أن تقرأ عبارة "هذا الفيلم مقتبس عن أحداث حقيقية" فإن ذلك يغير كلياً تجربة مشاهدة أفلام الرعب. يضطر العقل عندها للتعامل مع حقيقة وليس مجرد تسلسل أحداث، ندرك في أعماقنا أنه مجرد إخراج فذّ وبصريات محترفة.
يتناسب موسم عيد الهلع أو الهالوين "Halloween" في 31 أكتوبر/تشرين الأول مع عشاق سينما الرعب.
نستعرض في التقرير التالي مجموعةً من أفلام رعب مقتبسة من قصص حقيقية:
A Nightmare on Elm Street.. أنت غير آمن حتى في الأحلام
أصبح هذا الفيلم علامة أيقونية في عالم أعمال الرعب الفنية، بشخصية فريدي كروغر، التي ظهرت للمرة الأولى في هذا الفيلم.
كان في الأصل مجرد فكرة استوحاها مبتكر الشخصية المخرج والكاتب ويس كرافان، من مأساة حقيقية حدثت بالفعل.
فبعد نجاة أسرة من مذبحة مريعة، ظلَّ الطفل لا يستطيع النوم لعدة أيام خوفاً من الشيء الذي يطارده في الحلم.
تهاون الجميع في التعامل مع مأساة الطفل، الذي لم يستطع أن يظل مستيقظاً أكثر من ذلك واستغرق في النوم، ليجدوه بعد ذلك ميتاً أثناء نومه.
من هذه الحادثة المؤسفة ابتكر كرافان شخصية كروغر، الذي كان يقتل الأطفال حتى استطاع الأهالي القبض عليه وإحراقه.
ولكنه يعود من العالم الآخر من أجل قتل المراهقين في أحلامهم.
حقَّق الفيلم أرباحاً تعدَّت 25 مليون دولار، وهو ما يعد نجاحاً ساحقاً باعتبار أنَّ ميزانيته لم تتعدّ مليوني دولار.
صدر الفيلم عام 1984 وحصل على تقييم 7.5 على موقع IMDB.
The Exorcism of Emily Rose.. جلسات طرد الأرواح الشريرة ليست خيالاً باعتراف الكنيسة
فيلم كابوسي من بطولة لورا ليني وتوم ويلكينسون. ورغم كونه حديثاً نسبياً (2005)، فإنه مستند على أحداث حقيقية وقعت بالفعل عام 1976 لفتاة كانت تبلغ 23 عاماً.
الفيلم حاصل على تقييم 6.7 في موقع IMDB، ولكنه بالرغم من التقييم المتوسط بلغ إجمالي إيراداته حول العالم ما يزيد عن 144 مليون دولار، بينما كانت ميزانية الفيلم حوالي 20 مليون دولار.
يدور الفيلم في قاعة المحكمة بين القس والوالدين، متَّهمين بالقتل إهمالاً للفتاة إيميلي روز.
تركوها تتضور جوعاً حتى ماتت، ويبدأ القس في سرد الأحداث الرهيبة التي شهدها في جلسات طرد الأرواح الشريرة من الفتاة.
في الحادث الحقيقي كانت الفتاة أناليس ميشيل تعاني من نوبات شُخِّصت بالصرع، وبعد تلقّي العلاج لم تتحسَّن حالة الفتاة بل ازدادت سوءاً.
بدأت تتحدث عن رؤيا تروادها وسماعها لأصوات تخبرها أنها خاطئة، فاتَّجهت للتدين حتى إنها كانت تركع في اليوم 600 مرة، مما عرَّضها لتمزُّق في أربطة الركبة.
استمرَّت حالتها في التدهور حتى إنها تناولت علاجاً لعشرات الأمراض، وحضرت 67 جلسة لطرد الأرواح الشريرة.
سُجلت بعض هذه الجلسات صوتياً، وفي النهاية أضربت الفتاة عن الطعام حتى الموت.
بعد موتها حوكم والداها والقسيسان المسؤولان عن جلسات طرد الأرواح، بالإهمال الذي أدى إلى وفاة الفتاة، بتركهم إياها من دون طعام لفترة طويلة وعدم طلب المساعدة من متخصصين.
Poltergeist.. لا تسكن بجانب المقابر فلن تعرف مَن ستُغضِب تحت التراب
تدور أحداث الفيلم حول أسرة صغيرة تسكن في منزل تجد فيه أن الأشياء تتطاير وحدَها في أرجاء المنزل، إذ زعمت أسرة هيرمان أن المنزل مسكون بالأشباح الغاضبة، كما جاء في صحيفة The Mirror.
عبَّرت هذه الأشباح عن غضبها بإلقاء الأثاث والأغراض في أنحاء البيت.
ثم اختفت الأصوات فجأة كما بدأت فجأة، ولكن بالرغم من ذلك انتقلت الأسرة من المنزل.
ورجَّحت العائلة أن الأشباح لها علاقة بمقبرة قديمة قريبة من المنزل تخص السكان الأصليين لأميركا.
تعدَّت إيرادات الفيلم مبلغ 76 مليون دولار لميزانية لم تتعد 11 مليون دولار، ما جعله الثامن في قائمة الأفلام الأعلى أرباحاً في سنته 1982. كما ترشح لثلاث جوائز أوسكار لم يحصل على أي منها، ولكنه حصل على جائزة بافتا (BAFTA) لأفضل مؤثرات بصرية.
تقييمه 7.4 على موقع IMDB، وحصل مشهد المهرِّج في الفيلم على المركز 80 في قائمة أكثر مشاهد الأفلام رعباً.
The Amityville Horror.. ولا تسكن في منزل حدثت فيه جريمة قتل
ما زلنا مع المنازل المسكونة بالأشباح، وهذه المرة قصة مستوحاة من مأساة عائلتي ديفوي ولوتز. ففي عام 1974 قَتل الشاب رونالد ديفوي جونيور كلَّ أفراد عائلته أثناء نومهم ببندقية والده.
أتم هذه الجريمة في الساعة 3:15 فجراً، وعند القبض عليه قال إن الأصوات الخارجة من المنزل أخبرته بأن يفعل ذلك.
ظلَّ المنزل شاغراً مدة 13 شهراً، حتى استأجرته في النهاية عائلة لوتز، التي شهدت منذ يومها الأول العديد من الشواهد الخارقة للطبيعة.
كان الأب يصحو يومياً من النوم في الساعة 3:15 مثلاً على صوت طلق ناري.
أما القشة التي قصمت ظهر الأسرة، فهي أن طفلتهم الصغيرة أصبحت تلعب مع صديقة تخيّليّة تُدعى جودي.
وجودي هو نفس اسم شقيقة ديفوي التي قتلها، مما جعل الأسرة تفرُّ من المنزل بعد انتقالها إليه بـ28 يوماً فقط.
الفيلم من إنتاج عام 1979، وحصل على تقييم 6.2 في موقع IMDB.
ترشَّح لجائزة أوسكار لأفضل موسيقى تصويرية، ولكنه لم يحصل عليها، وبالرغم من ذلك فقد تعدت إيراداته 86 مليون دولار لميزانية لم تتعدَّ 5 ملايين دولار.
تبع الفيلم عدَّة أفلام أخرى تدور حول نفس الفكرة، القائمة على عدة كتب تحمل نفس الاسم أو حتى أسماء أخرى، ولكنها تدور كلها حول نفس المنزل المرعب.
Annabelle.. الدمى ليست للعب دائماً
يكفينا رعباً أن يدور الفيلم حول الدمى المسكونة بروحٍ شريرة ونتركها في غرف الأطفال، فماذا إن كان الفيلم قائماً على واقعة حقيقية بالفعل.
يدور الفيلم حول أسرة تشتري دمية بورسلين، ثم تُقتل فتاة الجيران التي كانت تعتنق أفكاراً دينية غريبة وهي تحتضن الدمية.
بعد فترة قليلة تمر الأسرة بسلسلة من الأحداث المرعبة، التي تكون محورها الدمية والمولود الجديد للأسرة.
يحاول الفيلم طرح تفسير لقصة الدمية الحقيقية التي جرت أحداثها عام 1970.
بدأت عندما أهدت أم ابنتها الممرضة دمية مصنوعة من البورسلين، لتبدأ الفتاة في ملاحظة أمور غريبة تتعلق بهديتها.
لاحظت الممرضة أن الدمية تُغيّر من وضعيتها التي تتركها عليها، ثم بدأت تجد قصاصات ورقية مكتوباً عليها "ساعديني"، وأخيراً وجدت قطرات دماء تتسرب من الدمية.
حينها قرَّرت الاستعانة بخبراء الأمور الخارقة للطبيعة، الذين أكدوا لها أن هذه الدمية غير مؤذية ولا تسكنها روح شريرة، إنما هناك روح تتسلى بالتلاعب بها.
تخلص الخبراء من هذه الروح الهائمة واحتفظوا بالدمية في متحف خاص بالأمور العجيبة بأميركا.
جدير بالذكر أن شكل الدمية الحقيقي أقل رعباً من اللعبة التي ظهرت بالفيلم، فقد كانت لعبة أطفال عادية.
لم يحصل الفيلم على تقييم جيد على موقع IMDB، فقد قيّمه المشاهدون بـ 5.4 فقط.
ولكن ميزانية الفيلم التي قُدّرت بحوالي 6.5 مليون دولار حصدت في المقابل إيرادات تعدت 84 مليون دولار في أميركا فقط، وأكثر من 256 مليون دولار عالمياً.
The girl next door.. عندما تسكن في نفس المنزل مع قاتليك
قد يكون هذا الفيلم الحاصل على تقييم 6.7 في موقع IMDB هو الأكثر رعباً في القائمة، فالبشر الذين نسكن معهم هم صانعو هذا الرعب.
يدور الفيلم حول امرأة تعذب فتاة تحت رعايتها، وتجبر أطفالها وبعضاً من أطفال الحي على مشاركتها في حفلات التعذيب التي كانت تقيمها للفتاة.
لكن الفتاة تموت في النهاية وتكتشف الشرطة ما فعلته هذه المرأة.
الفيلم قائم على رواية بنفس الاسم، التي ألَّفها الكاتب استناداً إلى جريمة بشعة حقيقية، دارت أحداثها في الولايات المتحدة.
صنّفت وقتها الجريمة بالأكثر بشاعة في إنديانا، حيث وقعت أحداثها.
الجريمة الحقيقية وقعت عام 1965 عندما اضطرت الأختان سيلفيا وجيني لينكز للإقامة في منزل جارة لهما، لديها 7 أطفال، مقابل مبلغ من المال أسبوعياً.
ولكن هذه المرأة وأطفالها عذبوا سيلفيا بأبشع الطرق، بل تفننوا في ذلك.
عُثر في النهاية على جثة سيلفيا مصابة بالجفاف والهزال ومليئة بالجروح.
When a Stranger Calls.. أفلام رعب مقتبسة من قصص حقيقية واتصالات هاتفية
للفيلم نسختان، واحدة من إنتاج عام 1979، والحاصلة على تقييم 6.5 على موقع IMDB، والفيلم الآخر من إنتاج عام 2006 بتقييم 5.1 على موقع IMDB.
يدور كل منهما حول نفس الفكرة؛ جليسة أطفال تردها اتصالات هاتفية تخبرها بأن تطمئن على الأطفال.
الفيلم قائم على الأسطورة الحضرية المتعلقة بجليسات الأطفال حين تردهم مكالمات هاتفية غريبة، تنتهي بجريمة قتل.
هذه الأسطورة منتشرة منذ خمسينات القرن الماضي، بعدما قُتلت الطفلة جانيت كريستمان بعمر 13 عاماً كما جاء في صحيفة Tribune.
كانت تجالس طفلاً عمره 3 سنوات، وعندما عاد أهله من الخارج وجدوا المنزل في حالة فوضى والفتاة مقتولة.
اشتبهت الشرطة في أحد أصدقاء الطفلة، ولكنها لم تستطع إثبات التهمة عليه لتتحول الجريمة إلى أسطورة حضرية تُسبّب الرعب لجليسات الأطفال.
Veronica.. احذر من الويجا فهي صادقة وحتى خبراء الشرطة يعجزون أمامها
ننهي القائمة بفيلم من السينما الإسبانية حاصل على تقييم 6.2 على موقع IMDB.
يدور حول مراهقة تستخدم لوح ويجا برفقة صديقتين لها، للتواصل مع أحبائهم المتوفين.
ومن بعدها تبدأ حياتها في التحول وتطاردها قوى شريرة، فتلاحظ علامات عجيبة في جسدها وتتهدَّد حياة إخوتها.
الفيلم قائم على قصة حقيقية وقعت عام 1991 لفتاة إسبانية تُدعى إستيفانيا غوتييريز.
توفيت في المستشفى بعد عدة أشهر من تجربة ويجا مماثلة للتي حدثت بالفيلم، وقبل أن تموت أصيبت بنوبات صرع مع قولها بأنها ترى أشباحاً وأطيافاً.
المثير في الأمر أنه بعد عام من وفاة الفتاة، أبلغت أسرتها عن رؤية أطياف كالتي كانت تراها ابنتهم الراحلة، وبالفعل أكدت الشرطة هذا الأمر ولم تستطع تفسيره.
لذا في المرة المقبلة التي تختار فيها فيلم رعب في عطلة نهاية الأسبوع اسأل نفسك أولاً، ثم جوجل، هل هو مقتبس عن أحداث حقيقية!