هوليوود نيجيريا: فشل في بيع أشرطة VHS.. فأسس ثاني أكبر صناعة للسينما في العالم

تنتج السينما النيجيرية أو ما اصطلح على تسميتها مؤخرًا "نوليوود" ما يزيد على الألف فيلم سنوياً، ما جعلها تحتل المرتبة الثانية كأكبر صناعة للسينما في العالم من حيث الكم، إذ تفوقت على الإنتاج الهوليوودي وجاءت مباشرة بعد السينما الهندية -بوليوود-.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/01 الساعة 11:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/01 الساعة 11:09 بتوقيت غرينتش

تنتج السينما النيجيرية أو ما اصطلح على تسميتها مؤخرًا "نوليوود" ما يزيد على الألف فيلم سنوياً، ما جعلها تحتل المرتبة الثانية كأكبر صناعة للسينما في العالم من حيث الكم، إذ تفوقت على الإنتاج الهوليوودي وجاءت مباشرة بعد السينما الهندية -بوليوود-.

صناعة السينما في نيجيريا



في نهاية الخمسينيات وتحديدًا عام 1957 تم إنتاج أول فيلم نيجيري ملون، ويمكن القول إن صناعة السينما في نيجيريا بدأت بعد الاستقلال في أوائل ستينيات القرن الماضي إذ أخذت صناعة السينما في التوسع بشكل كبير وتم انشاء العديد من دور السينما وكان هدفها الأساسي تحسين الصورة النمطية الثقافة النيجيرية.

تطور الأمر تدريجيًا وأصبح عملية مربحة بالمقارنة مع الإنتاج المتدني.

في نهاية الثمانينات بعد صراعات مع التلفزيون الوطني الذي كان يتبنى تلك الصناعة بشكل كبير، ظهرت مجموعة من الأفلام المستقلة التي يعتبرها البعض البداية الحقيقية لـ "نوليوود"، إذ اتجه معظم المبدعون إلى عمل أفلام مستقلة بميزانيات محدودة على شرائط فيديو VHS بالتعاون مع التجار في شوارع مدينة لاجوس -العاصمة السابقة لنيجيريا-.

ويعتبر عام 1992 الانطلاقة الكبرى للسينما النيجيرية عندما قام كينيث نبواي أحد بائعي الأجهزة الإليكترونية بتصوير فيلم سينمائي طويل بكاميرا رقمية عادية، ويرجع السبب الرئيسي لقيامه بذلك إلى توفر عدد من أشرطة الفيديو الفارغة لديه ولم يكن لها سوق للبيع آنذاك ففكر في تصوير محتوى يضاف إلى تلك الأشرطة مما يجعلها أكثر قابلية للشراء.

قام كينيث بتصوير فيلم Living In Bondage الذي تجاوز مدته الساعتين ونصف بإمكانيات ضعيفة جدًا لم تتجاوز 12 ألف دولار، ولم يكن يعلم أنه يفتح الباب أمام ولادة واحدة من أكبر الصناعات السينمائية في العالم إذ تجاوزت مبيعات فيلمه المليون نسخة.



الفيلم تدور قصته حول "أندي موكيكي"، أحد أبناء الطبقة المتوسطة المتعلمة، الذي يكافح من أجل تحسين أوضاعه المعيشية، ويحاول بشتى الطرق الوصول للثراء، لكنه يفشل دائمًا. وفي تلك الأثناء يلتقي بصديقه الثري "بول"، الذي يكشف له عن سبب ثرائه، وهو عبادة الشيطان، حيث انضم بول لجماعة تتخذ من الشيطان إلهًا لها، وتتعهد له بالطاعة والولاء التام.

يتم الإشارة إلى هذه المرحلة التي تم فيها إنتاج الفيلم بالكلاسيكيات إذ أخرجت مجموعة من الممثلين الرائدين في صناعة الأفلام النيجيرية.

صناعة توفر مليون فرصة عمل سنويًا



تنتج السينما النيجيرية حاليًا ما يقرب من 50 فيلم في الأسبوع مما جعلها تأتي في المرتبة الثانية من حيث الإنتاج بعد صناعة السينما الهندية "بوليوود" متفوقة على السينما الأمريكية من حيث العدد.

على الرغم من الإيرادات الضعيفة التي لا يمكن مقارنتها بأي حال مع هوليوود ولكنها مازالت تجربة مثيرة للجدل والاهتمام إذ تبلغ إيراداتها سنويًا ما يقرب من ال600 مليون دولار ويقدر حجم صناعة السينما في نوليوود ب5 مليار دولار.

يعتقد البعض أنه لو تم إدارة تلك الصناعة بشكل جيد فسوف توفر على الأقل مليون فرصة عمل جديدة في القطاع، ويحاول البنك الدولي حاليًا بالتعاون مع الحكومة النيجيرية أن يساعد في دعم صناعة الترفيه وخلق نمو في هذا المجال بالتوازي مع الصناعات الأخرى.

تنعش الاقتصاد، لكن ينقصها الجودة



على الرغم من كثافة الإنتاج السينمائي، ومساهمتها في توفير عدد لا بأس به من فرص العمل، وضخامة إيراداتها، إلا أن السينما النيجيرية لايزال ينقصها جودة المنتج السينمائي الذي تقدمه. فأفلامها لا تعتمد على تصوير سينمائي، إذ لا يتم استخدام الكاميرات ال16 مللي، و35 مللي، بل يتم استخدام كاميرا تصوير الفيديو التقليدية، التي لا تمتلك نفس تقنيات وفنيات كاميرات التصوير السينمائي، مما يساعد على إنتاج أكبر كم ممكن من الأفلام أسبوعياً، لكنها ليست بالأفلام التي تعلق بأذهان مشاهديها، بل مجرد أفلام للاستهلاك التجاري، وتحقيق أرباح فقط.

إذ يتم إنتاج الفيلم بتكلفة تتراوح ما بين 7 آلاف إلى 20 ألف دولار وفي مدة تصوير لا تتجاوز الأسبوع مما يسيء لهذه الصناعة فهناك بعض الممثلين لا يتذكرون أسماء الأفلام التي شاركوا فيها بسبب كثرتها.

ولكن يمكن القول أنه يكفي وجود إنتاج سينمائي يعبر عن الواقع النيجيري، ويعمل على رسم صورة مغايرة عن الأفارقة، بخلاف الصورة التقليدية التي ترسمها أغلب أفلام هوليوود، والصورة الذهنية الحاضرة في أذهان أغلب سكان العالم عن الأفارقة بشكلاً عام. إذ أصبحت الواقعية أهم ما يميز تلك الصناعة.

تنظيم المهرجانات السينمائية ومحاولة الوصول للعالمية



بالرغم من أن طفرة السينما النيجيرية لم تحدث سوى من ربع قرن فقط، مع صدور Living In Bondage كما ذكرنا مسبقًا، إلا أن نوليوود نجحت في تطوير نفسها والوصول لمرحلة تنظيم المهرجانات السينمائية الكبرى.

وعلى الرغم من أن تلك المهرجانات لم تصل بعد لمستوى المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى كبرلين، وكان، وفينيسيا، ودبي، وغيرهم، إلا أنها نجحت في اجتذاب عدد كبير من صناع السينما على مستوى القارة الأفريقية.

هناك 4 مهرجانات سينمائية يتم إقامتها بشكل سنوي في نيجيريا وهم:

1- The Annual Africa International Film Festival أو المهرجان الدولي السنوي للسينما الأفريقية، وبدأ تنظيمه عام 2010.

2- Abuja International Film Festival أو مهرجان أبوجا السينمائي الدولي، بدأ تنظيمه منذ عام 2004، ويُصنف كواحد من أهم المهرجانات السينمائية الكبرى بأفريقيا، وتضم لجنة تحكيمه أهم صناع السينما النيجيرية.

3- Lights Camera Africa بدأ تنظيمه عام 2011.

4- Zuma Film Festival، بدأ تنظيمه منذ 2006، ويتم إقامته كل سنتين، وهو واحد من أكبر وأهم المهرجانات السينمائية بنيجيريا.

وبجانب تنظيم المهرجانات السينمائية، نجحت السينما النيجيرية في الوصول بأفلامها للعالمية، ففي مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في نسخته الأخيرة، التي انعقدت بشهر سبتمبر/أيلول الماضي، تم عرض 8 أفلام نيجيرية دفعة واحدة، كان من أبرزها: The Wedding Party، 93 Days.