حصلت محطّة Sky News على مقطع فيديو يُظهِر المُنتج والمُخرج الأميركي هارفي واينستن يتصرّف بطريقة غير لائقة مع امرأة شابّة في اجتماع عمل.
وبحسب ما نقل موقع المحطّة على الإنترنت، الجمعة 14 سبتمبر/أيلول 2018، ظهر واينستن في المقطع -الذي لم يُنشر من قبل- وهو يحتضن ميليسا طومسون، التي كانت تبلغ من العمر28 عاماً حين التقت بالمُنتج، ويقوم بلمسها، ويتحدّث إليها بتعليقات جنسية.
وأشارت المحطّة إلى أن ميليسا كانت في مقر شركة واينستن بمدينة نيويورك الأميركية، في سبتمبر/أيلول 2011، لطرح خدمة الفيديو والتحليلات الجديدة التي أصدرتها شركتها التكنولوجية الناشئة. وكجزءٍ من اللقاء، كانت ميليسا تُسجِّل ما يجري.
وزعمت ميليسا أن واينستن اغتصبها بعد ذلك بساعات، في فندق على مقربة من موقع الشركة، أما واينستن فينكر من جانبه أي تواصل جنسي بغير رضا السيدة الشابة.
وفي لقاء مع محطّة Sky News، قالت ميليسا إنها وصلت أوّلاً إلى مقر شركة واينستن، وتوقّعت إجراء اجتماع مع الفريق التسويقي.
وبدلاً من أن تمضي الأمور بحسب التوقّعات، أظهر المقطع، الذي نُشِر مؤخراً، واينستن يصل بمفرده، قائلاً لأحد الموظّفين بالقرب من الباب الذي أحكم إغلاقه "لا تُزعجونا".
ومدّت ميليسا يدها للمصافحة، أمّا واينستن فقد أزاح يدها جانباً واحتضنها مُحرّكاً يده أعلى وأسفل ظهرها، وقال هامساً "هذا لطيف، فلنبقِ عليه".
وجلس واينستن وسألها "إذاً.. هل يُسمح لي بمغازلتك؟"، وردّت ميليسا قائلة: "مم.. دعنا نرى، قليلاً".
وفي بعض اللحظات التي ظهرت بالمقطع، ظهر واينستن مُعجباً ومُهتماً بالمُنتج الذي تعرضه ميليسا، وناقش الاثنان الإمكانيات والتطبيقات ببعض التفاصيل.
وقال المُنتج الأميركي: "واو، حسناً.. أنا سأستعين بخدمتك في فيلم Marilyn Monroe، بإمكانك التوقيع معي، أخبري رئيسك".
وحين قدّمت ميليسا المقطع لمحطّة Sky News، قالت: "الآن أرى أنه يحاول، بكل الطرق التي يستطيعها، أن يأخذني في مساحة من الراحة ثم عدم الراحة والحيرة والضعف، ويعلم أنه في موضع قوّة في حين أنني لست كذلك، وأنني في حاجة لإبرام هذا الاتّفاق معه، وفي يده القوّة لمنحي ذلك.
أنا أعتقد أنه كان يؤدّي لعبة القط والفأر من البداية ليرى إلى أي مدى بإمكانه دفعي نحو ذلك، وكيف ستكون ردّة فعلي، كي يتمكّن من قياس كيفية العبث بي ومواطن قوّتي وضعفي".
وفي بعض اللحظات، بدت ميليسا مُرتبكة وفقدت تسلسل أفكارها بينما تحاول استكمال عرضها.
لكن كانت هناك أيضاً لحظات تبادل فيها الطرفان التواصل بالطريقة نفسها، شاركت فيها ميليسا واينستن في تصرّفاته، حيث أمالت جسدها نحوه، وكانت تلمس أو تداعب كتفه وذراعه، وتردّ على تساؤلاته بِشأن حياتها الشخصية.
وفي إحدى لحظات تواصلهما، كانا يتحدّثان عن منصّة الفيديو التي تطرحها ميليسا، وقالت له: "البيانات مثيرة جدّاً، صحيح؟"، وردّ عليها هارفي قائلاً "إنها مثيرة، وأنتِ مثيرة".
ثم مدّ المُخرج والمُنتج الأميركي يده أسفل المنضدة، وهو ما لم تُظهره الكاميرا، وبحسب رواية ميليسا، فقد مَرَرَ يده على ساقها من تحت ثوبها.
وقال في الفيديو: "دعيني أنال جزءاً صغيراً منك. امنحيني إيّاه، هذا جيد، هل ترغبين أن تفعلي المزيد؟"، وردّت عليه قائلة: "قليلاً.. أعلى قليلاً، هذا أعلى قليلاً، هذا أعلى قليلاً".
وقد سألت المحطّة ميليسا ما إذا كانت ترى أنها كانت تُشجِّعه على سلوكه أو تُغازله، وردّت قائلة "أنا لا أعتقد أنني شجّعته عن عمد. أعتقد أنه كان هناك مزيج من الثقة والسذاجة أدّى بي إلى هذا التصرّف الذي نراه الآن، شاهدوه مرّة أخرى".
وأضافت: "في البداية، كنت أحاول أن أصدّه قليلاً، وإذا علّق، كنت أحاول أن أستوقفه، وأجعله يبدو بطريقة أكثر أماناً بقليل من الطريقة التي تحدث إلي بها. كُنت أحاول أن أتجنّب الإحراج، أحاول إدارة الموقف، ولم أكن أرغب في تدمير الاجتماع".
وتابعت: "لقد عملت في وول ستريت من قبل، وتعلّمت التجارة، وعملت في بيئة يُهيمن عليها الرجال.. واعتقدّت أنني تعاملت مع الأمر، فأنا لم ألتقِ أبداً بشخص لم أتمكّن من التعامل معه إلى أن تعاملت مع هارفي واينستن".
وفي نهاية الاجتماع، أعدّ واينستن مع ميليسا بعض الترتيبات ليلتقيا في صالة الطعام بفندق تريبيكا غراند".
وفي أحد اللقاءات، وصفت ميليسا كيف كانت تحت ضغط بشأن هذا اللقاء على الأرجح لإتمام الاتفاق. وقالت: "لقد كانت الساعة العاشرة مساءً، ولم تكن هذه دعوة للذهاب إلى غرفة فندقية، بل كانت دعوة للذهاب إلى صالة عامّة في فندق بين العديد من المكاتب، لذا شعرت بأن هذا أكثر أمناً بكثير من البقاء معه بمفردي في مكتبه".
وقالت ميليسا إن واينستن أتى إلى ساحة الفندق وطلب منها أن تتبعه، وافترضت من جانبها أنهم ذاهبون إلى غرفة اجتماعات، إلا أنها كانت غرفة واينستن الفندقية، وهناك – بحسب قولها- اغتصبها.
إذ قالت: "حين كنت أدافع عن نفسي وأبتعد عنه، كان يتحرّك إلى المكان الذي يمنعني منه، كنت أشعر بحصار دائم، مهما اتّجهت، كان يُحاصرني مراراً وتكراراً".
ويشار إلى أن ميليسا قد رفعت دعوة قضائية ضد هارفي وآخرين على صلة به ممن كانوا يعرفون ما يجري، واشتملت دعوتها على الاجتماع المُسجّل، وحادث الاغتصاب الذي زعمت وقوعه.
من جانبه، قال بنيامين برافمان، محامي هارفي: "العديد من الصحفيين المُحترمين والأفراد الجديرين بالثقة قد شاهدوا المقطع كاملاً، الرأي الذي يشاركونا إياه هو أن الفيديو -حين يُنظر إليه بشكل كامل في سياقه وليس مقتطفات مُختارة- يدل على أنه لم يكن هناك شيء إجباري، بل كانت مغازلة عارضة -إن لم تكن مُحرجة- من كلا الطرفين".
وتابع قائلاً: "أي شيء أدنى من ذلك يهدف إلى تشويه صورة واينستن، بل وحتّى استغلاله"، ثم ردّ على اتهام ميليسا قائلاً: "لقد دبّرت ميليسا الأمر لتعزيز موقفها في دعوة مدنية تهدف إلى الحصول على المال".
وأضاف: "هذه محاولة أخرى لإدانة واينستن على الملأ من أجل مكاسب مالية، ولن ندافع عن هذا.. فالحقائق مُهّمة".
هذا، وأشار موقع Skynews البريطاني إلى أن المؤسسة الإعلامية لم تدفع لميليسا أموالاً نظير الفيديو، وهي لم تطلب أيضاً.
كما يشار إلى أن العشرات من النساء قد اتهمن المُخرج والمُنتج الأميركي بالتحرّش والاعتداءات الجنسية.