شارك الإيراني أصغر فرهادي، مخرج فيلم Salesman، الثلاثاء 7 مارس/آذار 2017، في ملتقى "قمرة" السينمائي، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، بصفته أحد خبراء "قمرة" المُختارين، وتحدَّث لمجموعة صغيرة من الصحفيين عن طريق سكايب من مدريد بإسبانيا، حيث يعمل على مرحلة ما قبل الإنتاج لفيلمه الجديد من بطولة النجمين بينولوبي كروز وخافيير بارديم.
تُعَد هذه المقابلة هي الأولى التي يتحدث فيها فرهادي بعد حفل جوائز الأوسكار، والذي فاز فيه بجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية عن فيلمه Salesman.
تحدَّث المخرج الإيراني البارز عمَّا يعنيه له الفوز، وفيلمه الجديد الناطق باللغة الإسبانية والذي لن يضُمَّ أي ممثلين إيرانيين، ورغبته في تقديم الكوميديا في إيران.
وإليكم مقتطفات من المقابلة:
كيف تشعر بعد الفوز بجائزة الأوسكار الثانية لك؟
لقد فزت بالأوسكار من قبل عن فيلمي Separation، ولكن الفوز مختلف قليلاً هذه المرة، تعاملت في Salesman مع موزِّع جديد هو أمازون (وكوهين ميديا جروب)، ولم يكُن لديَّ دافعٌ كبيرٌ للذهاب إلى الولايات المتحدة والترويج لأعمالي هناك.
كان الفيلم معروفاً بالفعل قبل الحفل، وقد شاهده الكثير من الناس، وكنت قد قرَّرت الذهاب لحضور الحفل، ثم، وبسبب قرار ترامب بحظر السفر، قرَّرت ألَّا أذهب وأن أشاهد الحفل على الإنترنت.
أشار البعض إلى أن الاعتبارات السياسية (المرتبطة بقرار ترامب) ربَّما تكون قد شوَّهت قيمة إنجازك الفني في الفوز بجائزة الأوسكار للمرة الثانية، وبعبارة أخرى، ربَّما يكون ناخبو الأكاديمية (الذي يقررون الفائزين بالجوائز) مدفوعين إلى التصويت لصالح Salesman للاحتجاج على الحظر.
لقد كان الفيلم ماضياً في طريقه بصورة جيدة قبل قرارات ترامب، إنَّ تخمين السبب الذي جعل الناس يصوتون لفيلمي أم لا أمر معقد، لا أدري كيف يمكن لأي أحد أن يعرف لماذا اختار المصوتون الفيلم ليفوز بالجائزة.
هل يمكنك التحدث عن اختيارك لأنوشه أنصاري، رائدة الأعمال ومستكشفة الفضاء الأميركية الإيرانية، لتمثلك في حفل جوائز الأوسكار؟ هل اخترتها بنفسك؟
أجل، لقد اخترتهما بعناية، هي وفيروز نادري المهندسة بناسا سابقاً، لسببين: لأنهما مهاجرتان إيرانيتان حقَّقتا نجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة، وأيضاً لأنني اعتقدت أنَّ مهنتهما مثيرة للاهتمام؛ إذ إنَّ المرء حين يكون مرتفعاً في السماء لا يرى كل هذه الحدود والانقسامات التي بيننا على الأرض.
كيف كان رد فعل الإيرانيين على فوز Salesman بالأوسكار؟
بصفة عامَّة، كان الناس سعداء جداً ورحَّبوا بهذا الخبر السار ترحيباً حاراً، ولكن أقلية من الناس يرون كل شيء من زاوية سياسية، لذلك كان لديهم بعض الانتقادات اللاذعة للجائزة، ولكن هذا ليس مهماً كثيراً.
أنت الآن بمدريد، في مرحلة ما قبل الإنتاج لفيلم باللغة الاسبانية لم يتحدَّد عنوانه بعد، بطولة بينلوبي كروز وخافيير بارديم، هل سيكون العمل
مع هؤلاء النجوم الكبار غير الإيرانيين تجربةً مختلفةً بالنسبة لك؟
حسناً، كما تعرفون فقد أخرجت فيلم The past في فرنسا، فلديَّ تجربة في العمل خارج إيران، بعدها كان من المفترض أن أعمل على هذا الفيلم الإسباني، لكن فجأة، ولأسباب شخصية جداً وأخرى إبداعية، شعرت بأنَّه يجب عليَّ العودة للعمل على فيلم في إيران، وهو ما حدث مع فيلم Salesman.
والآن عدت إلى الفيلم الإسباني، ما أزال أعمل على النصّ، إنهما نجمان كبيران، لكننا متوافقون، وعلاقتنا سلسة وودودة وقد تصادف كوننا متحمسين جميعاً للنص؛ إنها ظروف ممتازة لبدء العمل على الفيلم.
لقد قرأنا أنَّ الفيلم من نوع الإثارة السيكولوجية ويدور حول عائلة يعمل أفرادها على صناعة النبيذ في الريف الإسباني، هل يمكنك أن تخبرنا بالمزيد؟
إنَّ الفيلم كله عن العائلة، هذا كل ما يمكنني قوله.
كانت أحداث فيلم The past تدور في باريس، لكن كانت فيه عناصر إيرانية، هل سيكون الأمر كذلك في الفيلم الجديد؟
إنَّه مختلف عن فيلم The past، إنَّه فيلم إسباني 100%، وكل الممثلين والشخصيات ينطقون بالإسبانية.
متى ستبدأ التصوير؟
من المُقرر أن نبدأ التصوير هذا الصيف؛ ليكون الفيلم جاهزاً للعرض العام المقبل 2018.
يبدو أنَّ أفلامك كلها عن الصمود أمام الضغوط، هل تعتقد أنَّك ستنتج فيلماً كوميدياً في المستقبل؟
إنَّها إحدى كُبرى أمنياتي، أن أنتج فيلماً عن الواقع الإنساني عبر الكوميديا، أتمنى أن أفعل ذلك قريباً، عندما أعود إلى إيران.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن مجلة Variety الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
