فجأةً، بينما يتسوق الناسُ في مركز تجاري كبير في طهران، تفاجأوا بدخول بعض الأشخاص بأسلحتهم، فيما يرتدون ملابسَ تشبه ما يرتديه أتباع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عادةً.
لكن الغريب في الفيديو المنتشر لهذا المشهد، أن أغلب المواطنين لم يخافوا أو ينبطحوا أرضاً، بل أخذوا يحملون هواتفهم لالتقاط الصور والفيديوهات.
بالإضافة إلى أن هؤلاء "الدواعش" كانوا كوميديين للغاية، ويتخذون وضعيات مرحة مضحكة، وليست مخيفة.
ما حدث الإثنين 7 مايو/أيار 2018 في سينما "كورش" في طهران، كان خطة لترويج فيلم Damascus Time، أو "بتوقيت دمشق"، وهو فيلم جديد يحكي قصة أب إيراني وابنه، يسافران إلى سوريا لإيصال المساعدات الإنسانية، ليتم اختطافهما من قبل "داعش".
لذلك، قرَّر فريق العمل الدعاية للفيلم بملابس التنظيم، ولإضافة بعض الإثارة قرَّروا حمل أسلحة مزيفة وسيوفاً، واقتحموا مركز التسوق هاتفين "الله أكبر"، وتظاهروا بشنِّ هجوم، حتى إن أحدهم تجوَّل داخل المبنى على حصانٍ.
كما هو متوقع.. لم ينته الأمر على نحو جيد!
وفي الوقت الذي أدرك فيه بعض المتسوقين أن الأمر مجرد مقلب، والتقطوا صور السيلفي مع الممثلين، تشير التقارير إلى أن آخرين صرخوا خوفاً وهربوا للنجاة بحياتهم، معتقدين أن مركز التسوق كان يتعرض للهجوم بالفعل.
ذلك الخوف من وجود "داعش" في طهران كان مبرَّراً، خاصةً مع تبنِّي التنظيم التفجيرات الذي وقع في مبنى البرلمان في يونيو/حزيران 2017، والآخر بمرقد آية الله روح الله الخميني، اللذين راح ضحيتها 12 شخصاً، وجرح أكثر من 40 آخرين، بحسب صحيفة Washington Post الأميركية.
وبدلاً من جذب المقلب الاهتمامَ العام تجاه فيلم Damascus Time، أدى ذلك إلى ردود أفعال غاضبة على الشبكات الاجتماعية الإيرانية، إلى درجة دفعت المخرج إبراهيم حاتمي كيا إلى الاعتذار، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
إذ قال كيا، الذي يعد أحد أشهر المخرجين الإيرانيين المقربين من الحكومة، "كنت أعتقد أن أحدهم سيقف خارج مركز التسوق بلحيته الحمراء حتى يكون بإمكان الناس التقاط الصور معه، لكني لم أتوقع أن يكون هناك حصان وحشد من الناس وصراخ داخل المجمع التجاري. لم أكن أدرك ذلك".
الفيلم عمل دعائي للحكومة
الفيلم حصل على حفاوة داخل إيران، إذ قالت صحيفة Washington Post الأميركية، إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "ذرف الدموع"، بعد مشاهدته في فبراير/شباط 2018، ووصفه بأنه "تحفة لا مثيل لها".
لكن خارج إيران، يُنظر إلى الفيلم على أنه عمل دعائي لصالح الحكومة الإيرانية، بحسب مراجعة نشرتها صحيفة Le Monde الفرنسية عن الفيلم، في أبريل/نيسان 2018.
يذكر أن الفيلم حصل على تمويل جزئي من الحرس الثوري الإيراني الذي يتبع للمرشد الأعلى الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة.