“1980 وإنت طالع” أول عمل درامي على يوتيوب، العمل كلّفهم 2000 دولار وخالي من الإعلانات 

تشعر بالملل من المطِّ والتطويل في المسلسلات الرمضانية، بسبب محاولة صناعها تقديمها في 30 حلقة؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/02 الساعة 11:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/02 الساعة 11:59 بتوقيت غرينتش

هل تنسى أنك تشاهد مسلسلك المفضل بسبب طول فاصل الإعلانات؟

تشعر بالملل من المطِّ والتطويل في المسلسلات الرمضانية، بسبب محاولة صناعها تقديمها في 30 حلقة؟

تستفزك تكاليف الأعمال الدرامية وأجور النجوم؟

يبدو أن هناك مَن استمع إلى شكواك.

فبعيداً عن سطوة شركات الإنتاج والمعلنين وقنوات التلفزيون، قرَّر شباب فريق العرض المسرحي "1980 وإنت طالع"، تأليف وإنتاج أول مسلسل مصري، وطرحه على اليوتيوب، تحت اسم "سجن اختياري".

الفريق أراد تقديم عمل درامي متحرّر من الهوس الإعلاني، أو المحتوى الذي يحمل الكثير من أساليب المط والتطويل في المشاهد الدرامية، التي تكون غير متسقة مع السياق الدرامي للعمل الفني، من أجل تلبية شروط الموسم الرمضاني.

الدافع: التمرد على شروط الشركات الكبرى

قرَّر المؤلف والمخرج محمود جمال الحديني، استغلال القدرات والمواهب الشخصية لأعضاء فرقته المسرحية، وعدم التقيّد بشروط العمل مع شركات الإنتاج الكبرى، وقام بمساعدة من أعضاء الفرقة، بتأليف وكتابة حلقات مسلسل "سجن اختياري"، الذي يتألف من 9 حلقات فقط، مدة الحلقة الواحدة 20 دقيقة.

يقول الحديني لـ"عربي بوست"، إن الهدف من تقديم مسلسل خاص بالفرقة وطرحه على قناة اليوتيوب يعود إلى الرغبة في عدم الانسياق وراء شروط شركات الإنتاج الكبرى، التي تتطلب أن يكون المسلسل 30 حلقة، يذاع طيلة أيام شهر رمضان، ونحن نريد أن نقدم الرسالة الخاصة بالعمل، دون التقيد بعدد حلقات أو حتى مدة الحلقة الواحدة نفسها.

عدد الحلقات: أقل من المعتاد ولكن النتيجة الدرامية أفضل

وعن قلة عدد حلقات "سجن اختياري"، أكد الحديني أن الهدف من المسلسل هو إيصال الصراع النفسي والإنساني الذي يعاني منه الإنسان، والتطرق إلى جوانب خفية في النفس البشرية، دون التطويل أو المط الذي قد تمتاز به الأعمال الدرامية المقدمة على بعض القنوات، لذلك فإن الجرعة الدرامية المكثفة كانت الهدف الأساسي الذي سعى إليه فريق العمل من البداية.

وأضاف الحديني أنه خلال تسعة أيام فقط استطاعوا إنهاء تصوير المسلسل، والمكون من تسع حلقات فقط، مدة كل حلقة 20 دقيقة، مشيراً إلى أن عدد حلقات "سجن اختياري " يعتبر أقل مما اعتاد عليه المشاهد العربي، لكنه موجود في بعض دول العالم.

التوقيت: قرار عرضه في رمضان جاء بالتصويت

قرار طرح المسلسل في شهر رمضان الذي يمثل ذروة الموسم الدرامي كان محفوفاً بالمخاطر، ويبدو أنه كان رهاناً على موقف المشاهدين الغاضب من الإعلانات.

ويقول المخرج إن مسألة طرح العمل للعرض خلال شهر رمضان، خضعت للتصويت من قبل أعضاء الفرقة، الذين فضّلوا استغلال إقبال المشاهدين على اليوتيوب لمشاهدة الأعمال الدرامية الخاصة برمضان، بعيداً عن "هوسة" الإعلانات، حسب تعبيره، مؤكداً على أن العمل سيحظى بالفرصة المناسبة للعرض بعد شهر رمضان.

وقال إن المسلسل استطاع حصد أكثر من 25 ألف مشاهدة على قناة اليوتيوب الخاصة بنا، وهو رقم لا بأس به في ظل المنافسة الشرسة بيننا وبين شركات الإنتاج أو القنوات التلفزيونية، ونأمل أن ترتفع نسبة المشاهدة بعد انتهاء شهر رمضان الكريم.

واعتبر "الحديني" أن الحديث عن تقديم تجارب أخرى مماثلة لـ"سجن اختياري"، سابق لأوانه، حيث إنهم حالياً في مرحلة جس نبض المشاهد حول العمل الذي يتم تقديمه حالياً، وعندما تنتهي التجربة سيقوم أعضاء الفريق بحصر النتائج الخاصة بها، ثم اتخاذ القرار بتكرار التجربة أم لا.

القصة: التضحية من أجل الصديق حتى بدخول السجن

يحكي "سجن اختياري" عن عودة أحد الأشخاص من السفر، ولقائه بمجموعة من أصدقائه بعد غياب سنوات، ثم عرضه للعبة عليهم، يطالبهم خلالها بالسجن بدلاً منه مقابل الحصول على مبلغ مالي كبير.

المسلسل تشويقي، ويركز على الجانب النفسي، حسب المخرج الذي يقول إن "الجمهور يحب هذه النوعية ويتفاعل معها، ونحن متأكدون بإذن الله بعد الانتهاء من الحلقات يكون رد الفعل مرضياً لنا".

يعرض المسلسل على ثلاث حلقات أسبوعياً، أيام "الأحد والثلاثاء والخميس"، على أن تكون آخر حلقة يتم عرضها يوم 20 رمضان.

الإنتاج: المعدات بالإيجار والأجور على باب الله

في منزل أحد الأصدقاء تم التصوير، هكذا يخبرنا الفنان عاصم رمضان، أحد أعضاء فريق 1980 وانت طالع، وأحد أبطال المسلسل.

 وذكر أن تكلفة إنتاج المسلسل بلغت 33 ألف جنيه، أي حوالي ألفي دولار أميركي فقط، تم إنفاقها على تأجير معدات الإضاءة والصوت التي لم تكن متوفرة لديهم، إضافة إلى بعض النثريات المتعلقة بصرف بدلات مادية كأجور لبعض الفنيين، الذين تم الاستعانة بهم من الخارج.

وأشار إلى أن فريق العمل اعتمدوا على أنفسهم فى عملية الإنتاج، ولم يتم اللجوء إلى أي شركة إنتاج، كما لم تكن هناك أي أجور خاصة بفريق العمل.

وعن دوره في العمل، أشار "رمضان" إلى أنه يقوم بشخصية "عمرو"، أحد الصحفيين الذين يعملون في إحدى الجرائد الخاصة وقت الثورة، وتبدأ أحواله المادية في التدهور بعد حالة الركود التي تصيب المجتمع المصري، ويعاني من عدد من المشكلات النفسية، ويلجأ إلى مجموعة الأصدقاء الذي ابتعد عنهم قليلاً بسبب ظروف عمله.

وشركات الإنتاج: بدأت تهتم بعد بداية العرض

عروض عديدة تلقاها فريق العمل من شركات الإنتاج، حسب رمضان.

لكنها كانت لديها شروط تتعلق بمدة الحلقة وعدد الحلقات، وشركات أخرى كانت ترغب في الحصول على الشهرة، من وراء أنها أول شركة صاحبة أول مشروع فني ديجيتال في مصر.

ويقول: كانت هذه الشركات ترغب فى إتاحة الفرصة لعرض المسلسل على القناة الخاصة بها، إلى جانب قناة اليوتيوب الخاصة بِنَا.

ولكن الفريق رفض، لأن هدفهم هو امتلاك أول مشروع فني ديجيتال يعرض على الإنترنت.

تحميل المزيد