قبيل شهر رمضان انتشرت في شوارع دمشق إعلانات تدعو المارة لمتابعة قناة تلفزيونية جديدة، ستحمل اسماً جديداً وهو "لنا"، بالإضافة إلى أنها ستعرض عملاً روَّج صُناعه له كثيراً، ألا وهو "الواق واق".
تلقَّف الكثير من المشتغلين في الحقل الدرامي الأمر، وروجوا لمحطة محلية قد تتمكن من إنقاذ ما تبقى من الدراما السورية، وقد تنجح في فكِّ الحصار عن أعمال كثيرة، لكن البداية التي جاءت بها "لنا" لم تحمل الكثير من التفاؤل، وصدمت المتابعين الذين كانوا يترقبونها، بخطأ وقعت فيه حين كرَّرت الحلقة الأولى من المسلسل ثاني أيام رمضان، ولم تُصدر القناة حتى اليوم تفصيلة واحدة بشأن ما فعلت في ثاني أيام عرض المسلسل.
الشركة المؤسسة تعتذر
شركة إيمار الشام، وهي الشركة المؤسسة للقناة اعتذرت عن الخطأ الذي وقعت فيه "لنا"، الأمر الذي علق عليه منصور الديب (صحفي) قائلاً "القناة لم تقدم شيئاً عن نفسها، ولم يصدر أي بيان من مؤسسيها عن غايتهم ورؤيتهم، كنت ممن طالبوا بعقد مؤتمر صحفي أو بيان للتعريف بماهية القناة، لكن الأخيرة تجاوزت التعريف لتقدم نفسها مباشرة مع بداية شهر رمضان المبارك، من خلال عرض 10 مسلسلات سورية، ليس بينها سوى عملين جديدين من إنتاج 2018، هما الواق واق -إنتاج شركة إيمار الشام مالكة القناة- وروزنا".
ويضيف الديب: "وبالرغم من الأمل الذي رافق نشر خبر إطلاق المحطة، إلا أن هذا الأمل تلاشى مع غياب أي منهجية واضحة أعلنت عنها المحطة، فهل هي ستستمر في عرض المسلسلات أم ستتوقف بعد رمضان، وهل ستكون هناك برامج أم لا، وما هي المعايير الموضوعة للمسلسلات المعروضة، وهل ستدفع القناة مبلغاً مجزياً لقاء عرض هذه الأعمال، أم ستكون محطة جديدة ضعيفة لا تستطيع أن تقدم ما يساعد على سد الفجوة بين سعر التكلفة وسعر العرض".
مطلب منتظر
في السنوات الأخيرة، وحتى قبل الأزمة، طالب صناع الدراما بتأسيس قنوات خاصة سورية تشتري إنتاجهم، بدلاً من اضطرارهم لبيع ما يصنعونه لمحطات عربية، تتحكم بها مصالح سياسية واقتصادية. يقول الصحفي وسام كنعان، إنه ومنذ بداية ترنح صناعة الدراما السورية، أكدوا عبر كل ما يتاح لهم من منابر إعلامية، أن الحل من خلال العمل على افتتاح سوق عرض فضائية داخلية، تساهم في شراء المواد الدرامية ذات المستوى الجيد، وتتمكن من تدوير رأس المال وإعادته للمنتجين بعد بيعهم الأول، على أن يكون ذلك بمثابة حماية حقيقية لمكانة المنتج السوري وسعره على الفضائيات العربية، فما إن يعيد المنتج ثمن مسلسله من المحطات الداخلية حتى يفرض نفسه بقوة وبشروط متزنة على كل المحطات العربية، ويستشهد بالتجربة المصرية.
ويؤكد الفكرة ذاتها الديب، وهو صحفي متخصص بالدراما، إذ يرى أنه كان من الطبيعي تلقي خبر تأسيس وإطلاق مثل هذه القناة بالكثير من التفاؤل، خاصة أن طلبات المنتجين السوريين ومنذ فترة طويلة كانت استحداث قنوات تلفزيونية لعرض الدراما السورية، وكان الحل الوحيد هو إطلاق قناة تعرض هذه المنتجات الدرامية.
وعن تقييمه لتجربة القناة الناشئة، يوضح كنعان، أن المحطة اختارت لانطلاقتها تقديم بث حصري لمسلسل الواق واق "وهذا ذكاء"، على حد وصفه، مضيفاً أن حالة البذخ الإنتاجي الواضحة كان يلزمها شيء من المواكبة الإعلامية، والتخطيط التسويقي اللازم. ويستدرك: "عموماً لا يمكن لنا أن نقول أي شيء أو نطلق أحكاماً إلا بعد مضي مئة يوم على انطلاقتها كحد أدنى، دون أن نخفي فرحتنا ببدء بثها وأمنياتنا لها بأن تكون منبراً سورياً محترفاً، يصل لكل العالم، ونبتعد عن التشاؤمية وفكرة أنها مخيبة للآمال!".
أعمال قديمة
مَن يتابع إعلانات القناة التي تبث من لبنان، يلاحظ وجود كم كبير من المسلسلات السورية القديمة، التي ترجع غالبيتها لما قبل الأزمة بسنوات، وهي أعمال يرى أصحاب القناة بأنها تمثل درر الإنتاج السوري، إذ قدموا "غزلان في غابة الذئاب"، "يوميات مدير عام"، وغيرهما. وعن هذه النقطة ومدى تأثيرها على تقديم القناة بقوة علق كنعان: "نحن نصاب يومياً بحالة حنين لدمشق قبل العاصفة! وغالباً فإن العودة لشوارع مدينتنا، وتفاصيل حياتنا قبل الكابوس، حالة صحية ومطلوبة، ربما لن تحظى بمنافسة الأعمال الجديدة، لكنها ستذكرنا بالمجد القريب الذي صنعناه، وستحرّض الحنين والمتعة بماضٍ نعتقده جميلاً".
تعرض قناة "لنا" الفضائية الخاصة مسلسلات سورية قديمة في شهر رمضان.وبحسب ما نشرته مواقع فنية محلية ومنها "دراما نيوز"…
Posted by محطة لنا السورية on Tuesday, May 15, 2018
ويتوقع المتابعون أن عرض المسلسلات السورية في منبر خاص سيخلق حالة تنافسية، تنعكس بشكل إيجابي على الإنتاج المحلي السوري، على مستوى الإنتاج والعرض.