عاتبه فنانون على دعم مطربين عرب وأجانب فمنعهم الغناء في الجزائر .. وزير الثقافة :”راجعنا حساباتنا”

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/19 الساعة 12:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/19 الساعة 12:35 بتوقيت غرينتش

مهرجانات الجزائر بلا أسماء عربية وأجنبية والشركات الخاصة ستحرق جيوب المواطنين

"يُمنع ويمنع ويمنع على المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة جلب أي فنان عربي أو أجنبي إلى مختلف الفعاليات والمهرجانات المنتظمة بالجزائر"، بهذه الجملة بدأ وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الحديث عن ملف الفنانين العرب والأجانب وعلاقتهم بالمهرجانات الجزائرية في أحد اللقاءات التلفزيونية.

ويمتد المنع حسب الوزير، حتى وإن كان جلب الفنان من ممولين ورجال أعمال، لأن ذلك حسب ما صرّح "يدخل في إطار تهريب العملة الصعبة إلى الخارج، وهو ما يضر الاقتصاد الوطني من الشق الثقافي"

"راجعنا الحسابات"

وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، اعترف بالخطأ الذي كانت تتعامل به الدولة وقطاع الثقافة مع مختلف الفنانين العرب والأجانب، والمشاركين في مختلف المهرجانات.  

وقال ميهوبي "أموال كثيرة كانت تُصرف على جلب أصوات من الخارج سواءً من دول عربية أو أجنبية، لكن هؤلاء لم يقدموا شيئاً للجزائر، وحتى الحديث عن البلد والسلم والاستقرار ينتهي عند مغادرتهم المطار".

الوزير بحسب ما صرح "عاش حرجاً كبيراً في زياراته المختلفة إلى ولايات الوطن، حين كان يُحاصر من قبل فنانين شباب، وحتى مواطنين عاديين، والسؤال المشترك دائماً هو – لماذا تصرفون الملايين على الأصوات الأجنبية وتهمشون كل ما هو محلي".

لذا يضيف "راجعنا حساباتنا، وقررنا منع التعاقد مع أي فنان عربي وأجنبي للغناء في الجزائر، حتى  وإن كانت شركات خاصة هي الممولة

ما يأخذه الفنان العربي يعادل أجر 120 مغنياً جزائرياً

وزير الثقافة أكد بأن الدراسات التقييمية البسيطة لما يُصرف من الأموال على ضيوف الجزائر من مختلف الدول العربية والأجنبية، تؤكد أن قيمة الفنان العربي تساوي أو تعادل من 100 الى 120 مغنياً جزائرياً.

وأن الأموال الطائلة التي تُصرف على فنان عربي أو أجني واحد، من قبل مؤسسات تابعة للوزارة وتفتقد كما قال "للاحترافية في التسيير، كانت كافية لكي تغطي مهرجان بكامل متطلباته".

إضافة لأن هذه الأموال من شأنها أن تنهض بالفن والثقافة الجزائرية، ومساعدة مغنين شباب دخلوا هذا الفن حديثاً".

عبد اللطيف أيرمولي إطار بوزارة الثقافة الجزائرية، أكد لعربي بوست بأن "الوزير كان حريصاً في نتائج الدراسة المنجزة، ووضع مقاربة بين ما يصرف على الفنان العربي والأجنبي".

هذه الدراسة يضيف "جاءت موازية للظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد، مع إقرار توجيه الاعتمادات التي كانت تصرف على الفنان العربي والأجانب، لبعث الفن الجزائري، وتطوير مغنيه" .

عجيب

الشابة يامينة أميرة الغناء الشاوي والسطايفي بالجزائر، قالت في تصريح لعربي بوست بأن ما جاء على لسان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عجيب جداً، ويؤكد مدى البذخ الذي كان يتعامل به مع الفنانين العرب والأجانب.

في وقت تقول يعيش فيه الفنان الجزائري أوضاع مزرية، ويحرم حتى من حقوقه في ظل التهميش المفروض عليه ، ترى يامنة أن كثيراً من الفنانين لا يشاركون أبداً في المهرجانات المحلية والسبب تُرجعه إلى انعدام الامكانات المادية في وقت تصرف الملايين على الفنانين العرب والأجانب"

معتبرة أن الحديث عن وزن الفنان العربي والاجنبي الذي يعادل 120 فناناً جزائرياً من حيث ما يتم صرفه من مبالغ مالية إهانة تكشف العقلية التي كانت تتعامل بها الوزارة مع الفنانين الجزائريين.

الأمر ذاته الذي ذهب  إليه الفنان فارس السطايفي الذي قال لعربي بوست "تصريح وزير الثقافة يعيد الأمل للفنان الجزائري، لكن في نفس الوقت يثير الاستغراب عما كان يصرف على المغنيين العرب والأجانب".

القضية.. هل حركتها فلة الجزائرية؟

يرى متابعون للوسط الفني بالجزائر بأن الفنانة فلة عبابسة المعروفة باسم فلة الجزائرية، كانت وراء تحريك ملف تعاملات الوزارة الوصية مع الفنانين العرب والأجانب.

ففي مارس/آذار 2018، أعلنت الفنانة اعتزالها الغناء بسبب ما أسمته "التهميش" وذكرت وهي باكية طريقة تعامل السلطات الثقافية في الجزائر مع الفنانين الأجانب والعرب، والتهميش للفنانين الجزائريين".

وفي 09 مايو/أيار 2018 استضافت قناة الفن المطربة فلة الجزائرية، التي أكدت تراجعها عن قرار الاعتزال "بعدما استجابت وزارة الثقافة لانشغالاتها، وتم سحب تنظيم المهرجانات من الإدارة سابقاً وربطها بالوزارة مباشرة".

وكان وزير الثقافة قد أنصف في تصريحاته فلة الجزائرية، وأكد اتصاله بها وإقناعها بالعودة إلى الغناء".

وفي السياق ذاته قالت الإعلامية مسعودة جباري في تصريح لعربي بوست، بأن "هذا الربط يؤكد تأثير تصريحات فلة سابقاً على إدارة الحفلات بالجزائر، واعتبرت أن قراراها كان سبباً في التعديلات التي أجرتها وزارة الثقافة لاحقاً"

صيف دون فن عربي وأجنبي

اعتادت الجزائر على تنظيم مهرجانين هما الأشهر في البلاد" تيمقاد الدولي، وجميلة العربي" وحرصت من خلالهما على استضافة فنانين عرب مع حضور لافت للعنصر الإفريقي والغربي.

لكن متابعين يرون أن الوزارة ستجعل صيف 2018 خالياً من الأصوات العربية والأجنبية.

وعن هذا قالت جباري لعربي بوست " كيف يتسنى لنا كإعلاميين أن نطلق اسماً دولياً أو عربياً على مهرجان لا يستدعي أسماء من الوطن العربي أو من أوروبا وأميركا وحتى إفريقيا؟".

مضيفة "كان يجب سحب صفة الدولي أو العربي عن هذه المهرجانات، وجعلها مهرجانات للأغنيه المحلية الجزائرية".

ورأت أن المؤسسات الثقافية أصبحت تصرف أموالاً كثيرة على الفنانين العرب والأجانب، وأنه بالمقابل كان ينبغي مراجعة هذه الأموال المصروفة على هذا النحو وليس إلغاءها بشكل كامل.

الشركات الخاصة ستتكفل بشروط

وزير الثقافة الجزائري أكد في تصريحاته على أن  قرار منع دعوة الفنانين العرب والأجانب منه الغناء في الجزائر، لا يعني حرمان الجزائريين من هذا الفن، وقال "بأن المؤسسات الخاصة في تنظيم الحفلات ستتكفل بهذه المهمة".

مؤكداً "وجود شروط وتراخيص مسبق قبل تنظيم أي حفل، والذي يكون موازياً مع تنظيم تظاهرات ومناسبات مختلفة بالعاصمة أو بالولايات الأخرى".

ستحرق جيوب المواطنين

مصطفى بن لحسن مدير شركة top srat المتخصصة في تنظيم الحفلات، صرح لعربي بوست أن دفاتر شروط تنظيم الحفلات ممضية من وزارة القفاية، والمشكلة أن الفنانين العرب والأجانب يطلبون مبالغ مالية كبيرة، والشركات الخاصة ليس لديها دعم من الدولة عكس الديوان الوطني للثقافة والإعلام ما يجعلهم مرغمين على تحديد سعر مختلف للدخول" 

وكثيراً ما تصطدم شركات الإنتاج الخاصة مع المواطنين بسبب أسعار التذاكر، إذ أن المواطن الجزائري لا يحتمل أن تكون التذكرة باهظة الثمن، والشركات ليس بمقدورها دفع مبلغ كبير للفنان مقابل اشتراط مبالغ زهيدة في التذكرة".  

وهذا ما دفع الكثير من الشركات المتخصصة في تنظيم الحفلات للاكتفاء بتنظيم حفلات محلية لفنانين جزائريين.

 

 

علامات:
تحميل المزيد