أُولاها “سواد الغولدن غلوب”! 4 مشاكل كبيرة قد تُفشل حفل أوسكار 2018

وبدأ الآن سباق التضامن، في حفل الأوسكار، لارتداء الجميع أزياء سوداء× تعبيراً منهم عن روح الأخوة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/17 الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/17 الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش

حرص كل الحاضرين في حفل جوائز الـ"غولدن غلوب" الـ75 على ارتداء اللون الأسود، كنوع من الاحتجاج الرمزي تجاه الفضائح الجنسية التي انتشرت خلال 2017 وسيطرت على المشهد في هوليوود، وكان بطلاها الممثل كيفين سبيسي والمنتج هارفي واينشتاين، وأطلقوا على عملية الاحتجاج الرمزي The Time's Up و#MeToo، حيث اعتبروا أنه حان الوقت للتصدي لكل الممارسات غير الأخلاقية، وفقاً لتقرير صحيفة التلغراف.

وترى زوي وليامز، الصحفية وكاتبة الرأي البريطانية، أن أولى المشاكل التي يواجهها حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ90، في 4 مارس/آذار 2018، هي حفل توزيع جوائز الـ"غولدن غلوب"؛ إذ يحاول الحفل أن يكون أكبر وأفضل.

وبدأ الآن سباق التضامن، في حفل الأوسكار، لارتداء الجميع أزياء سوداء× تعبيراً منهم عن روح الأخوة.

وتقول الكاتبة في مقال على صحيفة The Guardian البريطانية، إن هناك الكثير من رافضي مبدأ التظاهر باستخدام الملابس، مع أنَّ اللون الذي اختارته الفنانات ليس تضحيةً كبيرةً؛ إذ تستطيع ارتداء فستانٍ أسود للوقوف إلى جانب ضحايا التحرش الجنسي، ثم ارتداءه بعد ذلك في أي مناسبة أخرى.

لكن طقوس السجادة الحمراء كانت فعّالة بالقدر نفسه الذي أحدثته الاحتجاجات ضد العنصرية في الفعاليات الرياضية. إنه عالمٌ يستطيع فيه المشاهير فقط الإدلاء بتصريحات، بينما لا يتمتع الآخرون بأي فرصة لإبداء رأيهم، تقول وليامز.

تقول الكاتبة إن حفل الأوسكار يجب أن يكرر الفكرة نفسها التي تبنَّاها حفل جوائز "غولدن غلوب"، وهو ما يعني أن الجميع سيرتدي اللون الأسود وإلا فسيوصف بالبريق السطحي والتفاهة لدرجة تمنعه من التعامل مع الأسئلة الكبيرة في صناعة السينما.

هناك مواقف أخرى في حفل الـ"غولدن غلوب" يصعب تقليدها؛ مثل دخول مجموعة من النساء معاً لالتقاط صورة جماعية تعبيراً عن التضامن مع قضيةٍ ما، أو مثل لجوء بعض الممثلين إلى اصطحاب ناشطات نسويات معهم كرفيقات لهم.

كل هذا قبل دخول أي شخص من الباب الأمامي، تقول الكاتبة بمقالها على The Guardian، فبمجرد وصولك إلى الداخل، ستجد أن حفل الأوسكار يواجه مشكلة شائكة؛ وهي أن وجوده مخصص، بشكلٍ واضح، لتكريم نجوم صناعة السينما شريطة ألا يكونوا متورطين في أي فعل شائن مسبقاً.

ليس ارتداء الأسود هو الطريقة الوحيدة للاحتجاج؛ إذ سبق أن اقتحمت سيدتان بـ"صدرين عاريَين"، حفلاً أقيم بباريس لتكريم المخرج البولندي العالمي رومان بولانسكي، المطلوب في الولايات المتحدة بعدة تهم متعلقة باعتداءات جنسية وتحرش، منها قضية اغتصاب طفلة، منعته من دخول أميركا لتسلُّم أكثر من جائزة أوسكار نالها خلال عدة سنوات. السيدتان مؤيِّدتان للحركة النسوية المعروفة باسم "فيمنست"، حسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.

وتنتشر في هوليوود ادعاءات حول التحرش الجنسي مثل الاتهامات التي تلاحق الممثل كيسي أفليك والممثل جيمس فرانكو، وفضيحة حوار الممثل غاري أولدمان مع مجلة بلاي بوي عندما قال إن الممثل ميل غيبسون ضحية لمؤامرةٍ يهودية، كل هذه الادعاءات المكتشَفة مؤخراً تعارض قيم صناعة السينما الأميركية، وتُفقدها مصداقيتها وتُظهر مدى نفاق أعتى وجوهها.

وبالنظر إلى التكتم على هذه الحوادث عقوداً وفوضى المعلومات الجديدة، فإن التحقق من سمعة كل مرشح لجائزة الأوسكار لمنع مخاطر انتشار التغريدات المزيفة- ليس أمراً مستحيلاً، لكنه يتطلب الكثير من الجهد.

إن الأمر أشبه بسؤال أشخاصٍ متخصصين في الحفلات الصاخبة ومغلفات الترشيحات الجميلة، أن يقوموا ببحثٍ وعمل ميداني يعادل عمل 300 رسالة دكتوراه في غضون 6 أسابيع، بحسب الكاتبة.

وتعتبر وليامز جيمس فرانكو نموذجاً للمشكلة الثالثة. في حواره مع برنامج The Late Show على شبكة "سي بي إس"، ردَّ فرانكو على اتهامات التحرش الجنسي التي انتشرت ضده على موقع تويتر بعد فوزه بجائزة عن فيلم Disaster Artist.

كان دفاعه قائماً على فكرة أنه لا يمكنه ارتكاب أي فعل غير ملائم؛ لأن طبيعته ستمنعه من عيش حياة سعيدة إذا كان قد فعل هذا دون تقديم أي تعويض عنه.

ومع تقدُّم المزيد والمزيد من النساء لاتهامه بسلوكٍ مماثل، فإن فرانكو لن يحل أزمة الثقة بينه وبين جمهوره باعتماده على طبيعة شخصيته كحجة دفاعية، واعتقاده أنه يمكنه وضع حد لهذه الادعاءات بحديثه هذا. لكن، من أكثر أقواله المثيرة للاهتمام كان هذا: "إن الأشياء التي سمعت عنها على تويتر ليست دقيقة. لكنني أدعم تماماً حق الناس في رواية قصصهم وأن يكون لهم صوت؛ لأنه لم يكن لهم صوتٌ وقتاً طويلاً. لذا أنا لا أريد -كما تعلم- أن أُخرسهم بأي طريقة".

يُعد هذا الموقف مأزقاً معتاداً في هوليوود الآن: يريد الجميع أن يصبح الشخص الذي يريد من كل الضحايا أن يتكلموا، لكن كثيرين لا يريدون سماع كلامهم.

وترى وليامز أن قطع رأس الإدارة العليا المسؤولة عن تحويل التحرش الجنسي إلى ممارسات اعتيادية ليس كافياً، في إشارة إلى المنتج هارفي واينشتاين، فإن قطع رأس الأفعى هو مجرد بداية للقضاء عليها، تضيف الصحفية لـ"الغارديان".

وبالنسبة لمؤسسة تكمن وظيفتها الأساسية في تهنئة نفسها على أعمالها العظيمة، فإن التغيير يبدو عملاً مزعجاً ولا حاجة له. ومن جهة أخرى، فإنَّ تأثير ضغوط الإعلام -التي تجبرهم على طرح أعمال فنية تُروى من وجهة نظر امرأة وتذكُّر ترشيح مخرجات من ضمنهن غريتا جيرويغ، وليس فقط أفلامهن وأبطالهن- يجب أن يكون أمراً جلياً.

إن أحد أهم الدروس المهمة المستفادة من هزيمة المنتج هارفي واينشتاين، أنه من الصعب تجاهل المواهب النسائية الآن، وأنَّ الاحتفاء بهن كما يستحققن صار مهمة أسهل، تقول الكاتبة.

علامات:
تحميل المزيد