تعتبر قصص الحياة العائلية كنز من كنوز هوليوود التي لا تنضب، فتارة تقدّم العائلة على أنها مصدر دعم لفردها، وتارة أخرى مصدر إزعاج لابد من الهروب منه من أجل النجاة والتقدم في الحياة.
لم يبتعد فيلم The Meyerowitz Stories المشارك حالياً في مهرجان "كان" السينمائي في دورته السبعين، بل والذي يعتبر من أوفر الأفلام حظًا لنيل جائزة السعفة الذهبية، عن هذه الفكرة التي تكررت مرات ومرات.
The last time Adam Sandler and Ben Stiller were in a movie together was 1996 https://t.co/MaFJgpAT2f
— FOX Cinemas (@FOXCinemas) May 27, 2017
لكن الجديد هو محاولة الإجابة التي قدّمها مخرج العمل وكاتبه نوح بومباش، في هذا الفيلم المليئ بأبطال الكوميديا في الولايات المتحدة وعلى رأسهم داستن هوفمان وبن ستيلر وآدم سندلر، وإيما ثومبسون وإليزابيث مارفيل.
علمًا بأن الفيلم من من إنتاج Netflix، وإذا ما صحّت توقعات النقاد ونال آدم ساندلر عن أدائه جائزة الأوسكار، أو ترشح العمل برمته لذلك، فإن ذلك سيعتبر نصرًا كبيرًا لشركة الإنتاج، التي أثارت مشاركتها في المهرجان العريق بفيلمين جدلًا واسعًا، جعل إدارة المهرجان تصدر قرارًا بمنع الأعمال غير المعروضة في سينمات فرنسا من المنافسة على نيل الجائزة الكبرى من المهرجان اعتبارًا من العام القادم.
فشل الأب فرّقهم وجمعهم مرضه
The Meyerowitz Stories. Adam Sandler for Best Actor? #cannes pic.twitter.com/Oaw16oFPAM
— Jamie Graham (@jamie_graham9) May 17, 2017
تدور قصة الفيلم حول عائلة الميوروتز، التي يجتمع أفرادها لأول مرة منذ سنوات؛ فكبير العائلة هارلود ميوروتز (داستن هوفمان) -الذي يشارف على الـ80 من عمره- سقط على رأسه، ما سبب له مضاعفات صحية خطيرة، وضعف بالذاكرة.
مع مرور الوقت، نتعرف أكثر إلى شخصية هارلود، النحات محدود الشهرة والذي لا يقبل أحد على شراء أعماله النحتية، بجانب عمله أستاذاً جامعياً بإحدى جامعات نيويورك.
أما عن حياته العائلية، فهو لم يكن أباً أو زوجاً ناجحاً، وتزوج أكثر من مرة، آخرها من مورين (إيما تومسون).
بعد ذلك، نتعرف إلى باقي أفراد العائلة، فنرى داني ميوروتز (آدم ساندلر) -الابن الأكبر لهارلود- والذي يعيش مع والده بنيويورك، وقد ترك عمله مؤخراً، وانفصل عن زوجته، ويعمل على بيع تماثيل والده، بجانب سعيه لإقامة معرض لعرض أعمال أبيه وبيعها، وله ابنة وهي إليزا ذات الـ18 عاماً.
ونرى ماثيو ميوروتز (بن ستيلر) -الابن الأصغر لهارلود- والذي يدير شركة كبرى بلوس أنجلوس، وهو ابن لهارولد من زواج سابق، لذلك تظهر بينه وبين داني الأخ غير الشقيق غيرة وكراهية مُتبادلة .
ثم نتعرف أيضاً إلى جين ميوروتز (إليزابيث مارفيل) الأخت الصغرى لداني وماثيو، والتي لها علاقة أقوى بداني، وتعيش أيضاً بنيويورك.
في مثل تلك الظروف، المُفترض أن يتكاتف أفراد العائلة، ويكونوا يداً واحدة، لكن عائلة الميوروتز ليست مثل أي عائلة، فمرض والدهم لم يكن بمثابة فرصة للتقارب ، بل لفتح جراح الماضي.
فخلال مرض هارلود، أخذ أولاده الـ3 في تذكر ما حدث في السابق وتساءلوا هل لو كان قد كُتب لأبيهم الشهرة والنجاح بعمله نحاتاً، هل هذا يعني أنه كان أباً ناجحاً؟ أو هل لو كان نجح في تأدية مهامه كونه زوجاً وأباً سيغنيهم عن فشله بحياته العملية؟
وهل آثار فشله بتربيتهم يمكن محوها؟ أو على الأقل عدم نقلها لأولادهم؟
أشعل مرض هارلود الخلافات بينهم، وجعل المسافات الشاسعة بين الأخوة تتضاعف، بل زاد من نقمتهم عليه، لا حبهم له.
كيف رأى النقاد The Meyerowitz Stories؟
ThePlaylist: #TheMeyerowitzStories Plays Like A Condensed TV Show You've Seen Before — #Cannes2017 Review … pic.twitter.com/E9DPGcIGvk
— José Arrieta (@Atzerriratu) May 21, 2017
بعد عرضه الأول بمهرجان "كان" السينمائي -المُقام حالياً- تلقى الفيلم إشادة كبيرة من الجمهور، وأثنى عليه النقاد، فالفيلم رغم جدية جوهر قصته، إلا أن نواه بومباش -مخرج الفيلم- نجح في إضافة عناصر الكوميديا إليه ما جعله وجبة سينمائية سهلة الهضم بالنسبة لمشاهديه.
وأكثر ما أثنى عليه النقاد هو الأداء التمثيلي لفريق العمل وبخاصة آدم ساندلر، وبن ستيلر. فنجح آدم ساندلر في تقديم دور مخالف لأغلبية أدواره غير الناجحة بالسنوات الأخيرة، فلم يقدم ساندلر أداءً متميزاً تمثيلياً مثل الذي قدمه بـThe Meyerowitz Stories إلا العام 2002 بفيلم Punch- drunk Love.
أما بن ستيلر فقدم واحداً من أفضل أدواره التمثيلية على الإطلاق، ونجح في تقديم أداء تمثيلي ثقيل جمع بين الدراما والكوميديا.
ما عاب عليه النقاد هو صغر حجم دور الممثلة إليزابيث مارفيل التي قامت بأداء دور "جين ميوروتز"، وأن دورها كان يستحق مساحة أكبر.
حتى الآن، يحمل The Meyerowitz Stories تقييم 93% على Rotten Tomatoes، و7.6 على Imdb، والفيلم من أقوى المنافسين للحصول على السعفة الذهبية (جائزة أفضل فيلم) بمهرجان كان.
The Meyerowitz Stories ليس أول أعمالهما سوياً
الفيلم ليس هو التعاون الأول بين الثنائي داستن هوفمان، وبن ستيلر، فقد عملا من قبل سوياً في عدة أفلام.
أول تعاون بين بن ستيلر وداستن هوفمان كان العام 2004 في الفيلم كوميدي Meet The Fockers، وهو الجزء الـ2 من فيلم Meet The Parents.
تعاون ستيلر وهوفمان مرة ثانية في فيلم Little Fockers العام 2010، وهو الجزء الأخير من سلسلة Meet The Parents.