"ما بعرف" حالة يمرُّ بها كل إنسان، وليست مجرد إجابة. بهذا اختصر النجم اللبناني الشاب سعد رمضان رسالته من الأغنية التي صدرت مؤخراً، مؤكداً أنها تشبهه إلى حدٍّ بعيد، وأن رهانه عليها كبير جداً.
وفي لقاء أجرته "عربي بوست" اعترف رمضان، أنه يمتلك شخصيات متعددة كأي إنسان آخر، فللحزن شخصية، وللحب شخصية، وللنشاط شخصية، وللرجل الشرقي شخصية، مؤكداً أنه جميع هذه الشخصيات.
سعد دخل عالم الفن منذ سنوات لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد، إلا أن
الخطَّ البياني لنجوميته يتصاعد يوماً بعد آخر على خطىً ثابتة (مليون متابع على إنستغرام و1.7 مليون على فيسبوك). عرفه الجمهور بأغانيه المميزة والغريبة منذ انطلاقته في برنامج الهواة "ستار أكاديمي 5".
فبعد أغنية "مسبع الكارات" و"مين قدك" و"عم نام عالواقف"، وغيرها من الأغاني التي تصدَّرت قائمة أكثر الأغاني استماعاً على اليوتيوب، طرح رمضان مؤخراً ألبوم "ما بعرف"، الذي عرف سعد فيه جيداً كيف يلفت الانتباه بالكلام والكليب.
يصف نفسه بأنه إنسان محافظ و"بيتوتي"، يفتخر إلى حدٍّ كبير بقريته برجا اللبنانية، مؤكداً أنه يبقى فيها لأنها مصدر قوته، كونه محاطاً بعائلته وأصدقائه الحقيقيين، قبل دخول عالم الشهرة البراق.
وفي لقاء مع "عرب بوست" تحدَّث سعد رمضان بأريحية عن أحلامه ومشاريعه المستقبلية والزواج المشروط.
- أطلقت مؤخراً ألبوم "ما بعرف"، أخبِرنا عن تفاصيله وأصداء إطلاقه؟
أحد أعضاء الفرقة الموسيقية مرة قال لي ما هو اسم الألبوم، فكان جوابي "ما بعرف"، استغرب ذلك، ومن هنا انطلقنا. أصبحت الأغنية عنوان الألبوم لأني مؤمن بها جداً. قد نكون تأخرنا كثيراً في إطلاقه، ولكن الهدف كان التنوع والاختلاف بين كل أغنية، ليكون لكل منها طابع وموضوع معين.
- ما الأغنية المفضلة لديك في الألبوم، ولماذا؟
"ما بعرف" هي الأقرب، لأنها صادقة جداً، وكل مِنَّا مرَّ بمرحلة من حياته يتساءل فيها عما أنجزه فيها.
- هل أنت راضٍ عمَّا حققته حتى اليوم في مسيرتك؟
كثيراً، مع العلم أن الطريق ما زال طويلاً أمامي لتحقيق المزيد من النجاحات. ففي 9 سنوات من العمل الفني، كنت من بين النجوم الذين وقفوا على مسرح الأوبرا وقرطاج وغيرهما من المهرجانات، إضافة إلى مشاركتي في حفل الأونيسكو، كالوحيد من أبناء جيلي. كما أن إنجازاتي في شبكات التواصل الاجتماعي كلها حقيقية، دون أي تزييف، أو شراء لأرقام المتابعين.
- بعض النجوم ظهروا فجأة، وحقَّقت أغنياتهم ضجة كبيرة في عالم الفن، ولمع نجمهم أكثر منك في وقت قصير، ما تعليقك؟
صحيح، هذا من أصعب النجاحات، وهو سلاح ذو حدين، ولكن برأيي الشخصي فإن معظم الذين لمعوا بسرعة لم يستطيعوا إكمال هذه المسيرة. منهم مثلاً نجم (لم يسمّه) "كسرت أغانيه الأرض"، ولكنه الآن بعيد جداً عن الساحة. هذه هي نتيجة الفرقعة المفاجئة، والاستمرارية هي الأساس في ميزان النجاح.
- بدأت مسيرتك الفنية منذ 9 سنوات في برنامج ستار أكاديمي، هل تعتقد أنك هنا اليوم بفضل هذا البرنامج؟
ربما نعم، وربما لا، لا أعلم. ولكن الأكيد أن البرنامج ساعدني كثيراً. تركت في البرنامج بصمة، كما في ضيعتي وكل مكان كنت فيه.
- هل تندم على تجربتك في ستار أكاديمي؟
طبعاً لا، ولو عاد بي الزمان كنت بلا شك سأعيد الكرَّة، لأنني من الأشخاص "البيتوتيين" (أي محبي ملازمة المنزل)، ولا أمانع من البقاء في المنزل طوال هذه المدة.
- هل أنت راضٍ عن ستار أكاديمي في السنوات القليلة الماضية؟
لا طبعاً، ليس تقصيراً من المنظمين، بل للكم الهائل من البرامج المماثلة له، والتي سحبت من وهجه، وإن قليلاً. لكل برنامج مزاياه الخاصة، ولكن يبقى ستار أكاديمي مختلفاً عن أي برنامج آخر.
- ما البرامج التي تتابعها؟
صراحة، لا أتابع كثيراً بحكم قلة الوقت والدراسة والحفلات الفنية.
- لو خُيِّرت في التقدُّم لأحد هذه البرامج، ماذا تختار، ومع أي فنان تتمنى أن تكون؟
"ذا فويس" صابر الرباعي طبعاً، لأني لطالما حلمت أن أتعرف عليه.
مع صابر الرباعي ومدير أعماله (إنستغرام)
- ماذا عن اللجنة الجديدة؟
لم نر حتى الساعة خيرها من شرها، اعتاد الجمهور على اللجنة السابقة، ولكن هذا لا يعني أن الجديدة غير جيدة. هي فقط تحتاج للوقت تماماً كما أغنية "ما بعرف". الفنان محمد حماقي شخصية جميلة جداً، ولم أكن أعلم أنه بهذا الرقي والثقافة.
- هل تشارك كحكم في هذه البرامج؟
نعم طبعاً أتمنى.
- تواجدت مؤخراً في دار الأوبرا بمصر، هل يمكن أن تنتقل للعيش فيها كما فعل الكثيرون؟
لا يمكنني أن أعيش خارج بلدي وضَيْعتي، نحن في زمن لا يحتاج إلى الانتقال لأي بلد لتحقيق الشهرة. يمكن لأي شخص أن يسطع نجمه من دون مساعدة أي بلد. شبكات التواصل الاجتماعي أو "السوشيال ميديا" هي الانطلاقة، بغضِّ النظر عن الدولة.
- هل يمكن أن تشارك في حفلات السعودية والكويت؟
نعم طبعاً، وأنا بصدد ذلك.
مع جدته التي تتمنى أن تزوجه (المصدر إنستغرام)
- عاطفياً، أنت غير مرتبط رسمياً، ولكنك على علاقة بفتاة من خارج الوسط الفني، ولا تظهر معك؟
نعم، حتى الساعة أنا غير مرتبط رسمياً، ولكن على علاقة بفتاة، أتمنى أن ينتهي بنا الحال إلى الزواج بعد أقل من سنة. وعندما نتزوج سيتعرف إليها الجمهور، وإن كنت أفضِّل أن تبقى حياتي الشخصية شخصية.
- هل يمكن أن تشاركك أعمالك أو تديرها؟
طبعاً لا، لكل منا مهمة خاصة، ووسام المولى مدير أعمالي هو الأجدر بهذه الأمور، وليس أي طرف آخر.
- هل أنت مع دخول ابنك أو ابنتك أو شقيقتك أو شقيقك إلى عالم الفن؟
ابنتي وشقيقتي لا، لأنه مجال صعب جداً، ويتطلب الكثيرَ من التضحيات كالسفر وعدم التواجد الدائم في المنزل، وهو ما أرفضه. مع العلم أنني مع نجاح المرأة لأقصى حدٍّ، ولكن ليس على حساب عائلتها وبيتها. لا يمكنني أن أمنع، ولكن بالنصيحة تسير الأمور، وكلٌّ له الخيار.
- أنت لا تساوي بين الرجل والمرأة؟
ليس هناك مساواة في الكثير من الأمور، للرجل مهامه والمرأة كذلك. وإن كان العبء الأكبر يقع على عاتقها، إلا أنها تبقى امرأة، والرجل هو المسؤول عن إعالة المنزل. لا يمكن للرجل أن يقضي نهاره في الصالون، فيما المرأة تعمل في تكسير الصخر، أين المساواة في ذلك؟
- أين سعد رمضان بعد 10 سنوات؟
ما زال في الفن وأعمال تجارية أخرى، لأن الفن ليس له استمرارية ولا يدوم. كل فنان وصل إلى ما عليه الآن يفكر بهذه الطريقة، خاصة إذا بدأ حياته من الصفر، كما فعلت، فأنا من عائلة ميسورة الحال.
- لماذا؟
لأن حقوقنا مهدورة في نقابة الفنانين، وليس هناك حقوق لنقابة الموسيقيين، وبالتالي على كل فنان أن يفكر بذاته.
- مَن أصحابك مِن الوسط الفني؟
صابر الرباعي، ناصيف زيتون، أدهم نابلسي، نادر الأتات، ومن العنصر النسائي داليدا خليل مثلاً.
- متى تفكر في الاعتزال؟
عندما أبدأ في التراجع فنياً، وأشعر أنني لست على المستوى الذي تعوَّدت عليه وبدأت بالهبوط، يجب عندها أن أعتزل.
- متى سنرى سعد في التمثيل، وهل تعتقد لكونك مطرباً يجب أن تُمثِّل، أم لا تملك الموهبة؟
قريباً جداً، وبالطبع لدي الموهبة للتمثيل، وعُرض عليَّ مؤخراً بطولة مسلسل لبناني، ولكن بحكم الوقت الضيق وإطلاق الألبوم فضَّلت تأجيلَ الأمر.
- ما رأيك في تمثيل رامي عياش وزياد برجي مثلاً؟
لا بأس، وإن كنت أفضِّل رامي في الغناء، أما زياد صراحة فقد أثبت نفسه في كِلاهما، وأحببته كثيراً في التمثيل.
- فتاة أحلامك كيف هي؟
مثقفة، جميلة بلا شك، ناجحة كثيراً، وابنة عائلة.
- هل يمكن أن تتزوج من غير طائفتك؟
نعم، ولِمَ لا! المهم أن تكون ابنة عائلة محترمة، وابنة بيت، ولا يهمني دينها.
- ماذا عن أولادك؟
يبقون على ديني أكيد، فهذه تربيتي، أما هي فلا يمكنني أن أجبرها وهي ليست مقتنعة.