100 عام: الفيلم الذي لن تراه أبدا، هذا هو عنوان الفيلم الصادر بـ 18 نوفمبر سنة 2015 والذي لن يتم عرضه إلا في نفس التاريخ من سنة 2115. فكرة الفيلم أثارت ضجة بعد الإعلان عنه، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي هذه الخطوة السينمائية حيث لأول مرة يحدث تصوير فيلم بتقنيات عالية لاستهداف أجيال لن تكون موجودة إلا بعد 100 سنة من صدوره.
فكرة الفيلم فكرة عبقرية، ليس من جانب فني (المؤثرات وبنية الفيلم والجمهور المستهدف)، بل من جانب تسويقي (الدعاية). فما الدافع لهذا الشكل من عرض الفيلم؟
شركة ريمي مارتن الفرنسية، تبيع نبيذا يعود لـ100 سنة -كونياك لويس الثالث عشر- بتعبير آخر "احتاج النبيذ 100 عام لصناعته". هذه الشركة هي صاحبة الفكرة والجهة الممولة لمشروع الفيلم. وقع الاختيار على الممثل جون مالكوفيتش، شخصية ذات مكانة وتأثير في عالم السينما، بالإضافة لإمكانياته -بجانب التمثيل- في الإخراج والإنتاج وكتابة السيناريو. جون مالكوفيتش هو بطل الفيلم وكاتبه.
ذكر جون أنه وجد فكرة الفيلم خطوة مدهشة، حيث يقوم بكتابة وتمثيل دور لن يتسنى له يوما مشاهدته، بالإضافة للتساؤلات التي تثيرها مسألة قيام جمهور غير موجود بعد بتلقي الفيلم، كيف سيكونون؟ وكيف سيفكرون؟ وكيف سيعيشون؟ وكيف سيكون حال الأرض؟ وأنا لا أستثني عدم اهتمامهم بالفيلم! فهذه مدة تمتد لـ 100 سنة، ربما تتجاوز عندها عقلية البشر اهتمامات الماضي.
قصة الفيلم ظلت سرا، وقال جون إن الفيلم ليس كوميديًا أو دراميا، لكنه يقف بين الدراما والكوميديا. مخرج الفيلم روبرت رودريغيز، قال إنه فيلم بزخم عاطفي، الفيلم الذي يدور بين 3 ممثلين حول الواقع التكنولوجي.
كل هذه الضجة، لا تعدو عن كونها دعاية من شركة ريمي مارتن لشراب -كونياك لويس الثالث عشر- ففي إعلان الفيلم الرسمي، يظهر ببدايته جون مالكوفيتش يحمل قنينة شراب، ليضعها بصندوق يحمل نقش "لويس الثالث العاشر"، ثم يقوم بغلقه ويبدأ العد العكسي للزمن؛ بعد 100 عام يعود جون مالكوفيتش مع رفيقة ويقوم بفتح الصندوق ليجد القنينة. ذكر المخرج رودريغيز أن فكرة الفيلم مستلهمة من هذا الشراب. غير أن ما يبرز خلف هذه المقدمات، هو أن فيلم "100 عام" يُمثل أعظم دعاية تقوم بها شركة لتسويق منتوجها.
لمشاهدة إعلان الفيلم.. اضغط هنا
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.