ديكتاتور مصابٌ بجنون العظمة له 11 زوجة، وإرهابيون إسلاميون، وحربٌ أهلية وشيكة تُجبِر أميركا على التدخل لإنقاذ الموقف.
هذا هو مجرى أحداث إحدى حلقات المسلسل الأميركي الشهير Madam Secretary الذي أثارَ ضجةً بين الجزائريين المعترضين على أنَّ المسلسل يلجأ إلى كل كليشيه نقله المستشرقون في تصويره لدولة الجزائر الواقعة شمال إفريقيا.
الحلقة التي أغضبت الجزائريين
Paranoid dictator with 11 wives, Islamist terrorists and impending civil war forces US to intervene & "save the day"https://t.co/Jzg4KrggrO
— Middle East Eye (@MiddleEastEye) September 15, 2017
ففي الحلقة الثانية من الموسم الثالث نرى وزيرة الخارجية الأميركية (تلعب دورها تيا ليوني) في صراع لـ"إنقاذ الجزائر" من ديكتاتور يسعى للحفاظ على السلطة، في الوقت الذي تكون فيه البلاد مُهدَّدة بنشوب حربٍ أهلية، بينما يرأسها ديكتاتور لديه 11 زوجة وهنا أيضَا عشيقة لسبب غير مفهوم!.
ورغم أنَّ المسلسل حسب موقع Middleeasteyeقد يكون خيالياً، سارع الجزائريون على الشبكات الاجتماعية إلى التنديد بـ"كليشيهات" المسلسل، ومشاهده غير الواقعية، وشخصياته.
إذ قال أحد الجزائريين معلقاً على الحلقة على موقع فيسبوك:
"تُصوِّر الحلقة الثانية في الموسم الثالث من مسلسل Madam Secretary، والتي تجري أحداثها بين الجزائر والولايات المتحدة، الجزائر وهي على وشك الانفجار بسبب المُتمرِّدين والإرهابيين في مدينة تندوف، واسم الرئيس هو حداد. ينقل المسلسل الرئيس باعتباره مريضاً عقلياً يعاني من جنون العظمة وعدم الاتزان، ولديه 11 زوجة. يرتدي ممثل الحكومة الجزائرية ثياباً تشبه ثياب العاهرات، ويتفاوض الجنرال "مراد شراد" مع الأميركيين، ويحدث انقلاب، ويُحاكَم حداد لاحقاً في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا. ملاحظة: يعدِم حداد البروفيسور أركون. ملاحظة أخرى: في الحلقة الخامسة، هناك تدخل أميركي في الجزائر بمباركة الرئيس الجديد، والذي يقوم الأميركيون بعده بـ"إنقاذ" الجزائر".
وكتب أحد مستخدمي تويتر تغريدة قال فيها: "صوَّر مسلسل Madam Secretary المعروض على شاشة CBS وزيرة الخارجية الأميركية وقد سافرت إلى الجزائر بغرض إسقاط رئيس استبدادي. هوليوود تجعل من حدوث انقلاب عسكري أمراً طبيعياً. هذا شيءٌ مثيرٌ للاهتمام".
CBS Madam Secretary was about the Secretary flying to Algeria to overthrow an autocratic President. Holywood normalizes a coup. Interesting
— Tim Hogan (@TimInHonolulu) ٥ يونيو، ٢٠١٧
في منشورٍ على فيسبوك، كتب جمال زبوج، أحد مرتادي الشبكات الاجتماعية: "في خيال كتاب السيناريو الأميركيين، أصبح بلدنا على وشك الانفجار بسبب (قوة إرهابية)".
وأضاف زبوج أنَّ الحلقة رسمت "صورةً تتناقض تماماً مع طبيعة دولة الجزائر المستقرة الهادئة السلمية، التي تحاول الدفاع عن دبلوماسيتنا في المؤسسات الدولية".
أحداث غريبة
إنَّ شخصية "الديكتاتور البغيض"، كما وصفته وزارة الخارجية في المسلسل، مُتهوِّرة ومُصابة بجنون العظمة، ولا تهتم بأي شيءٍ أكثر من السلطة.
وتجمهر "المتمردون" مُهدِّدين بتنظيم "مسيرة في الجزائر"، حيث ينتظر الإسلاميون المسلحون نشوب الفوضى من أجل الاستيلاء على العاصمة من جنوب البلاد.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها الجزائر مصدر إلهام مسلسلٍ تلفزيوني.
ففي عام 2015، في الموسم الأول من مسلسل فرنسي يدعى Le bureau des legendes، تخيَّل كُتَّابه حرباً تقع بين أجهزة الاستخبارات الفرنسية والجزائرية.
وفي عام 2016، شنَّ الأميركيون غارات جوية على الجزائر في مسلسل Designated Survivor لإنقاذ البلاد من حكومتها الشريرة داعمة الإرهاب.
الأمر ليس جديداً
السخرية من الشخصية العربية، أو تقديمها بشكل غير لائق ليس بجديد على هوليوود.
أحد أبرز من كرسوا أنفسهم لمحاربة هذه الصورة كان الكاتب الأميركي من أصول سورية والأكاديمي جاك شاهين، الذي توفي مطلع العام 2017، الذي أصدر عام 2001 كتابًا يحمل عنوان Reel Bad Arabs رصد من خلاله جذور الصور النمطية للرجل العربي والمرأة في أكثر من 1000 عمل فني ظهر فيها العرب والمسلمون كشعوب بلا حضارة، وقاسية بلا رحمة ناهيك عن صورة الإرهابي الذي يروع الغربي الأبيض المسالم الآمن.