هدَّدت شبكة Netflix بسحب أفلامها المشاركة في دورة هذا العام من مهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك بعد إصدار إدارة المهرجان قراراً ينص على أن الأفلام التي ستعرض في دور السينما الفرنسية هي فقط التي بإمكانها المنافسة على الجوائز.
ومن المفترض أن تشارك Netflix بخمسة أفلام في المهرجان، المقرر إقامته شهر مايو/أيار القادم، وهي Roma للمخرج المكسيكي الحائز على جائزة الأوسكار ألفونسو كوران، وفيلم Hold the dark للمخرج جيرمي سولنير، وNorway لبول جرينجراس، وThe Other Side of the Wind لأورسون ويلز، و They'll Love Me When I'm Dead لمورجان نيفيل.
وقد صرَّح تيري فريمو، مدير مهرجان كان، الشهر الماضي، بأنه حاول إقناع Netflix بعرض الأفلام في دور السينما، إلا أنهم رفضوا، مضيفاً أنه يعلم جيداً أن ذلك هو النظام الاقتصادي لديهم، ومع احترامه لذلك، إلا أنهم في المهرجان يأملون بعرض الأفلام كلها في السينما، لأن ذلك هو ما يهم محبي السينما، وعلى Netflix احترامه أيضاً.
مأزق للمهرجان
وأعلن فريمو، في مارس/آذار 2018، حظر أفلام نتفليكس من المهرجان رسمياً؛ إذ قال: "الأفلام التي تُبَث على الإنترنت مرحَّب بمشاركتها خارج المسابقة الرسمية للمهرجان".
قد يتسبب قرارها سحب الأفلام في فراغٍ كبير بجدول تنظيم المهرجان. وهذا سيعني أنَّ ألفونسو كوارون، الفائز بجائزة أوسكار أفضل إخراج عام 2013 عن فيلمه Gravity، سيتغيب عن أول حضور له في مهرجان "كان" بفيلمه Roma، الذي تدور أحداثه الدرامية في المكسيك.
وأيضاً، سيغيب بول غرينغراس، الذي لم يشارك سوى مرة واحدة بفيلمه United 93 عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول، ولن يشارك بمشروعه الجديد Norway، الذي يتناول قصة حياة القاتل العنصري الأبيض أندرس بريفيك، بالإضافة إلى أفلام ونجوم أخرين ستكون غائبة عن المهرجان.
ولكن، ما قد يسبب حقاً طعنةً في قلب مدير المهرجان، هو سحب فيلم مورغان نيفيل الوثائقي They'll Love Me When I'm Dead عن حياة أورسون ويلز، والنسخة المُرمَّمة من فيلم ويلز الأخير غير المكتمل The Other Side of the Wind، وهو الفيلم الذي بالتأكيد كان فريمو يريد له أن يصبح درة قسم "كلاسيكيات كان" الرائع دائماً.
تبقَّى من الوقت 3 أيام، وما زال كل شيء ممكناً. ولكن، يبدو أنَّ الصراع بين المهرجان وشركات خدمات البث لن ينتهي قريباً، خصوصاً إذا نفذت شركة آبل وعدها بتخصيص مليار دولار لإنتاج الأفلام والمسلسلات هذا العام (2018).
"كان" ضد Netflix.. خلافات منذ العام الماضي
الخلافات بين إدارة مهرجان كان وشركة Netflix لم تكن وليدة اللحظة؛ إذ اشتدت العام الماضي، بعد إعلان إدارة المهرجان أنه لن يسمح للشبكة بالمنافسة مرة أخرى، ما لم تغير سياستها وتعرض أفلامها في دور السينما، قائلين "يسعد المهرجان الترحيب بمشغل جديد قرَّر الاستثمار في السينما، إلا أنه يود تأكيد دعمه لأسلوب العرض السينمائي التقليدي في فرنسا والعالم".
وقد أعلن تيري فريمو، أنه اعتباراً من عام 2018 ستكون القواعد واضحة، فأي فيلم يشارك ضمن أفلام المسابقة، عليه الالتزام بالتوزيع في دور العرض الفرنسية.
وكان قرار مشاركة Netflix في المهرجان قد أثار اعتراض قطاع كبير من السينمائيين، لأن الشركة أعلنت أنها ستتيح أفلامها للمشتركين بخدمتها فقط، دون عرضها في دور السينما.
وكان فريمو قد صرَّح بأنه كان يعتقد أن الشركة ستُرتب عرضاً سينمائياً للفيلمين، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق.
كما شهد عرض Okja أولى أفلام Netflix في المهرجان، العام الماضي، جدلاً كبيراً، فالفيلم تم وقف عرضه لمدة قصيرة من قِبَل المنظمين، بعد المشكلات التقنية، ومنها عدم تماشي أبعاد الكادر مع حجم شاشة السينما، ما تسبب بإخفاء النصف العلوي من صورة الفيلم، ومن بينها رأس الممثلة تيلدا سوينتون بطلة الفيلم.
وقد تسبب ذلك في علو أصوات الصفير والتصفيق لمدة 15 دقيقة داخل مسرح لوميار الكبير، مع ظهور اسم شركة Netflix، اعتراضاً على ما حدث، وبهدف إخطار المسؤولين، فقد شهد العرض حضوراً كبيراً.
وقد أشار بعض المتواجدين في المسرح، أن الخطأ قد يكون مقصوداً، وما حدث مؤامرة لتشويه صورة الشركة في أول عروضها، فيما استهجن البعض عرض أفلام Netflix داخل المهرجان، مشيرين أنها غير مجهزة، ولا تتماشى مع تقنيات العرض على الشاشة الكبيرة، وأنها غير كفؤة لذلك.
وقد تداركت إدارة مهرجان كان الخطأ، وأعادت تشغيل الفيلم بشكل صحيح، ثم أصدرت بيان اعتذار للشركة والجمهور.
وبجانب فيلم Okja للمخرج بونج جون هو، فقد شاركت Netflix في المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2017، بفيلم آخر وهو The Meyerowitz Stories من إخراج نوح بوبماك.