وصل للأوسكار قبل القاهرة.. وملك البوب يصلي بالمسجد.. 5 أسباب جعلت “شيخ جاكسون” الأكثر إثارة للجدل في 2017

مساء الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2017، يفتتح فيلم "شيخ جاكسون" للنجم أحمد الفيشاوي الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي، وهو عرضه الأول في مصر والذي قد يُنهي مواجهات ساخنة دخل فيها الفيلم خلال الشهر الماضي، أو ربما يفجّر المزيد من المفاجآت.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/22 الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/22 الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش

مساء الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2017، يفتتح فيلم "شيخ جاكسون" للنجم أحمد الفيشاوي الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي، وهو عرضه الأول في مصر والذي قد يُنهي مواجهات ساخنة دخل فيها الفيلم خلال الشهر الماضي، أو ربما يفجّر المزيد من المفاجآت.

جاكسون VS. المؤسسات الدينية والمحافظون




مع إعلان وفاة مايكل جاكسون في 2009، يصطدم شاب سلفي مصري متشدد بأزمة عميقة في إيمانه عندما يكتشف أنه لم يفقد بعدُ حبه لموسيقى ملك البوب الذي تخلى عنه في فترة المراهقة مع بدء تدينه، ومع محاولاته إعادة حياته إلى مسارها الصارم المعتاد، يكتشف حقائق جديدة عن نفسه وإيمانه.

يقوم بدور السلفي في الفيلم الممثل أحمد الفيشاوي المعروف بتوجهه للتدين في الماضي، ربما يجعله هذا أكثر جدارة بالدور، لولا كونه حالياً أحد أكثر الممثلين إثارةً للجدل، خاصة بسبب الوشوم التي تغطي جسده بالكامل تقريباً، وتصريحاته التي يخرج بها بين الحين والآخر من شربه الخمر، أو علاقته بالإخوان المسلمين والداعية عمرو خالد في الماضي.

انتقاد السلفيين فنياً لا يسبب أية مشكلة في المعتاد بمصر، وهؤلاء ليسوا من جمهور السينما من الأساس، كما أن الوضع السياسي والاجتماعي الحالي لا يتيح لهم وسائل ضغط وشحن إعلامي واسعة كما في السابق. منذ تسعينيات القرن الماضي، أصبح معتاداً تقديم شخصية السلفي بشكل كاريكاتيري يركز على الشهوانية والنذالة، لكن "شيخ جاكسون" يفعل عكس هذا، وهذه هي المشكلة ربما.

فخلال أزمة السلفي الإيمانية، يستعرض الفيلم كل مظاهر تشدده الديني، والتي قد تبدو غريبة خارج النطاق الاجتماعي للمتدينين، لكنها أيضاً من عناصر الحياة اليومية لكثير من المسلمين، مثل عداد الحسنات والسيئات، الأدعية والأناشيد، كواليس إعداد شرائط الخطب الدينية، العلاقة الحميمية بين السلفي وزوجته المنتقبة، والتسوك ثم مقاومة الشرود في أثناء الصلاة.






يبدو "شيخ جاكسون" أشبه بفيلم "بحب السيما" الذي أثار غضب المسيحيين الأقباط باستعراض حياتهم الدينية اليومية، مثل هذا الغضب لا يمكنه التعبير عن نفسه في مواجهة حقائق مباشرة، مثل أن بعض المسيحيين يبغضون السينما والرسم، ولكنه عادةً يكون في التدقيق بمشاهد الطقوس الدينية، مثل إمامة الشيخ في صلاة الفجر وتلاوة الفيشاوي التي ستتعرض لمراقبة قاسية، أو الهجوم على لقطات يظهر بها مايكل جاكسون بين صفوف المصلين ومعركة بالأيدي داخل المسجد في المقدمة الإعلامية للفيلم في أثناء عرضه العالمي الأول بمهرجان تورونتو السينمائي الدولي منذ أيام.











الشيخ VS. "مولانا"




لكي يكون فيلمك مؤهلاً لجائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، يجب أن يُعرض الفيلم تجارياً في بلده لمدة أسبوع قبل نهاية شهر سبتمبر/أيلول في العام السابق لحفل توزيع الجوائز، وأن يتم ترشيحه من جهة معترف بها من حكومة البلد نفسها. كيف إذن ترشَّح "شيخ جاكسون" رغم أن عرضه بمصر لم يبدأ حتى الآن؟!

في السنوات الأخيرة، تقوم لجنة تابعة لنقابة المهن السينمائية باختيار فيلم مصري يتم ترشيحه لأكاديمية فنون وعلوم السينما المانحة لجوائز الأوسكار، اللجنة لديها حساسية من العام قبل الماضي عندما تأخرت في تقديم ترشيحها لفيلم "بتوقيت القاهرة" حتى الأسبوع الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2015؛ ما أدى إلى رفض الأكاديمية هذا الترشيح؛ لهذا بدأت اللجنة مبكراً هذا العام في الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول 2017.

ولكي يصبح "شيخ جاكسون" مؤهلاً للدخول في عملية الاختيار، قام منتجه محمد حفظي بعرض الفيلم على اللجنة، كما أعلنت شركة التوزيع "دولار فيلم" عرضه تجارياً بشكل محدود في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول 2017، ليصبح الفيلم مؤهلاً من الناحية الرسمية، لكن هذا أغضب مجدي أحمد علي مخرج فيلم "مولانا" الذي اتهم اللجنة بالانحياز والتكتل ضد فيلمه عندما اختارت "شيخ جاكسون" لتمثيل مصر.






الناقد طارق الشناوي، وهو أحد أعضاء اللجنة، ردَّ بمقال على صحيفة "المصري اليوم" كشف فيه أنه جرى التصويت مرتين على الأفلام، وفي المرة الأولى نال "شيخ جاكسون" 11 صوتاً مقابل 5 فقط لفيلم "مولانا"، وفي المرة التالية اكتسب "جاكسون" 17 صوتاً وظل "مولانا" عند العدد نفسه. لم يقم أي من أعضاء اللجنة بنفي هذا، وأكده أعضاء آخرون.











لكن تظل المشكلة في أن اللجنة يجب أن تضع باعتبارها كل الأفلام المعروضة بداية من أول أكتوبر/تشرين الأول 2016 وحتى نهاية سبتمبر/أيلول 2017، وعندما أعلنت قرارها في 10 سبتمبر/أيلول 2017 فإنها بهذا لم تتح الفرصة نفسها لأفلام أخرى قد تُعرض في نهاية الشهر، وهو ما يعني أن "شيخ جاكسون" استفاد من فرصة لم تُتح، ولو حتى نظرياً، لأفلام أخرى ربما يتم عرضها.

عمرو سلامة VS. الرقابة


مخرج الفيلم عمرو سلامة هو الآن الفتى الذهبي للسينما المصرية، مسيرته السينمائية السريعة والساخنة بدأت منذ 2008 بفيلم "زي النهارده" الذي كان أجره فيه أقل من رسوم موافقة الرقابة عليه، وهو الآن يقدم فيلمه الخامس كأحد أنجح المخرجين المصريين.

فإضافة لتمثيل مصر في الأوسكار، عُرض "شيخ جاكسون" في مهرجانات تورنتو ولندن والجونة، وهو ما يضعه في موقف تفاوضي جديد بمواجهة الرقابة التي اعترضت على عنوان الفيلم منذ مرحلة السيناريو، وهو ما قد يعبر عن اعتراضات أخرى مازالت حبيسة الغرف المغلقة.





ويرى نقاد فنيون أن الرقابة السينمائية في مصر قد تخلت عن سلطة المنع والحذف طوعاً في 2015، وتحولت إلى نظام التصنيف العمري الذي لا يتم تطبيقه عملياً في دور العرض، لكن الرقابة كهيئة بيروقراطية تابعة للدولة تستمر بالتأكيد في متابعة خطوط المنع التقليدية المفهومة للجميع، الرقابة هنا تسعى لتقليل حجم الاحتكاك الذي سيحدث مع المؤسسات الدينية، وإذا تصاعد الأمر فإن الجميع سينسى قرار 2015 ويتم إلقاء المسؤولية على الرقابة التي سمحت به.





عمرو سلامة، مع أحمد مالك الذي يقوم بفترة مراهقة الشيخ، وبسمة بدور الطبيبة النفسية التي يلجأ لها لعلاج مشكلته، الثلاثة من الشخصيات العامة التي يعاديها الإعلام الموالي للسلطة بوصفهم مؤيدين لثورة يناير، وبالتأكيد سيتعرض الفيلم لهجوم من هذه الزاوية، لكنه هجوم سيكون مفيداً على الأرجح كما حدث العام الماضي مع فيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب، ومع هذا فإنه من الخطأ أن يعتمد سلامة على هذا في تفاوضه الحالي مع الرقابة.





النقطة الأفضل لدى الفيلم هي أن نسخة المخرج سوف تُعرض كاملة في مهرجان الجونة، وبالتالي سينال دعم من النقاد والسينمائين الذي شاهدوا هذه النسخة. الأوسكار ربما يمثل حماية إضافية، خاصة وأن رئيس الرقابة خالد عبد الجليل كان ضمن اللجنة التي اختارته.

سلفي راقص VS. العالم


يظن البعض أن مجرد تمثيل الفيلم لمصر في سباق أوسكار الأفلام يعني أنه أصبح مرشحاً للجائزة، الحقيقة أنه واحد من عشرات الأفلام التي تقدمت للجائزة، إجرائياً لا يُعد تقدمه نهائياً حتى تعلن الأكاديمية عن القائمة.

في العام السابق وصل عدد الأفلام المتقدمة إلى 85 فيلماً، وهو أكبر عدد في تاريخ هذه الفئة، ومن المتوقع هذا العام أن يزيد الرقم، ثم تُجرى التصفية الأولى لاختيار تسعة أفلام في القائمة القصيرة، ثم يتم تصفيتها في شهر يناير 2018 إلى خمسة أفلام فقط مرشحة، تمهيداً لإعلان الفيلم الفائز في حفل توزيع الجوائز التسعين في 4 مارس/أذار 2018.





المهرجانات والأوسكار يضيفون لحظوظ الفيلم في الانتشار عالمياً، لكن مع الانتشار تظهر عيوب أخرى لا يلاحظها إلا المشاهد العالمي، مثل مشكلة موسيقى مايكل جاكسون التي لم يكن لدى صناع الفيلم القدرة على شراء حقوق استخدامها فحاول الموسيقي والممثل هاني عادل أن يحاكيها، وهو ما لم يقبله نقاد مجلتي Variety وThe Hollywood Reporter بعد مشاهدة الفيلم في تورنتو.

هاني عادل VS. جمهور جاكسون


لا يوجد مؤشر على كون جمهور مايكل جاكسون المصري أقل تطلباً في الموسيقى عن النقاد الأجانب، فهذا هو أول فيلم مصري يتناول انتشار موسيقى جاكسون ورقصاته في الثمانينات والتسعينات، من خلال شرائط الكاسيت والفيديو وقبل ظهور الإنترنت.

هذا الجمهور تدور أعماره بين منتصف الثلاثينات والأربعينات، وهي ليست الشريحة الأكبر في جمهور السينما بمصر، لكن بشكل عام فإن نوستالجيا هذه الفترة هي السلعة الأكثر رواجاً في الأفلام والمسلسلات والبرامج والإعلانات وحتى الكتب أيضاً.

تحميل المزيد