بعد اعتقال التركي عدنان أوكتار، الذي يصف نفسه بأنه داعية إسلامي، وعددٍ من أفراد منظّمته، تستمر الحقائق بالظهور يوماً بعد آخر، خصوصاً حول "قطط أوكتار" أو النساء اللواتي كن يظهرن معه، لتكشف عن واحدة من أكبر المنظمات الإجرامية التي تغلغلت في المجتمع التركي.
عائشة بارس، واحدة من أهم عضوات المنظمة، وكانت من الأشخاص الذين يعتبرون اليد اليمنى لأوكتار في إدارة منظمته، إذ كانت المسؤولة الوحيدة عن كل ما ينشر على التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.
اعتُقلت عائشة ضمن حملة الاعتقالات التي شنَّتها القوات الأمنية التركية، في إطار عملية أمنية انطلقت فجر الأربعاء 11 يوليو/تموز 2018، في 4 ولايات، بينها إسطنبول، للقبض على الرجل و234 من أتباعه، على خلفية تهمٍ مختلفة.
ووفقاً لما جاء في صحيفة سي إن إن تورك، فقد اعترفت عائشة بمعاملة أوكتار لـ "القطط"، الذي اعتاد على الظهور وهن بجانبه، ووصفت معاملته لهن بمعاملة الجواري.
معاملة مهينة
قالت عائشة إن النساء اللواتي يطلق عليهن لقب القطط، أو "قطط أوكتار" تعرَّضن لمعاملات مهينة، إذ كانت كاميرات المراقبة ترصد جميع تحركاتهن على مدار 24 ساعة متواصلة.
وأشارت إلى أنه أثناء بثّ البرنامج الذي كان يظهر وهن يجلسن حوله، كانت أي واحدة منهن تتصرف بطريقة لا يفضلها، أو تظهر بتعابير وجه متجهّمة ولا تُظهر له الحب، كانت تخضع للتعذيب المهين بعد انتهاء البث، وكان يقول عنها إنها "تبكي من شدة الحب عندما تبكي من ألم التعذيب".
وأكملت عائشة، التي تعتبر واحدة من أقدم عضوات المنظمة، أن سياسة أوكتار مع العضوات كي لا يفكّرن في الهرب كانت بالإغراءات، عبر الهدايا الفاخرة والحياة المرفهة من مجوهرات وثياب وغيرها.
الإغراء والزواج
وعن علاقته مع النساء، قالت إنه كان يتزوجهن بعقد نكاح ديني، أو باعتبارهن جواري ملكاً له.
وأشارت إلى أنه كان يتم إغراء الفتيات الصغار حديثات الانضمام للمنظمة بالهدايا الثمينة والحياة المرفّهة، إذ كان يوجد بالمنظمة رابطة اسمها رابطة الصغار والشباب، وكانت مهمتها حديثي الانضمام.
وفي وصفها لمعاملة أوكتار للنساء تقول إن عدنان أوكتار كان يجلس وحوله 10-15 امرأة ويبدأ بالتأمل فيهن، ثم يقول لإحداهن مثلاً، أنتِ نظراتك لا تعجبني، تعالي إلى أمامي، وما إن تجلس أمامه حتى يقوم بصفعها أو ركلها، أو وضع الرأس على الأرض، أو بالرمي من مكان إلى آخر، أو بصبّ الطعام الذي أمامه على الرأس، وأخرى يطلب المقص ويقوم بقص شعرها بيديه".
مقابلة الأهل محظورة
كان من المحظور على القطة أن تلتقي بأي فرد من أفراد عائلتها، بعد انضمامها إلى المنظمة، تشير عائشة إلى أنها لم تلتق بأمها سوى مرتين إلى ثلاث منذ انضمامها لمدة 30 عاماً، وكان ذلك برفقة مرافق لا يتركهن لحظة واحدة منفردات.
أكثر شيء كان يحبه أوكتار هو إطاعته وعدم مخالفته، وكان يقول عمّن يخالفه ولا يطيعه منافق ومذنب.
وقالت إنه لم يكن يثق بأحد، لدرجة أنه أثناء البثِّ كان لديه تحت طاولة مكتبه أزرار تحكم بالصوت والإضاءة، حيث يقوم بقطع الصوت في حالات لا يريد أن يسمع بعض الكلام الذي لا يعجبه، ومتابع البرنامج يلاحظ أنه في مرات كثيرة كان ينقطع الصوت والضوء.