رموز غريبة تُنسب للماسونية.. لماذا اختار مكارتني عنوان «محطة مصر» لألبومه الجديد بعد 13 عاماً من الانقطاع؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/14 الساعة 21:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/14 الساعة 21:18 بتوقيت غرينتش

سر ألبوم محطة مصر لبول مكارتني الأخير يكمن في الرموز التي استخدمها على الغلاف. البعض أرجعها للماسونية، بينما افترض آخرون أنها خربشة من أحفاده. لكن هناك قصة مثيرة حول اختيار رموز فرعونية وهذا الاسم بالتحديد.

فبعد 13 عاماً من الانقطاع، أصدر أسطورة الروك الكلاسيكي بول مكارتني ألبوماً وهو بعمر 76 عاماً. جهدٌ ترقّبه الملايين من محبيه، ولعل أكثر ما أثار فضولهم عنوان الألبوم "محطة مصر" أو "Egypt Station".

غلاف الألبوم كان أكثر غرابة وغموضاً؛ إذ تضمن رموزاً فرعونية، رغم أن أغاني الالبوم الـ16 لا تتطرق إلى مصر على الإطلاق ولا حتى بكلمة واحدة.

متأثراً بالرموز الفرعونية، رسم لوحة شكلت محطة في حياته واختارها غلافاً

"رسمت لوحة قبل عدة أعوام تضمن رموزاً أيقونية من الحضارة المصرية جمعتها من عدة كتب. سميت اللوحة Egypt Station  (أو محطة مصر)، وهذا هو السبب! أوه، واللوحة أصبحت لاحقاً هي غلاف الألبوم وعنوانه". بهذه التغريدة يوضح مكارتني سبب اختياره الاسم.

وعن اللوحة نفسها، فإن مكارتني طرحها في السابق للبيع على موقعه الإلكتروني، وقال عنها: "كنت مهتماً بالطريقة التي رسموا بها (يقصد المصريين) عَباد الشمس؛ لذلك تبدو اثنتان على اليسار وعلى اليمين. كان ذلك شكلاً جميلاً؛ لذلك أخذته، ثم أحببت أيضاً الطريقة التي يرمزون بها إلى الأشجار. وأعجبني كيف يتحول الشجر إلى بعض الرموز البسيطة جداً".

وقال إن الشجرة المستخدمة مميزة جداً؛ لأنها تعتبر "شجرة الحياة" أو Lebensbaum بالألمانية، كما رجح أن تكون شجرة أرز.

وأوضح كيف اكتملت معالم اللوحة بأن استلهم الشجرة ثم أضاف نبتتي عباد الشمس، ورمز الشمس.

بعد ذلك أضاف حيوان الـ ibex أو تيس الجبل بقرنيه (معرباً عن حبه للقرنين الطويلين)، وأخيراً رمز الكلب الفرعوني.

وقال إنه شعر بأن اللوحة تشبه محطة قطار ثابتة وأن هناك سكة للقطار في أسفلها. فضلاً عن الهرم الرئيسي وشجرة النخل المجاورة له.

 

ورداً على سؤال أحد المستفسرين عن اسم اللوحة، قال: "لماذا دعوتها محطة مصر؟ لأنها كانت تشبه محطة، مثل خطوط القطار في أسفلها، وتحتها، حافة المنصة".

 

وأعلن عن الألبوم الجديد بحفلة سرية في محطة قطار

غرابة الرموز على الألبوم تفوقت عليها المفاجأة التي حضّرها مكارتني لمحبيه؛ إذ بث على قناته على يوتيوب في اليوم نفسه الذي شهد إصدار الألبوم حفلاً حياً من قاعة سرية داخل محطة قطار مدينة نيويورك تم تصويرها في 23 يوليو/تموز 2018.

غنى على المسرح مزيجاً من أغانيه القديمة والجديدة أمام حفنة من مشاهير عالم هوليوود والغناء؛ مثل جوني ديب وميريل ستريب وجون بون جوفي وكايت موس وآمي شومر وغيرهم الكثير.

سر ألبوم محطة مصر لبول مكارتني يثير أصحاب نظريات المؤامرة

أحد الرموز المستخدمة في الإعلانات الترويجية للألبوم أثار فضول محبي المغني بصورة كبيرة.

الرمز هو لمثلث -وكأنه هرم- متداخل مع 3 دوائر غامضة، يلتقي رأس المثلث مع منتصف الدوائر.

البعض وصف المنطقة المتقاطعة بين الشكلين وكأنها العين داخل المثلث التي يستخدمها الماسونيون عادةً كرمز لهم.

بينما اعتبر آخرون أنها ترمز لشخص يسير من درب واسع إلى أفق ضيق له نهاية.

في حين تساءل البعض ما إذا كان مكارتني استعان برسم من أحد أحفاده، أو أنه يخفي نظرية مريبة خلفه!

الآلاف سخروا من ضبابية معنى الرمز عبر تغريدات طريفة، وأخرى تجزم بأنها كشفت عن انتمائه إلى الماسونيين.

لكن إرث مكارتني من الموسيقى الشعبية المحببة ما زال يلقى نجاحاً كبيراً

مكارتني ومنذ انتمائه إلى فرقة البيتلز أصدر 17 ألبوماً جعلته أهم مغني عصره، وكان مع جون لينون قبل اغتياله أهم فرقة موسيقية وضعت الخطوط العريضة لموسيقى البوب وطرحت قضايا سياسية وإنسانية وحقوقية في أغاني حقبة حرب فيتنام وما بعدها.

ويروي في ألبومه الجديد مقتطفات من حياته المشاكسة

في الألبوم الجديد يتطرق إلى بعض الفصول من حياته وحبه لزوجته وتعاطيه المخدرات، وحتى جانب من الكآبة التي عاناها فترة.

ولعل أكثر ما يلفت الأنظار أغنية ذات عنوان جنسي جريء اعترف بأن ابنته انتقدت العنوان وبأنها خشيت ما قد يظنه أحفاده عنه!

ولمكارتني 5 أولاد من 3 زوجات، له منهم عدة أحفاد، وتقدر ثروته بـ1.3 مليار دولار،  ليكون أثرى فنان بريطاني

ويتطرق إلى قضايا سياسية شائكة شغلت العالم

في الألبوم الذي تلقى أصداء إيجابية بالصحافة الغربية، توجد أغنية Despite Repeated Warnings  التي تتخذ لوناً شعبياً فكاهياً.

تتحدث عن المشكلات السياسية للعصر الحالي، من بريكسيت (انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) إلى دونالد ترمب.

تختزل الأغنية هذه القضايا في قصة قبطان به مسٌ من الجنون يقود سفينته عبر مضايق خطرة، ولا تعكر الأغنية سوى قافية واحدة تقول: "جانيت، اذهبي إلى الكوكب".

وبطبيعة الحال.. نفحة من الحزن الممزوج بجلد الذات ومراجعة الماضي

ولعل أكثر الأغاني التي تعلق في الذهن تلك التي بعنوان I Don't Know والتي خط فيها قلم مكارتني تجربة إنسانية بحتة قلما جاد بها مؤخراً.

يقول فيها السير بول بلسان حال مغني الأغاني الحزينة الذي يصارع حياة عاتية: "تقف الغربان على شباكي والكلاب على بابي. لا أظن أن بوسعي التحمل أكثر من ذلك، أين الخطأ الذي أرتكبه؟".

لعل من أعظم نقاط قوة أغاني البيتلز هو ما كتبه لينون ومكارتني من تساؤلات الإنسان الضعيف، فالاثنان عبرا عن معاني الجرح وتعاطفا مع الآخرين، وحاولا تقديم النصح قدر الإمكان.

وهنا في هذه الأغنية يجلد مكارتني ذاته على البيانو فيقول: "أين الخطأ الذي أرتكبه؟"،  لكنه يكز على أسنانه وهو ينطق بأنه ليس ملكاً؛ "بل مجرد رجل" لا يستطيع إصلاح كل شيء.