في ساحة فنّية في تل أبيب، اُفتتح يوم الخميس 12 يوليو/تموز 2018، معرضٌ فنّي باسم "فن عربي مسروق" ليشمل أعمالاً لفنانين عرب رفضوا عرض أعمالهم في إسرائيل. مما أثار انتقادات تقول إنه من غير الأخلاقي أن تُعرض أعمال فنّية دون موافقة أصحابها.
وبحسب ما أوردت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الجمعة 13 يوليو/تموز 2018، يعرض مركز "1:1 للفنون والسياسة" جنوب مدينة تل أبيب أربعة أعمال فيديو فنّية لأربعة فنّانين عرب لا يتعاونون مع إسرائيل لأسباب سياسية وأيديولوجية. وذلك دون عِلم أو موافقة الفنانين الذين لم تُنسب إليهم أعمالهم ولم تُذكر أسماؤهم في إعلان المعرض ولا في ساحة العرض نفسها.
مشروع فني قائم على المسروقات
ويرى القائم على المعرض، عمير كريغر، الأمر باعتباره موقفاً سياسياً وفنّياً، حيث قال: "هذا المعرض مشروعٌ فنّيٌ، إنه نوع من العروض".
وأضاف أنه "يطرح تساؤلات عما يُمكن فعله من خلال الفن، ومن خلال المؤسسات الفنّية، وكيف بإمكانك العمل مع القانون، ومع الحقيقة، ومع الاتفاقيات السياسية، ومع حملات مثل BDS – الي تنادي بمقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها – ومع الحكومة الإسرائيلية. إنه نوع من الفن العام".
ويشير كريغر إلى أن فكرة المعرض هي وليدة محاولات إقامة معرض بموافقة الفنّانين، في حين أنهم إما يتجاهلونه أو يرفضون. وقال "عندما فتحنا هذا المركز، نظّمنا معرضاً لفنّان شاب في غزّة أتواصل معه منذ سنوات طويلة. ولكن، في اللحظة الأخيرة، وخوفاً على حياته، قرر ألا يفعل ذلك".
وأضاف قائلاً "أنا أتفهّم أن هناك حاجة لحدوث نقلة نموذجية، فالناس يعيشون فقط في خوف".
وأثار المعرض جدلاً كبيراً على الساحة الفنّية داخل إسرائيل، ودعت مجلّة "توهو" الإسرائيلية على الإنترنت إلى "عدم التعاون مع هذا الحدث الدنيء ومنظميه"- حسبما نقلت Haaretz.
أن تكون لصاً وتفخر بذلك
وتواصلت الفنّانة الفلسطينية رائدة آدون ببعض الفنانين الذين تعتقد أن أعمالهم مشمولة في المعرض. وقال لها أحدهم أن هذا الفعل "شرّير للغاية.. ومُضحك". وكتب آخر: "ما الفكرة في أن تكون لصّاً وتفتخر بذلك؟ هذا لن يُغيّر شيئاً، فجميع الفنانين، بما فيهم أنا، نرفض عرض أعمالنا في إسرائيل، وهم فقط رسّخوا حُجّتنا".
ليس خبراً ساخراً، ولكنه إخفاق أخلاقي
وبحسب رائدة، يُعد هذا إخفاقاً أخلاقياً. حيث قالت: "أنا أقول ذلك بصفتي فنانة، وليس فقط بصفتي امرأة عربية. إنه من غير الأخلاقي ألا تطلب موافقة الفنان؛ فالأمر كما لو أن شخصاً يأخذ عملي الفنّي المصوّر ويضعه في مستوطنة يهودية (بالضفة الغربية) دون عِلمي أو اسمي. وإذا تسبب أحد الحمقى في أن يأذن الفنانون بذلك سرّاً، فهذا يكفي لتدمير حياتهم المهنية. الإسرائيليون يأخذون كل شيء باستخفاف، إلا أن الأشياء ليست دائماً بهذه الخِفة والسهولة".
كما أعقب الإعلان عن المعرض ردود فعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فقال أحد المستخدمين "هذا ليس خبراً ساخراً.. معرض إسرائيلي يُنظم فعالية فنية باسم "فن عربي مسروق" دون علم الفنانين أو موافقتهم".
Not The Onion: An Israeli gallery has a new exhibit called "Stolen Arab Art," with works presented "without the artists' knowledge or consent." https://t.co/lfLtrvMg5Y
— Gregg Carlstrom (@glcarlstrom) July 14, 2018
الصهاينة مسوين معرض لمنتجات فنية عربية، وماسحين أسماء الفنانيين، ويقولون ببجاحة إن هالمنتجات مسروقة وتعرض بدون إذن وموافقة أصحابها. طيب ليش تسرقون يا صهاينة؟
والله عشان يعترفون بنا العرب.
فيه شي غريب بتفكير الصهاينة يقنعهم إن العرب بيحبونهم إذا سرقوا أراضيهم وأكلهم وثقافتهم. https://t.co/BWHDtujz4g— سلطان العامر (@sultaan_1) July 13, 2018
ازالة الأسماء وتسميته "فن عربي مسروق" تذكير للمحتلين بان هنالك عالما عربيا كاملا يوجد حولهم، وان العرب بشر واصحاب ثقافة وابداع وفن لكنهم يرفضون الاعتراف بالاحتلال.
وهي رسالة جيدة للمحتلين برايي المتواضع.
— أحمد الهاشمي (@ahmadh) July 13, 2018
ولم يكن كريغر مندهشاً من النقد، ولكنه أشار إلى أن ردود الفعل لم تكن كلّها سلبية؛ وقال "لقد منحتني فنانة فلسطينية كبيرة أُحبها الكثير من الإشادة، وقالت إنها أُلهِمت بذلك المشروع".
وأسماء الفنانين سرية
ويقول كريغر إنه يأخذ على محمل الجد احتمالية تسبب ذلك المعرض للفنانين في أذى أو تعريضهم للخطر. وأضاف: "إن ذلك هو شغلنا الشاغل الوحيد، وقد استشرنا محامين- محليين ودوليين- لفهم جوانب الخطر. وعنوان المعرض يوضّح أنه لا توجد أي موافقة هنا.. وأن الأعمال مسروقة. وهو عمل عدائي إسرائيلي، وهو أيضاً السبب وراء عدم إعلاننا أسماء الفنانين".
واقرأ أيضاً..
هدنة مخروقة.. إسرائيل تقصف مواقع في غزة بعد الاتفاق على تهدئة، ومناورات لاحتلال القطاع