انتقد الفنان السعودي ناصر القصبي، إطلاق قناة العربية اسم "هذا حسينوه" على فيلم وثائقي يروي حياة وسيرة الفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا في ذكرى مرور عام على رحيله.
وقال القصبي، في تغريدة عبر حسابه الشخصي في تويتر، إن اختيار اسم الوثائقي لا يليق بتاريخ الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا الذي كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالقصبي، وشارك معه في عدة أعمال فنية، أبرزها بطولة مسلسل "أبو الملايي" فضلاً عن مشاركته في حلقة "قلب أوبي"، بمسلسل سيلفي 3 قبل عامين.
مع كامل الأحترام لقناة العربيه على هذا المجهود الجميل ولمسة التقدير للراحل الكبير ولكن التحفظ على العنوان (هذا حسينوه)
خفة لا تليق بتاريخ عبدالحسين عبدالرضا https://t.co/opbCYeH926— ناصر القصبي (@algassabinasser) August 11, 2018
وتفاعل مدير عام قناة العربية تركي الدخيل مع تغريدة القصبي، ورد عليه بالقول إن العنوان مناسب ولا يقلل من الراحل؛ كون لقبه الأشهر "حسينوه"، وإن الفيلم سعى لتقديم صورة الفنان البسيط.
#هذا_حسينوه في #العربية نحترم وجهة نظر النجم الكبير أبو راكان القدير، ونعتقد أن العنوان مناسب، وهو لا يقلل من الراحل، فلقبه الأشهر "حسينوه"، وبه أحب لبساطته، ولذلك سعي الفيلم لتقديم صورة الفنان البسيط.
فجاء الاسم ليشير إلى ان هذا هو فنانكم الذي احببتموه. حسينوه حبيبكم ومسعدكم.— #تركي_الدخيل (@TurkiAldakhil) August 12, 2018
ووافق العشرات من المغردين الغاضبين الفنان القصبي برأيه، مؤكدين أن عنوان الوثائقي غير لائق بمكانة الفنان الراحل الكبيرة.
#هذا_حسينوه مثلا ماله علاقه لا بالسياسة ولا بالاقتصاد ومكانه الطبيعي mbc وليس في العربية
— Mashhour | مشهور (@MashhourII) August 12, 2018
عبدالحسين عبدالرضا نعتبره هرم خليجي وتسمية البرنامج لا تليق بتاريخه ..
إختيار الإسم غير موفق ..هذا بوعدنان!! #هذا_حسينوه— عبير الجلال (@AL_JALAL2000) August 12, 2018
مخرجة الفيلم: هذا سبب اختيارنا لاسم "هذا حسينوه"
بعد تعليق مديرها العام بساعات قليلة، استضافت قناة العربية مخرجة وكاتبة سيناريو الفيلم دعاء الأشقر؛ لتدلي بتعليقها على سبب اختيار اسم "هذا حسينوه" للفيلم، ما عرّض القناة لانتقادات كثيرة، خاصة أن عبدالرضا هو أول فنان عربي تصنع قناة العربية فيلماً وثائقياً مطولاً عنه بسبب تاريخه الفني الكبير.
وأوضحت الأشقر أن "حسينوه" هو اسم الشخصية التي لعبها الفنان الراحل في مسلسل "درب الزلق"، والتي مثلت أكبر نجاح له في مسيرته، إذ كان هذا المسلسل واسع الانتشار ووصل لبيوت كل الناس، وكانت شخصيته فيه محبوبة وسيطرت على قلوب الخليجيين والعرب عامة، فكان أكبر نجاح على الصعيد المهني.
أما على الصعيد الأخلاقي، فقد أجمع كل من عرفوا الفنان على حُسن خُلقه، وشعرنا أن حسينوه سيجمع بين بساطته وتواضعه وعظمته الإنسانية وأخلاقه ونجاحه الفني تقول الأشقر، موضحة أنه "كان بإمكاننا اختيار أي اسم مثل ملك الكوميديا، إمبراطور الضحكة، صانع الابتسامة، لكننا حاولنا أن نعكس جانباً لا يعلمه الناس عن عبدالرضا فقد كان يقال إنه عصبي وشديد وصعب، لكن الحقيقة أنه إنسان بسيط جداً وحاولنا عكس هذا الجانب".
وأشارت إلى أن "هذا حسينوه أتى من هذا سيفوه، وهي مسرحية كان عليها جدل كبير جداً تعرض بسببها لمحاكمات ومضايقات، وأخذ بسببها حكماً قضائياً وصدرت شائعات بأنه سيعتزل العمل المسرحي والدرامي"، مؤكدة أن عائلته لم تعترض على اسم الفيلم، بل قدمت له الدعم الكامل، وفتحوا أرشيفه وأعماله وحكاياته.
سبب تسمية فيلم #هذا_حسينوه الذي أثار جدلا pic.twitter.com/3S7jgEpx8B
— قناة العربية (@AlArabiya) August 12, 2018
مَن هو عبدالحسين عبدالرضا؟
يعتبر عبدالحسين المولود في 15 يوليو/تموز 1939 من رواد الفن الكويتي والخليجي، ووقف على المسرح لأول مرة في مسرحية "صقر قريش" عام 1961، واستمر بالتمثيل حتى عام 2017 حيث كان آخر ظهور له في مسلسل "سيلفي 3" رفقة الفنان ناصر القصبي.
كما اشتهر بالعديد من الأعمال الفنية التي لعب دور البطولة فيها، أبرزها "العافور، سواها البخت، سيلفي 3، أحلام الزرازير، مول الهوايل، رُفعت الجلسة، الأقدار، درب الزلق، قاصد الخير".
وتجاوز عدد أعماله الفنية المئة عمل فني، بينها أكثر من 33 مسرحية، أشهرها "باي باي لندن" و "سيف العرب" بحسب موقع السينما كوم.
ذكريات ابنته معه
الدكتورة منى عبدالرضا، ابنة الفنان عبدالحسين، أكدت أنها تفاجأت وأسرتها بعد رحيل والدها بحجم المساعدات التي كان يقدمها دون أن يعلم أحد عنها، مشيرة إلى أن والدها كان شخصاً حريصاً على مستقبل أبنائه، وقد عاقبها بعدم الحديث معها لعامين بسبب عدم حصولها على شهادة الطب من جامعة بألمانيا عام 1984، ما دفعها للاجتهاد من جديد والابتعاث لأميركا لنيل درجة عليا في الصيدلة.
وأشارت منى، خلال الوثائقي، إلى أن والدها كان يتصفح الصحف اليومية، وإذا قرأ عن وفيات يطلب من سائقه الخاص أن يأخذه إلى العزاء، سواء كان يعرف المتوفى وأهله أو لا يعرفهم، مستشهدة بقيامه بزيارة المرضى المنومين في المستشفى الذي كان فيه بلندن لإدخال السرور على قلوبهم رغم متاعبه الصحية.
تأثّره بالغزو العراقي لبلاده.. وتقمّصه لشخصية صدام حسين
اشتهر الفنان عبدالرضا بتقمصه لشخصية الرئيس العراقي الراحل المسؤول عن غزو الكويت صدام حسين بسخرية لاذعة، وما زالت مقاطع الفيديو الخاصة بتقمصه لشخصية صدام تحظى بمشاهدات كبيرة رغم قدمها نسبياً.
فتحرر الكويت من الغزو العراقي كان في 26 فبراير/شباط 1991، وقد جسَّد عبدالحسين ذلك في مسرحيته "سيف العرب" التي عرضت عام 1992 وتقمص فيها شخصية صدام حسين، ما عرضه لمحاولة اغتيال عبر استهدافه وهو في سيارته برصاص أحد القناصة، إلا أنه استمر في عرض المسرحية دون أن يرهبه ذلك.
ويروي بشار عبدالرضا نجل الفنان تأثر والده أيام غزو الكويت في أغسطس/آب 1990، إذ قال في يوم من أول أيام الغزو إنه حسبه قد قتل "حسبتك شهيداً"، فقد تمنى أن يقدم فلذة كبده قرباناً لوطنه.
بشار عبد الحسين أشار إلى أن القوات العراقية كانت تبحث عن أبيه، كونه شخصية معروفة، وصاحب تأثير ومواقف وطنية ثابتة، ولذا حذره أهله وأحبابه، وأرادوا العمل على إخراجه من الكويت، إلا أنه كان يرفض، وينظر إلى المنطقة والحي الذي ولد فيه، ويجيبهم: "إذا كنت راح أموت، أريد أموت هنا بس مو برَّه".
وكان الفنان الكويتي توفي بعد إجراء عملية جراحية في القلب نتيجة تعرضه لجلطة حادة في 11 أغسطس/آب 2017 في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن؛ حيث كان يتلقى العلاج، بحسب "العربية نت".
اقرأ أيضاً