"المسلسلات التركية هي الضحية"، هكذا رأت وسائل الإعلام التركية إعلان مجموعة قنوات "MBC" يوم 1 مارس/آذار إزالة جميع الدراما التركية من جدول البث الخاص بها.
وذكرت وسائل الإعلام أن هذا القرار هو "كبش الفداء الأخير" في قطاع الترفيه العربي، مشيرة إلى أن القرار كان نتيجة المشاكل السياسية الأخيرة بين تركيا والمملكة العربية السعودية، خصوصاً وأن الأولى وقفت في صف قطر خلال الأزمة الخليجية.
وتعتبر السعودية والإمارات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والذي شارك في تأسيسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صديقاً لقوى إسلامية تعارضها الدولتان.
وقالت صحيفة حرييت إلى أن رئيس مجموعة "إم بي سي" كان من بين الأمراء ورجال الأعمال الذين تم اعتقالهم في فندق "ريتز كارلتون" بتهمة الفساد، مشيرة إلى أن قرار وقف عرض المسلسلات التركية جاء بعد الإفراج عنه.
وأعلنت الحكومة السعودية أن رئيس المجموعة وليد الإبراهيم وافق بعد اعتقاله على تسليم ما مجموعه 106 مليارات دولار من ممتلكاته للدولة. لكن لم يكن من الواضح كيف وصل إبراهيم إلى هذا الاتفاق مع الحكومة، وما إذا كان يتضمن الشق المالي فقط.
ويمتلك الإبراهيم نسبة 40% من مجموعة "إم بي سي"، في حين أن الـ 60% الأخرى ليست واضحة من يمتلكها على وجه التحديد.
قالت مجموعة (إم.بي.سي)، أكبر مجموعة بث تلفزيوني وإذاعي خاصة في العالم العربي، الإثنين 5 مارس/آذار 2018، إنها تلقت أوامر بوقف بث الدراما التلفزيونية التركية مع تصاعد التوتر بين أنقرة وبعض الدول العربية.
وقال مازن حايك المتحدث باسم (إم.بي.سي) إن هناك قراراً يشمل فيما يبدو عدداً من المحطات التلفزيونية العربية في عدد من الدول بما في ذلك (إم.بي.سي) بوقف إذاعة المسلسلات التركية.
وأضاف قائلاً "قد يعتبر القرار خطوة لزيادة الانتاج في الدراما العربية والخليجية "، وقارن بين ميزانية انتاج الدراما العربية أو الخليجية والمسلسلات التركية، إذ يتراوح ثمن حلقة المسلسل العربي بين 40 – 100 ألف دولار بينما تصل في المسلسلات التركية إلى 250 ألف دولار أو أكثر.
الصراع السياسي يصل للدراما
الصحف التركية ركزت بشكل واضح على الربط بين هذه الخطوة وبين حملة مكافحة الفساد التي شنها ولي العهد السعودي، واحتجز من خلالها عشرات الأمراء ورجال الأعمال.
وتأسست "إم بي سي" في عام 1991، وكانت هي البوابة الرئيسية التي عبرت خلالها الدراما التركية إلى الوطن العربي. إذ كانت البداية مع مسلسل Gümüş، والمعروف في الوطن العربي باسم "نور".
ومنذ ذلك الوقت قامت "إم بي سي" بشراء حقوق المسلسلات التركية وبيعها إلى قنوات أخرى. غير أن رجال الدين السعوديين انتقدوا مالك القناة واصفين إياه بأنه "بنفس خطورة مروجي المخدرات".
وتطرقت الصحف التركية للحديث عن الإبراهيم، فذكرت أنه رجل أعمال نشط بسبب أخته التي كانت إحدى زوجات الملك الراحل فهد بن عبد العزيز. كما ذكرت أن الأمير محمد بن سلمان وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فاوض للاستحواذ على قنوات "إم بي سي" لكن لم تكتمل عملية البيع بسبب العرض المنخفض.
ووصف الصحف المسلسلات التركية بأنها "القوة الناعمة لتركيا"، إذ تم تصدير المسلسل التركى بنجاح إلى أكثر من 140 دولة بقيمة وصلت إلى 350 مليون دولار. وأشارت تقارير متخصصة إلى أن تركيا تحتل المركز الثاني في صادرات المسلسلات بعد الولايات المتحدة الأميركية.