اسم ساطع في سماء الفن الأمازيغي، يعرفه كل المغاربة، فحين يأتي ذكر الفنان محمد رويشة لن تحتاج إلى كثير من التفاسير، خلَّف رويشة أو "فريد الأطلس" كما يلقبه جمهوره وراءه إرثاً عظيماً في الفن الأمازيغي، فكان أبرز رواده وأهم المؤثرين فيه، وأهم من انتصروا على التهميش الذي طال هذا النوع من الفن.
قدَّم رويشة الكثير للأغنية الأمازيغية، ليس فقط بعزفه، لكن في مظاهر حياته، وفي نوع الأغاني التي قدمها وغنى فيها للوطن والأم والانتماء والغربة، وكان يرى أنه يقدم فناً خاصاً به، يعتز به، حتى أنه حين كان يُسأل عن معنى اسمه يقول إن "رويشة اسم مركب من كلمتين بالأمازيغية: "روي" معناه أمزج، و"شة"، تعني "شيئاً"، وأنه كمعنى اسمه يمزج بين أنواع الفنون التي يحبها.
وُلد في العام 1952، بمدينة خنيفرة، ودرس في مدارسها، نمت موهبته منذ طفولته فكان يرصّ الكلمات ليغزل قصائد، ويلحنها فتكون أغنيات بسيطة يعبر فيها عن مشاعره، كلمات كتب بعضها وتأثر في البعض الآخر بكلمات التراث المغربي، وأهم مطربيه مثل: حمو الغازي وحمو اليازيد، وأحيا التراث الأمازيغي.
التقى صدفة بلاعب في فريق شباب خنيفرة اسمه محمد العلوي، الذي أعجبت بفنه وقدمه لمسؤول القسم الأمازيغي بالإذاعة الوطنية بالرباط، وكانت البداية بتسجيل أول شريط بالدار البيضاء سنة 1964 مع محمد ريان.
وسجل أول أغانيه وعمره 14 عاماً، واستمر في الغناء وإحياء الحفلات والأعراس حتى عام 1976، العام الذي كانت بداية جديدة لحياته الفنية، بدأت شركات الإنتاج في التواصل مع صاحب الموهبة الجميلة، وبدأ في إنتاج أغنيات ألبومه الأول.
4 أعوام وكان رويشة لأول مرة على مسرح محمد الخامس، يغني أمام جمهور عريض بالعربية والأمازيغية "شحال من ليلة وعذاب" و"أكّي زّورخ أسيدي ياربّي جود غيفي"، وهو الألبوم الذي عرف انتشاراً واسعاً بين محبيه داخل المغرب وخارجه.
مزج رويشة بين اللون المحلي والوطني في قالب عربي جميل، وأهم ما ميزه -حسب محبيه- كان البساطة، لم ينسق وراء الشهرة والانتشار بقدر ما كان يسعى لترسيخ أصول فنه وأغنيته التي آمن بها.
أسلوبه الفني
اشتهر الفنان الأمازيغي بآلة الوتر كآلة مغربية أصيلة، أجاد العزف عليها وبرع فيها بشكل خاص، رأى أنها تعبر عن ثقافته والألوان الموسيقية المختلفة التي أراد التعبير بها وعنها.
اشتهر بالأغاني الحزينة، فكان منذ صغره يعزف على العود وسط جبال الأطلس الممتدة عبر المغرب وتونس والجزائر، ولهذا أطلق عليه "فريد الأطلس".
ترك رويشة إرثاً وطنياً خالصاً وكانت أهم الأغنيات التي اشتهر بها هي أناس أناس، تلك الأغنية التي اقتبسها من ألحان الأغنية الشهيرة لكوكب الشرق أم كلثوم "ياللي رضاك أوهام"، فأعاد إنتاجها بطريقة خاصة، ومن ثم أعاد إنتاجها من فنانين عرب، كان أبرزهم حمزة نمرة.
كلمات أغنية أناس أناس بالعربية
ايناس ايناس مايريخ أداسيخ إزمان
(قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان)
اونا وريوفين مغاس ايش إونا ذتمون
(من لم يجد ما يقدمه للحبيب)
ايناس ايناس مايريخ أداسيخ إزمان
(قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان)
اورذا ايسناقس د صارث غاس الجيب إخوان
(لا ينقص من كبرياء المرء إلا الفقر)
ايناس ايناس مايريخ أداسيخ إزمان
(قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان)
الدنيت اوريتريت الدنيت اوريتريت
(يا أيتها الدنيا لماذا لا تريديني)
ورساري توطيت انمون اناس اناس
(يا أيها الزمان لماذا لا تنتظرني)
مايريخ مايريخ أداسيخ إزمان
(ماذا عساي أفعل للزمان)
اسينغا اسينغا القنض اباعدي اوبريد دوسمون
(اشتقت للحبيب والطريق إليه بعيد)
ايناس ايناس مايريخ أداسيخ إزمان
(قل له قل له ماذا عساي أفعل للزمان)
نك ايا يتما ايستهل ما ديتمون
(أنا يا إخوتي أستحق الرفقة)
ايناس انياس ا بابا
(قل له قل له يا أبي)
مايريخ مايريخ أداسيخ إزمان
(ماذا عساي أفعل للزمان)