مصر غائبة عن المهرجانات الفنية منذ 8 سنوات.. ألم ينسَ الجزائريون أزمة مباراة الكرة منذ 2009؟

يلاحظ للسنة الثامنة على التوالي، غياب الأغنية المصرية عن المهرجانات الجزائرية، رغم أنها تحمل طابع العربية والدولية، وكان الفنان الشعبي المصري حكيم آخر من مثَّل الأغنية المصرية بمهرجان جميلة العربي سنة 2008.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/04 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/04 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش

كان الافتتاح سوريّاً من إحياء المغني السوري حسين الديك، والاختتام فلسطينياً، في سهرة أحياها المغني الفلسطيني محمد عساف، يوم 27 يوليو/تموز 2017 ، تخللها أصوات من العراق، لبنان، ليبيا وتونس.

اختُتم بالجزائر مهرجان "جميلة العربي" في طبعته الثالثة عشرة، بعد 8 أيام من السهرات الغنائية التي أحياها 40 فناناً عربياً ومحلياً، أبرزهم: اللبنانية نجوى كرم، ومواطنها وائل جسار، والعراقي رضا العبد الله، والسوري حسين الديك، والتونسي صابر الرباعي، والفلسطيني محمد عساف، والجزائري الشاب بلال.

سبقها إسدال الستار على الطبعة الـ39 لمهرجان "تيمقاد" الدولي، في 13 يوليو/تموز 2017 ، الذي عرف مشاركة عربية وغربية كبيرة، خاصةً من سوريا، ولبنان، والعراق والمغرب، دون نسيان الأغنية الجزائرية.

ويعد مهرجانا تيمقاد الدولي، وجميلة العربي، من أشهر المهرجانات الغنائية في الجزائر، وينتظمان سنوياً بمدينتي الآثار الرومانية؛ تيمقاد وجميلة.

ورغم ذلك، يلاحظ للسنة الثامنة على التوالي، غياب الأغنية المصرية عن المهرجانات الجزائرية، رغم أنها تحمل طابع العربية والدولية، وكان الفنان الشعبي المصري حكيم آخر من مثَّل الأغنية المصرية بمهرجان جميلة العربي سنة 2008.

مصر غائبة




وأظهر الموقع الرسمي لمهرجان تيمقاد الدولي مشاركة 35 فناناً عربياً وأجنبياً في الطبعة الـ39 هذا العام والممتدة بين 6 و13 يوليو/تموز 2017، مع تسجيل الغياب الكلي للفن المصري، الذي لم يعتلِ منصة الموقع الأثري بتيمقاد، حيث ينظيم المهرجان، منذ 2007، وقتما كان محمد منير ضيف شرف المهرجان.

فيما نشر الموقع الرسمي لمهرجان جميلة العربي البرنامج الكامل لسهرات الطبعة الـ13 التي امتدت بين 20 و27 يوليو/تموز 2017، والتي لم تعرف ولو مشاركة لفنان مصري، وتعود آخر مشاركة مصرية في مهرجان جميلة العربية سنة 2008 بصوت الفنان حكيم.

وعرفت طبعتا مهرجان تيمقاد وجميلة سنة 2007 مشاركة كل من حكيم بالموقع الأثري في باتنة، وإيهاب توفيق بمسرح كويكل الروماني في ولاية سطيف، هذا الأخير الذي بدا حينها سعيداً لملاقاته الجمهور الجزائري.

الكرة هي السبب




يُرجع الإعلامي الجزائري المتخصص بالحقل الثقافي علاوة حاجي، سبب القطيعة الفنية مع المصريين من قِبل مسؤولي الثقافة والمهرجانات بالجزائر إلى الأزمة الكروية التي انفجرت في 2009 بين البلدين.

وقال حاجي لـ"عربي بوست"، إن المشرفين على المهرجانات بالجزائر، وعلى رأسهم الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وجد نفسه محرَجاً في استدعاء أسماء مصرية ساهمت في تعقيد الوضع بين الشعبين، المصري والجزائري، بتصريحاتهم سنة 2009.

وقال إن القضية لم تتوقف عند انتقادات اللاعبين والشعب الجزائري؛ "بل امتدت إلى سبِّ الشهداء ورموز التاريخ والدولة، وهي نقطة جعلت الجزائري منذ ذلك الحين ينفر مما هو مصري".

وهو ما ذهب إليه الإعلامي في جريدة "وقت الجزائر" سفيان خرفي، الذي حمّل الفنان المصري أسباب هذه القطيعة التي حصلت مع المهرجانات الجزائرية .

وقال سفيان لـ"عربي بوست"، إن "الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ومحافظة المهرجانات في الجزائر باتا منذ ذلك التاريخ متخوفَين من استدعاء المغنين المصريين؛ تجنباً لرد فعل الجماهير".

أما مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، فقد اكتفى في تصريحه لـ"عربي بوست" بالقول: "نعم، قد تكون أزمة 2009 الكروية سبباً في غياب الفن المصري عن المهرجانات".

وكان عدد من نجوم الفن والدراما والإعلام في مصر، قد أصدروا عدداً من التصريحات التي اعتبرها الجزائريون "غير لائقة"، في أعقاب مباراة كرة القدم التي جمعت مصر والجزائر بالسودان، في تصفيات كأس العالم نوفمبر/تشرين الثاني 2009، وعاد حينها الفوز للجزائر بهدف واحد أحرزه اللاعب عنتر يحيى.

حتى الدراما غائبة





الإعلامي الجزائري المتخصص بالشؤون الثقافية علاوة حاجي، يربط أيضاً غياب الأعمال التلفزيونية المصرية في الجزائر بالأزمة الكروية عام 2009.

وقال حاجي لـ"عربي بوست": "كان التلفزيون الرسمي الجزائري قبل عام 2009 يعتمد على الأفلام والمسلسلات المصرية بنسبة كبيرة جداً؛ بل كانت أغلب الأعمال الدرامية التي يبثها التلفزيون الجزائري مصرية".

ومنذ سنة 2009، يضيف حاجي، "لم يقتنِ التلفزيون الجزائري أي عمل مصري، وتوجه بعدها بنسبة كبيرة إلى الدراما السورية، والأفلام والمسلسلات المدبلجة، خاصةً التركية".

واقتصرت المشاركات المصرية في التظاهرات الثقافية الجزائرية، بحسب المتحدث في مهرجان وهران للفيلم العربي، على مشاركة بعض الممثلين، وكذا الصالون الدولي للكتاب، من خلال دور النشر المشاركة.

رغم الاعتذار


بعد 8 سنوات من الأزمة، ورغم الاعتذارات المتتالية من فنانين مصريين، فإن مهرجانات الجزائر تبقى بلا رائحة مصرية.

وأوردت مجلة "الشروق العربي" الجزائرية أن الفنان المصري إيهاب توفيق اعتذر من الشعب الجزائري خلال حلوله ضيفاً على برنامج "كل يوم جمعة" مع الإعلامي عمرو أديب، وذلك عما بدر منه سنة 2009 من كلام في حق الجزائر.

ودعا إيهاب توفيق، الذي كان ضيف شرف مهرجان جميلة العربي عام 2007، حسب المجلة، إلى مصالحة بين الشعبين المصري والجزائري، متمنياً طي صفحة الماضي.

وفوق ذلك، تحدث إيهاب -حسب المجلة- عن حفل كبير ينظمه في الجزائر كعربون صلح بين الجزائر ومصر في مارس/آذار أو أبريل/نيسان 2017، لكن ذلك لم يحدث رغم مرور 4 أشهر على الموعد.



وكان الفنان المصري محمد فؤاد، وفي مكالمته الشهيرة عام 2011 لإحدى القنوات المصرية، قدم اعتذاراته للجزائريين مما بدر من المصريين خلال أزمة 2009.

تحميل المزيد