة وتنتقص من حقوقها ، وتدعو للتنمر وتعد تحريضاً صارخاً على الاعتداء عليها.

هل فعلاً هذه الأغنية تحمل رسالة تحريضية ضد المرأة أم هي حقيقة المجتمع الذي نعيش فيه

مجتمع يتصدر فيه أعلى المشاهدات لأفلام وأغاني لممثل لا يجيد إلا أدوار البلطجة مجتمع اشتهر فيه منذ خمسينات القرن الماضي أن المرأة التي يتزوج عليها زوجها تقوم بتقطيع جسده أرباً بالساطور …

مجتمع السينما فيه تثير الشهوات وتحرض على العنف والتفنن في استعراض البلطجة فماذا ننتظر نتيجة لذلك إلا ما حدث من اغتصاب فتاة الصعيد من ثلاثة شباب وتحرش جماعي بفتاة المنصورة ومراهق يقتل جاره لدفاعه عن فتاة تحرش بها هذا المراهق.

المجتمع السوي فضلاً عن كونه مجتمع مسلم لا ينتظر مجلس قومي للمرأة أو مجموعة من نساء من الفيمنست حتى يقوم برفض مثل هذه الأعمال الفنية .

المجتمع المسلم السوي يعلم تماماً أن الرجل والمرأة على حدٍ سواء في الحقوق والواجبات وأن عقاب الله للمتعدي على هذه الحقوق لا يختلف بين الرجل والمرأة .

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إنما النساء شقائق الرجال " شقائق في الحياة وفي التكليفات والأوامر الشرعية

حتى في أمر الزواج يحق للمرأة أن ترفض من يطلب الزواج منها وأن يكون لها رأياً فقال ﷺ "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن. قالوا يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال: أن " تسكت"

لذلك أقول أن مثل هذه الأعمال الفنية ليست مجرد أغاني أو أفلام بل حقيقة مجتمع ابتعد تمام البعد عن تعاليمه الدينية

مجتمع أصبح  قد وته  الباد بوي  و صاحب أعمال البلطجة وبث العنف. مجتمع  يعاني من مشاكل عميقة بين الرجل والمرأة،

مجتمع يعيش في وطن يعاني من قلة كل الموارد التي تنتج إنساناً سوياً.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد جاد
مدون ومصور فوتوغرافي
تحميل المزيد