لماذا يعتبر الموسم السابع هو الأسوأ في سلسلة Game Of Thrones؟!

- في الحلقة الأخيرة نجد حواراً مطولاً وغير منطقي لإقناع كاليسي بقبول الهدنة، بصورة مبالغ فيها، وبالطبع كنا نعلم من اللحظة الأولى أنها ستخون الهدنة كما ظهر لاحقاً، كما أنني توقعت استعانتها بـGolden Men وهو ما سيتم في الجزء القادم لموازنة القوة بينها وبين كاليسي التي ستنهكها الحرب.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/07 الساعة 03:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/07 الساعة 03:32 بتوقيت غرينتش

إنه أفضل عمل تم إنتاجه في تاريخ الدراما على مستوى العالم..

هذه العبارة لا بد منها في بداية هذا المقال، فعظمة المسلسل على جميع المستويات لا يمكن نكرانها على الإطلاق، فالقصة وحبكتها في غاية الروعة، الحوار وسير الأحداث يسيران في نسق غير متوقع بصورة دائمة، مما يجعلك تشعر وكأنك تعيش حياة حقيقية، إنها الحبكة التي جعلتك تتفاعل مع الأشخاص، تبكي على فراقهم، تقتنع بوجود مخلوقات أسطورية كالتنانين والموتى الأحياء "White walkers"، إنها أشبه بألف ليلة وليلة بمسحة عصرية تناسب القرن الحادي والعشرين، الإخراج يدرس، الأزياء والميكاب في غاية الإتقان والروعة، أداء الممثلين أكثر من رائع بغض النظر عن حجم دورهم، الموسيقى التصويرية تتحدث بدلاً من الأحداث في كثير من الأحيان، العمل متكامل بصورة مرعبة تجعل الشخص ينتظر عاماً كاملاً لمشاهدة 10 حلقات، إنه العمل الذي كبر فيه الأبطال في الحقيقة مع كبر شخصياتهم في الرواية، وما زلنا نعيش معهم منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا.

ولكن ماذا حدث في الموسم الأخير "السابع" وجعلنا نوجه بعض النقد للمسلسل الذي نعشقه؟! ببساطة.. هناك الكثير من المتغيرات أبرزها أن مؤلف هذا العالم الساحر العبقري George R.R. Martin قد انفصل عن كتابة المسلسل بداية من الجزء الخامس، وهو ما أعتبره أنا ضربة قوية للمسلسل، فخالق هذا العالم هو أدرى الناس بتفاصيله، وهو أقدر شخص على رسم تفاصيل الأحداث بما يخدم النهاية التي لا يعلمها أحد إلا هو.

منذ الجزء الخامس بدأت الأحداث تتغير وبصورة شديدة بين القصة والمسلسل، وقد اتفق الصنّاع على إنهاء المسلسل في موسمه الثامن، بينما سيستمر الكتاب إلى الجزء العاشر.

من أبرز المتغيرات بين الكتاب والمسلسل هو Lady Stone وهي شخصية كاتلين ستارك التي قتلت ابنها غدراً فيما يعرف بأحداث حلقة الزفاف الأحمر The Red Wedding؛ حيث رفض صناع المسلسل إعادتها للحياة في صورة شريرة كما هو مكتوب في الرواية، وهو ما زاد الخلاف بين الكاتب وصنّاع المسلسل؛ حيث يرى الكاتب أن شخصية Lady Stone هي شخصية محورية ومؤثرة في سير الأحداث، الاختلافات كثيرة بين المسلسل والرواية، والخلافات أجبرت الجميع على الفصل بين القصة والمسلسل.

في الحقيقة أنا أتفهم موقف الكاتب وأؤيده بشدة، فقد فقد المسلسل الكثير من رونقه مقارنة بالأجزاء الأولى، وزادت الفجوة بصورة مرعبة في الجزء الأخير، ولكن يجب أن نتفهم أيضاً وجهة نظر المنتجين، فليس كل ما يكتَب ويمكن أن يكون جميلاً في الرواية سيكون بالضرورة مقبولاً لدى مشاهد التلفاز، يضاف إلى ذلك بُطء الكاتب في الكتابة، بالطبع أتفهم أن الأعمال الفنية والإبداعية تستغرق كثيراً من الوقت، وأن المبدع مرتبط بحالته النفسية في الكتابة وبطقوس لن يفهمها إلا هو، ولكن على الجانب الآخر إنتاج المسلسل مرتبط بمواعيد تسليم، وبأبطال ربما يموت بعضهم، وجمهور ربما ينسى أو يمل من الانتظار، مع خطورة وفاة الكاتب الذي يزيد عمره عن السبعين عاماً!

في النهاية المسلسل تراجع تدريجياً منذ أن تركه الكاتب الأصلي، إلى الحد الذي وصل بالجزء الأخير إلى مرحلة الجيد جداً، ولكنه ليس بنفس الكفاءة التي اعتدنا عليها من هذا المسلسل وجعلتنا ننتظره موسماً تلو الآخر؛ لذلك سأرصد ما سجلته من سلبيات في هذا الجزء:

– إطالة لا داعي منها في جميع الحلقات، حوارات بلا معنى، مشاهد طويلة لسام وهو يقوم بتنظيف براز المرضى لا داعي منها، مشهد لا داعي منه تم خلقه خصيصاً لمفاجأة أريا بمغنيها المفضل Ed Sheeran، فإذا ما قمنا بإلغاء الحلقة الأولى كاملة لن يضر ذلك المسلسل في شيء، تفسيري لذلك أن الموسم 7 حلقات على عكس المواسم السابقة "10 حلقات"، والموسم الأخير 6 حلقات، ويمكن لأي مشاهد أن يلحظ حجم "المط" في الأحداث بدون داعٍ، لزيادة الحلقات، وإن كنت أرى أنه لو تم دمج الجزأين في موسم واحد لكان أكثر قوة، ولكن يبدو أن ذلك حدث لأسباب تجارية بحتة.

– حاول المسلسل أن يستغل انجذاب المشاهدين لمشهد ذبح أريا لـ"لرود فراي" وإطعامه أبناءه، فبدأوا المسلسل بمشهد لأريا وهي ترتدي وجه لورد فراي، فكرة المشهد جيدة، ولكنها لم تنفذ بواقعية، فكيف لفتاة في صغر حجم أريا أن تظهر بنفس حجم لورد فراي الضخم وتقليد صوته أيضاً! ربما يرد قائل بأن أريا قد تعلمت الكثير من الأحاجي السحرية في الرواية، ولكن في المسلسل الأمر اقتصر على مهارات القتال وارتداء الأوجه، وطالما أن المسلسل عمل مستقل بذاته فهذا المشهد غير واقعي، كما أن انسحاب أريا التي رفضت أن تسمم النساء بسلاسة من بينهن دون أن تصيح إحداهن وتطلب من الحرس التدخل، أمر غير منطقي على الإطلاق.

– كان هناك مشهد غرافيك لقلعة وينترفيل في الحلقة الأولى من السماء ظهر بمظهر صادم ورديء جداً.

– شخصية يورين جرايجوري لم تظهر بمظهر جيد، فقد حاول الممثل Pilou Asbæk الظهور بمظهر الدموي المجنون الشرس، ولكنه لم يكن مقنعاً على الإطلاق وبدا سخيفاً ولم يعكس قوة الشخصية وجنونها بصورة صحيحة كما في الرواية، باستثناء مشهد المعركة التي خاضها ودمر فيها أسطول كاليسي البحري مختطفاً قادة الدورن وبنت شقيقه يارا.

– لم يقُم المسلسل بإظهار كيفية معرفة يورين بخطة كاليسي، وتوقعه حركة أسطولها البحري في ذلك التوقيت بالتحديد، وهو ما جعلنا نتصور أن هناك خائناً من بين حلفاء كاليسي، ولكن في النهاية لم نجد تفسيراً مقنعاً، وتكرر الأمر في هجوم الـ Unsullied على كاستلي روك وخداع جيمي لهم بهجومه على الريتش وعائلة تاريل، التفسير المنطقي الوحيد هو خيانة لورد فاريس لها وتسريبه معلومات عن تحركاتها، خاصة التحذير شديد اللهجة من كاليسي له بإحراقه حياً إذا ما قام بخيانتها، لكن لم يُظهر المسلسل خيانة اللورد فاريس ولم يقدم تفسيراً واضحاً لما حدث، ربما يظهر ذلك في الجزء القادم، ولكن الأمر حتى الآن مخطط له لإضعاف كاليسي التي تملك قوى غير متكافئة على الإطلاق: 3 تنانين وجيش الدوثراكي وجيش unsullied وعائلة الدورون وعائلة التايريل، ونصف جيش الجزر الحديدية وموازنة القوى في مواجهة اللانستر الذين لا يجدون دعماً إلا من الجزر الحديدية، وهو أمر لا بد منه، ولكن لم يستطِع الكاتب إحداث الفارق بصورة منطقية، ولو أنه كان قد اعتمد على فكرة وجود خائن لتقبّلنا الأمر.

– مشاهد بران في غاية السخافة ولا معنى لها، بالتأكيد سيكون له دور هام في القضاء على السائرين البيض، ولكن تكرار ظهوره بمظهر المتأمل وترديده "عبارة أنا الغراب ذو الثلاث أعين" كالروبوت مملّة للغاية ولا داعي لها.

– إخراج المعركة بين الدوثراكي وتنانين كاليسي كان رائعاً، ولكن مشهد الختام بسقوط جيمي الذي كان يركض بخيله على أطراف المياه ومن حوله الصخور في مياه عميقة لا نعلم من أين ظهرت لم يكن مقنعاً، قد يفسر البعض بوجود مناطق شديدة الانخفاض فجأة في بعض البحيرات، ولكنني شعرت بأن ما تم يشبه كليشيهات الأفلام التي لم نعتَدها في المسلسل الرائع، فكلما أراد الكاتب أو المخرج إنقاذ البطل أسقطه في المياه.

– معظم نقاشات وحوارات تريون كانت ركيكة وأضعفت شخصيته بصورة كبيرة، لم يبدو القزم ذكياً كعادته، من أكثر الحوارات ركاكة تلك التي قالها داعياً كاليسي إلى عدم الذهاب وحدها لإنقاذ جون سنو.

– فكرة تسلل القزم لمخاطبة شقيقه لم تكن منطقية بتاتاً، فتريون لانستر يعلم كمّ الكره الذي تكنّه أخته له، ولن تتردد عن قتله، كما أن هيئته معروفة ومثيرة للأنظار، إضافة إلى ثقته في "برون" لترتيب لقائه مع شقيقه أمر في غاية السذاجة، فقد سبق وتخلّى عنه عند منازلة الماوتن بتهمة قتل جيفري، فهو يعلم أن برون لا يتحرك إلا بالمال وبالفعل أبلغ شقيقته، وكان يمكنه أن يرسل غراباً أو وسيطاً لنقل الرسالة عوضاً عن ذلك.

– فكرة رحيل جون سنو وتجميعه مجموعة من المحاربين في مشهد أشبه بـavengers خارج أسلوب المسلسل، أنا أعرف أن الفكرة ستروق لكثيرين، ولكنه كسر ميزة المسلسل الذي يعتمد على الواقعية، وعدم اعتماده على بطل بعينه وتضحيته بمن يخطئ، الرحلة من أولها غير منطقية، فأولاً ما الهدف من الرحلة؟ إحضار أحد الزومبي لإقناع سيرسي بالهدنة! جميعنا يعلم أن سيرسي تحتاج الهدنة أكثر من أي وقت مضى، وجميعنا يعلم أن سيرسي ستخون الهدنة في أول فرصة، فما الداعي لتلك المخاطرة؟! وإذا افترضنا سذاجة جون سنو، فماذا عن لورد فاريس المحنك الذي يعرف سيرسي جيداً؟! وماذا عن القزم تيرون الذي يعلم ألاعيب شقيقته جيداً؟! حسناً سنحاول تقبّل المهمة برغم سذاجتها، تم العبور والسير مسافة طويلة حتى نجاحهم في القبض على الزومبي، فتتم مفاجأتهم بعشرات الآلاف الذين يحيطون بهم، بينما ينجح جندري في الركض هذه المسافة بنفس واحد والوصول وكتابة رسالة لتصل الرسالة إلى كاليسي التي كانت مستعدة بارتدائها بدلة "الشتاء" وتصل إلى الشمال بتنانينها، وكأنها تعلم بمكان تواجدهم بدقة!

إن عامل الزمن هنا غير منطقي بتاتاً، أما بخصوص القتال فمن غير المنطقي أن ينجح أقل من عشرة أشخاص في الصمود كل هذه الفترة أمام هذا العدد المهول مهما كانت قوتهم، فهم بشر في النهاية ويواجهون جيشاً من الأموات لا يخشى الموت، كما أن مشاهد القتال لم تكن مقنعة، وتيقنا أن المخرج لن يقتل أياً من الأبطال المهمين، إضافة لكل ذلك، كان مشهد سحبهم للجثة وهم يواجهون هذا الخطر المحدق كوميدياً ومتنافياً مع الطبيعة البشرية، خاصة عندما قام جون سنو بترك الزومبي والارتماء لإطفاء الزومبي المقيد بعد أن نشبت فيه النيران، وبعد تدخل كاليسي يسقط جون سنو بعد أن سحبته مجموعة من الزومبي في المياه المتجمدة، التي يتوقف قلب الإنسان فيها خلال أقل من دقيقة، ولكن سنو يخرج بعد وقت طويل ويسير مترنحاً! ليأتي عمه ويمنحه خيله ويضحي بنفسه، والسؤال الآخر: لماذا لم يركب معه الخيل ليهربا معاً؟!

– في الحلقة الأخيرة نجد حواراً مطولاً وغير منطقي لإقناع كاليسي بقبول الهدنة، بصورة مبالغ فيها، وبالطبع كنا نعلم من اللحظة الأولى أنها ستخون الهدنة كما ظهر لاحقاً، كما أنني توقعت استعانتها بـGolden Men وهو ما سيتم في الجزء القادم لموازنة القوة بينها وبين كاليسي التي ستنهكها الحرب.

– الحبكة الدرامية لخطة اللورد بيليش كانت فقيرة للغاية، فالرجل الداهية الذي استطاع خداع نيد ستارك واللعب على جميع الملوك سقط بطريقة ساذجة وبمخطط أكثر سذاجة، لا أدري حقيقة أهمية الإيقاع بين أريا وسانسا بالنسبة له؟! لكن من المنطقي أن يحاول التخلص من الاثنين ومعهما جون سنو، لو كان المخطط يكمن في الإيقاع بين سنو وسانسا لكان أكثر منطقيةً، كنت أعلم من البداية أن الرجل الذي يستخدم النساء لنيل أغراضه ستسقطه الفتاتان، ولكنني كنت أتمنى أن يكون السقوط أكثر إبداعاً وحبكة.

في الختام.. يجب أن ننوه بأن ذكرنا للسلبيات لا ينقص من حجم المسلسل كأكثر الأعمال إبداعاً شاهدتها على مدار حياتي، ولكنني كنت أتمنى أن يكمل المسلسل بنفس القوة، فلو كان مستوى الأجزاء الأولى بمثل هذا الجزء لما كنت قد أكملت متابعة المسلسل، وأتمنى في النهاية أن ينجح المسلسل في تدارك هذه الهفوات في الجزء الأخير، وإن كنت أميل إلى اعتماد نهاية القصة المكتوبة بدلاً من المسلسل؛ لأنني واثق من أنها ستكون أكثر إتقاناً وروعةً.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد