أثارت إحدى حلقات المسلسل المصري "في ال لالالاند" (الذي تبثه قناة cbc المقربة من النظام)، غضب الموريتانيين على شبكات التواصل الاجتماعي، معتبرين أن مقطعاً من الحلقة الـ15 من المسلسل يمثل إساءة للبلد، لوصفه للموريتانيين بالمرتزقة وقطاع الطرق والإرهابيين.
ويظهر في المقطع الذي أثار غضب الموريتانيين الممثل المصري أحمد الميرغني، وهو يتحدث بلهجة صعيدية مع ممثلين يتبين من لهجتهم أنهم سودانيون، قائلاً إنه اختارهم بالخصوص لأنهم من أخطر مجرمي موريتانيا.
ويواصل الميرغني حديثه للمجموعة الموريتانية، مؤكداً أنه جمعهم حوله كمرتزقة من أجل ممارسة السلب والنهب وقطع الطرق، وأنهم سيقيمون معسكراً تدريبياً لتعلم كيفية القتل، والسرقة، وقطع الطريق، حتى تقسو قلوبهم مع الزمن ليساعدوه في أخذ ثأر له في مصر.
ويُظهر المشهد المجموعة وقد نفذت أولى عملياتها ضد أجنبي من أصول مصرية.
التحريض على العنف والاتهام بالإرهاب
رأى عدد من الموريتانيين أن اللقطات التي تسيء لموريتانيا ضمن حلقة المسلسل المصري، تحمل بعداً تحريضياً على الفتنة الداخلية، من خلال استغراب الممثل المصري الذي تحدث إلى المجموعة الإرهابية، كيف تكون موريتانيا منطقة جبلية وتتركونها للاستقرار والهدوء، كما يحمل تشويها لصورة البلد، من خلال ربطه بالإرهاب.
وطالب عدد من المدونين والنشطاء باستدعاء السفير المصري في نواكشوط، لتسليمه مذكرة احتجاج على إنتاج المشاهد التي اعتبروها مسيئة لموريتانيا.
وأبرز محمد ولد محمد الحسن طبيعة الاختلافات في التناول الإعلامي بين دولة وأخرى لصورة موريتانيا.
وندد المدون شيخنا ولد محمد فال -المقرب من السلطة- بهذا المسلسل.
مَطالب بتوجيه احتجاج لمصر
اعتبر الصحفي الموريتاني، محمد فال ولد الشيخ، أن الهجوم الإعلامي المصري غير مستغرب من إعلام "غارق في الضحالة والتفاهة".
وأضاف: "المؤسف أن الحكومة لم تحرك ساكناً، وكان الأولى أن تستدعي السفير المصري للاستفسار والاحتجاج على هذا السلوك المشين وتشويه سمعة شعبنا، المعروف بوسطيته وبعده عن الغلو والتطرف".
وقال ولد الشيخ في حديثه لـ"عربي بوست"، إن الشعب الموريتاني لم يكن إرهابياً يوماً، وهو من أقل الشعوب العربية تأثراً بظاهرة الإرهاب رغم تدينه، وتمسكه بالقيم الإسلامية، لكن مهاجمة مظاهر التدين والخلط بين المتدينين والإرهاب هواية مفضلة لدى الإعلام عموماً، خاصة بعض مؤسسات الإعلام الغربي، إضافة إلى إعلام بعض الأنظمة العربية.
وأشار ولد الشيخ إلى أن وسائل الإعلام هذه "غريبة على وجدان الشعوب، ومنسلخة من القيم والثقافة العربية الإسلامية، وهي في حالة عداء مع مظاهر التدين، وتعمد إلى الإعلام المبتذل لتشويه صورة الإسلام والمجتمعات المسلمة"، على حد وصفه.
بدوره عبَّر الناشط السياسي، الخليفة ولد أحمد عن امتعاضه الشديد من المسلسل المصري الذي يصف بقطاع الطرق.
وأضاف ولد أحمد في حديثه لـ"عربي بوست"، أنه إذا لم يتم إيقافه والاعتذار عما لحقه من أذى بالبلد، فيجب قطع العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية مصر.