الأماكن كلها مشتاقة لك واحدة من أجمل ما غنَّى الفنان محمد عبده، التي عشقها الجمهور العربي باختلاف بلدانهم، وتحوَّلت لواحدة من أهم الأغنيات التي تغنَّى بها فنانون آخرون من بعده.
في العام 2005 كان أول ظهور لهذه الأغنية في مهرجان جدة بالرياض، ومن بعده طرحها عبده في ألبومه الغنائي الذي أطلقه بنفس الاسم، حتى انتشرت بشكل واسع جداً، ليطلب جمهوره غناءها في كل حفلاته.
وبحسب ما ذكر موقع روتانا، فإن هذه الأغنية تغنَّى بها عبده بعد تجربة مؤلمة تعرَّض لها عقب وفاة نجله في حادث سير مؤلم، وانقطع فنان العرب فترة عن الغناء بعد الحادث، وحين عاد غنَّى هذه الأغنية التي عبَّر بها عن اشتياقه لنجله عبدالله، الذي كان أكبر أبنائه.
الأماكن كلها مشتاقة لك.. لم يغنها محمد عبده وحده
لاقت الأغنية انتشاراً واسعاً، ولم يكن محمد عبده وحده هو من تغنّى بها، فقد ردَّدها مِن خلفه مطربون عرب في أنحاء متفرقة من العالم العربي، غنتها المطربة المصرية أنغام، والمطرب العراقي ماجد المهندس، وآمال ماهر.
وخلال لقاء له على قناة روتانا خليجية كان قد صرَّح الفنان السعودي أنها جاءت في وقت يحتاج إليه العالم العربي لمثل هذا النوع من الأغاني.
وأضاف: "الناس في هذه الفترة كانت تحتاج لهذه الكلمات وهذا الشجن الذي حملته الأغنية، وذكر أنه أثناء واحدة من رحلات سفره أتاه راكب وأراد التحدث معه، في البداية ظنَّ عبده أنه يريد أن يوجّه له النصح، لكنه فوجئ أنه يشكره على أغنية الأماكن".
موقف مؤثر للأغنية
لم يفهم فنان العرب بداية لماذا وجه له هذا الشخص الشكر، ولكن الرجل حكى له موقفاً تعرَّض له مع والدته، التي توفي زوجها وابنها في حادث أليم، وأنها كانت تمر بحالة نفسية سيئة جداً، كتمت فيها ألمها ولم تكن تبكي على الإطلاق.
ذهبت السيدة للأطباء النفسيين بلا فائدة، وفي مرة سمعت الأغنية فانتابتها موجة عارمة من البكاء
يكمل الرجل: أخذنا أمي للمستشفى وقتها، ونصحنا الطبيب بتشغيل الأغنية لها دوماً حتى تتمكن من تفريغ شحنات الحزن المكبوتة بداخلها، وتفرج عن دموعها المحبوسة، ويعلق الفنان محمد عبده على هذه القصة قائلاً: "إن الأغنية هدف، والأغاني ليست فقط للتسلية وتمضية الوقت السعيد".
كلمات الأغنية
الأماكن كلها مشتاقة لك
والعيون اللي انرسم فيها خيالك
والحنين إلي سرى بروحي وجالك
ما هو بس أنا حبيبي
الأماكن .. الأماكن
الأماكن .. كلها مشتاقة لك
كل شي حولي يذكرني بشي
حتى صوتي وضحكتي لك فيها شي
لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
شوف حالي آه من تطري علي
الأماكن .. الأماكن
الأماكن .. كلها مشتاقة لك
المشاعر في غيابك .. ذاب فيها كل صوت
والليالي من عذابك .. عذبت فيني السكوت
وصرت خايف لا تجيني
لحظة يذبل فيها قلبي
وكل أوراقي تموت
آه لو تدري حبيبي
كيف أيامي بدونك
تسرق العمر وتفوت
الأمان وين الأمان
وأنا قلبي من رحلت
ما عرف طعم الأمان
ليه كل ما جيت اسأل هالمكان
اسمع الماضي يقول .. اسمع الماضي يقول
ما هو بس أنا حبيبي
الأماكن .. الأماكن
الأماكن .. كلها مشتاقة لك
الأماكن إلي مريت أنت فيها
عايشه بروحي وأبيها
بس لاكن ما لقيتك ..
جيت قبل العطر يبرد
قبل حتى يذوب في صمت الكلام .. وأحتريتك
كنت أظن الريح جابت .. عطرك يسلم علي
كنت أظن الشوق جابك .. تجلس بجنبي شوي
كنت أظن .. وكنت أظن
وخاب ظني
وما بقى بالعمر شي .. وأحتريتك
الأماكن .. الأماكن
الأماكن .. كلها مشتاقة لك