فرنسيان “يخترعان” فيلم Breaking Bad والشركة المنتجة تمنعه لهذا السبب

لا يزال مسلسل Breaking Bad يلهب حماسة جمهوره في كل العالم حتى بعد مرور 4 سنوات على عرض موسمه الأخير، كما يعج موقع يوتيوب بمئات "الأعمال الفنية" التي حاول من خلالها معجبو العمل تجميع أجمل مشاهده، وأقواها تأثيراً على سير الأحداث، أو حتى أطرفها، في محاولة منهم لتخليد ذكرى الدراما التي يعتبرها بعض النقاد أفضل مسلسل في التاريخ.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/18 الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/18 الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش

لا يزال مسلسل Breaking Bad يلهب حماسة جمهوره في كل العالم حتى بعد مرور 4 سنوات على عرض موسمه الأخير، كما يعج موقع يوتيوب بمئات "الأعمال الفنية" التي حاول من خلالها معجبو العمل تجميع أجمل مشاهده، وأقواها تأثيراً على سير الأحداث، أو حتى أطرفها، في محاولة منهم لتخليد ذكرى الدراما التي يعتبرها بعض النقاد أفضل مسلسل في التاريخ.



لكن الصحافة الفنية ركّزت أخيراً على واحدة من أبرز هذه المحاولات وأنجحها، وهي لفنانين فرنسيين، عملا سنتين على إخراج فيلم Breaking Bad من مشاهد حلقاته الـ62، فتوصلا إلى إنتاج فيلم مدته ساعتان و7 دقائق، في عمل يلخص مسيرة حياة مدرس الكيمياء والتر وايت، الذي لجأ بعد أن علم أنه مريض بالسرطان إلى صناعة تركيبة كيميائية لأقوى أنواع المخدرات، ليتاجر بها ويترك أرباحها لعائلته بعد وفاته.

وتضاربت آراء النقاد ومحبي العمل حول نجاح الفيلم في "اختصار" قصة عمل لا غبار على تفوقه وتتجاوز مدة حلقاته الـ50 ساعة بتفاصيلها المثيرة دون أن يفقد من جمال حبكته وقصته وتعدد شخصياته، فمنهم من رأى أن الفيلم رغم أنه لا يخلو من المتعة، فإنه لم ولن يرقى إلى جمال المسلسل، وأن هناك سبباً وراء أن قصة العمل لم تصلح لأن تكون فيلماً من الأساس.

ومنهم من رأى أن الفنانيْن الفرنسيَّين لوكاس ستول وغيلور موريستون، "بذلا جهداً لا يُنكر ليخرج الفيلم على هذا النحو الجيد، نوعاً ما، ويتميز على كل المحاولات السابقة لفعل ذلك"، حسب تقرير مجلة Vanity Fair.



أياً كان الرأي، فلا بد أن العمل دون غيره هو الأشد تأثيراً من بين كل هذه المحاولات التي لم تزعج شركة سوني المنتجة من قبل، والتي أقدمت على حذف الفيلم بالفعل من موقع Vimeo، حيث عُرض عليه في الـ4 من شهر مارس/آذار 2017، مشيرة إلى انتهاك حقوق الطبع والنشر.

الكاتب آجا رومانو واحدٌ من الذين لم يبهرهم تحويل المسلسل إلى فيلم، مؤكداً أن مشاهدة الفيلم تجعل الجمهور يتيقن من أن القصة لا تصلح إلا لمسلسل، حسب مقال نقدي نُشر على Vacativ جاء فيه:

إن التوليف السينمائي المكثف الواسع، لِما عُرف باسم Breaking Bad: The Movie أثار جدلاً واسعاً ومحتدماً بين الجماهير، وتساءل الجميع: هل سينجح المبدعون الفرنسيون، ومصمم الغرافيك غايلور موريستين، ومخرِج الفيلم لوكاس ستول، في هدفهم ذاك؟

وبينما زعم هذان الأخيران أنهما "قضيا سنتَين يسهران الليالي ويعملان على المونتاج بلا كلل ولا ملل"؛ من أجل إخراج الفيلم وعرضه، فإن شريحةً كبيرة من المعجبين قد فتحوا باب الجدال ورموا هذه المحاولة بالفشل، أي: محاولة تلخيص المسلسل إلى جزء بسيط من الوقت بعد أن كان يُذاع في 48 ساعة.

ولكن محاولة مشاهدة فيلم Breaking Bad: The Movie باعتباره موجزاً من المسلسل سوف تحبط المشاهدين حتماً؛ فالفيلم في الأصل يُعتبر خبرة إنتاجية عملاقة لاختبار مدى جودة القصة عندما يُعاد هيكلتها وتحويلها إلى شكل فيلم.

إن الفيلم يقدم لنا طريقة ضخمة لاستخدام تقنيات التوليف السينمائي، كالمونتاج والتعليق الصوتي؛ من أجل اختزال القصة الرئيسية من المسلسل -ألا وهي الانحدار الأخلاقي لوالتر وايت- إلى إطار زمني روائي طويل.


وهذا من شأنه أن يكون فعالاً إلى حد ما، فالفيلم مثير ويستحثّ الجماهير لمشاهدته، لكنه يظل مُعادَ الهيكلة.

فهو يعطيك الهيكل الأساسي للحبكة الروائية لمسلسل Breaking Bad؛ حيث يُصاب مدرس كيمياء في مدرسة ثانوية بالسرطان ثم يصبح هو المهيمن على منشطات الميثامفيتامين بمنطقته، لكنه لا يتعرض للتطور المتكامل للحبكة، ولا للعلاقات الشخصية، ولاسيما الاتصالات والدوافع. ومعظم علاقات والتر مع جيسي بينكمان قد اقتُطِعَت في غرفة المونتاج، وهو ما جعل الأحداث التي أداها كلٌّ منهما في "الفيلم" تشعر وكأنها عشوائية ومفاجِئة.

كان كلٌّ من سكايلر زوجة والتر وأخي زوجته هانك أفضل حالاً، إلا أنّ الفروق الدقيقة في علاقاتهم كانت قد اقتُطِعت بالضرورة إلى الحد الأدنى.

فإذا شاهدتَ فيلم Breaking Bad: The Movie من دون معرفة الحبكة الدرامية للمسلسل المعروض على الشاشة الصغيرة، فمن المحتمل أن تخرج منه بأسئلة أكثر من الأجوبة.

إنّ جُلَّ المَشاهد السينمائية قد تُرِكَت أو عُرضت من دون عرض سياقها المفهم لها؛ فمثلاً: غاس وغيل هما مجرد نوع من الأدوار التي تظهر ثم تختفي، ونحن نعلم أن هذه الأحداث ذات مغزى كبير في دور والتر، لكننا لسنا على يقين حقّاً بذلك.

حتى دور توكو وجزء كبير من الموسم الرابع قد استُبعِد، ولذا فإن والتر لا يتدرج في مشاهد الانتقال إلى هايزنبرغ؛ بل فجأة يحلق شعره ويبدأ في دور البطل المخالف للعرف. (في الواقع، فإن الفيلم لا يوضح حتى لماذا سُمي هايزنبرغ).

ومع ذلك، فإن هناك جوانب بعينها في المونتاج تستحق الإشادة، فاللحظة المحورية تحدث عندما يدرك هانك هُوية هايزنبرغ، وعندئذ فإن منتصف الطريق إلى الفيلم قد اكتمل إلى حد كبير، وهو ما يجعل "النصف" الثاني منه يعتبر صراعاً سِجالاً بين هانك ووالتر.

أما في المسلسل، فإن هانك لا يكتشف هذه المعلومة الحاسمة حتى الوصول إلى حلقات قليلة قبل النهاية، لكنّ حصْرَ الفيلم حول علاقات والتر المتدهورة مع هانك وعائلتِه يسمح بإمكانية اجتزاء المَشاهد واقتطاعها لكي يشعر الجماهير بأن طريقة السرد أقرب إلى الفيلم منها إلى المسلسل.

هذا الموضوع مترجم عن موقع "Vox". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد