وصَفته بالشخص العظيم، وهو قال عنها إنها جميلة ومثيرة للإعجاب، هي فتاة سورية لم يكن يعرفها أحد قبل أن يقول لها العازف ياني أمام الآلاف: "أحبك سيلينا"، في حفلته التي أحياها مطلع الشهر الحالي بولاية كاليفورنيا.
لِم اختارها هي تحديداً؟! لأنّ لحظات قصيرة فصلتها عن الموت، هذا ما كتبته له على صفحة فيسبوك، ولم يستطع العازف اليوناني أن يتجاهل منشورها ووعدها بأن ينقل قصتها للعالم.
وهذا ما فعله.
مقدّم الحفل قرأ رسالة الشابة السورية التي لم تتجاوز العشرين من عمرها، قال: "سيلينا تشكر ياني وتقول إن معزوفته keys to imagination تعطيها الكثيرَ من الطاقة، وصَفته بأنه شخص عظيم".
وأضاف: "إنها تدرس لأجل امتحاناتها، وتستمع إلى موسيقاه التي تُعينها، وطلبت منه أن يعزف لها مقطوعة almost the whisper، وأنها ستكون سعيدة جداً إن لبَّى طلبها".
5 ساعات فصلتها بين أول رسالة والثانية، التي اعتبرها ياني لحظات مرعبة، حيث ورد فيها: "كنت في غرفة المعيشة أدرس، ثم ذهبت لجلب الكمبيوتر من غرفة النوم، مشيت عبر الممر، فقال لي صوت خفي بأن أتوقف مرات عدة، وكل ما تذكرته أنني رميت الكتاب، فسقطت قذيفة على السقف مخترقة غرفة النوم".
قال ياني: "لو كانت هناك قبل ثانيتين لَما نجت".
زوار صفحة ياني على فيسبوك، كتبوا لها عبارات شجعوها على مواجهة هذا الموقف والصدمة القوية التي تعرضت لها، قال: " دُهشت مما جرى".
نعم، لبّى لها ياني طلبها وعزف مقطوعة Almost the whisper، رغم أنه لم يسبق أن عزفها أمام الجمهور طوال حياته، قال: "سأعزفها لك، إنها لكل الناس في سوريا، لأجل حلب والحاضرين ومشاهدي البث المباشر".
مقطوعة للتونسيين فقط!
وهي ليست المرة الأولى التي يتفاعل معها الفنان ياني مع معجبيه على صفحة فيسبوك وخاصة العرب منهم، أحدهم تونسي، اسمه ميسم، كان قد سأله إن كان سيكتب كتاباً جديداً بعد ذلك الذي أصدره عام 2003 "ياني في كلمات".
فردَّ ياني بالقول إنه سؤاله عظيم، موضحاً أنه لم يفكر في كتابة كتاب ثانٍ، ولا يظن أن الوقت مناسب لذلك.
ثم تحدث بإعجاب كبير عن "الوقت الرائع" الذي قضاه في تونس منذ قرابة 3 سنوات، وعزفه مدة يومين بقرطاج، في حفل حضره 27 ألف مشاهد، بحسب الصحف، وقال إنه أروع جمهور سبق أن شاهده، يهتفون وينادون باسمه ويغنون فترة بعد الظهر.
وذكر وسط دهشة الحضور، أن العرض لم يبدأ هناك سوى بحلول الساعة العاشرة والنصف ليلاً، واعتقد أن الجمهور سيكون متعباً، لكن لم تكن هناك من مشكلة لديهم مع ذلك.
ثم التفت إلى البيانو، وقال للمعجب التونسي: "سأعزف لك شيئاً؛ لأنني أحب الشعب التونسي القوي، المؤمن بنفسه"، وبدأ بعزف مقطوعة "A Love For Life"، التي قال إنه عزفها آخر مرة للجمهور في لندن منذ 23 عاماً بقاعة ألبرت الملكية.