بعد ترشحه لـ”الغولدن غلوب”.. هل ينافس ديف باتل على الأوسكار بفيلم Lion؟

عندما يعثر أحدهم على أسرته المفقودة منذ 25 عاماً، فيستحق الأمر التوثيق وأن يُصنع لحكايته فيلم.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/04 الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/04 الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش

يُفقد في الهند أكثر من 80 ألف طفل كل عام، ويعيش 11 مليون طفل مشرد في الشوارع دون مأوى أو أسرة تعيلهم. لكن، عندما يعثر أحدهم على أسرته المفقودة منذ 25 عاماً، فيستحق الأمر التوثيق وأن يُصنع لحكايته فيلم.

وهذا ما حدث مع فيلم Lion الذي يجعل صُنّاعه يشقون طريقهم نحو الأوسكار، فعلى الرغم من أن القصة كلاسيكية في السينما لطفل متبنّىً يبحث عن عائلته الحقيقية، فإن الفيلم يعد مختلفاً عن الأفلام القصص ذاتها المشابهة.

وبعد صدور الفيلم، تم إطلاق مؤسسة "#lionHeart" بالتعاون مع الشركات المنتجة للفيلم ومنظمات خيرية أخرى؛ وهي مؤسسة خيرية لدعم الأطفال المشردين؛ والتي ستقوم بتوفير الدعم المالي للأطفال المشردين في الهند الذين يتجاوز عددهم 11 مليون طفل ، ما يجعل الفيلم مؤثراً على المستوى العاطفي وعلى أرض الواقع في الوقت ذاته.

التكنولوجيا تقرب المسافات في قصة حقيقية



فيلم lion للكاتب Luke Davies مقتبس من كتاب لقصة حقيقية من تأليف سارو برايرلي الذي يعيش في ريف الهند ويعمل هو وشقيقه "جودو" لمساعدة أمه في إعالتهما، ولكن في أحد الأيام ينفصل سارو عن أخيه وتأخذه غفوة من النوم ليستيقظ ويجد نفسه مستقلاً قطاراً يُبعده أكثر من 1000 ميل عن أسرته.

ويتوقف القطار في محطة كلكتا غرب البنغال؛ ولطفل يبلغ من العمر فقط 5 سنوات، لا يذكر اسم عائلته كاملاً ولا يتحدث اللغة البنغالية، فلنا أن نتخيل كيف كافح "سارو" للبقاء في شوارع كلكتا التي صورها الفيلم مليئة بالمشردين، ورجال العصابات!

وكانت عودة سارو لعائلته مستحيل،ة فانتهى به المطاف للمكوث في ملجأ للمشردين حتى تم تبنيه من قبل زوجين من أستراليا (يقوم بدورهما نيكول كيدمان وديفيد وينام).

وبعد 25 عاماً، يكبر سارو ديف باتل، ويبدأ البحث عن أسرته وقريته في الهند عبر Googel Earth وينجح في الوصول إليهم.

وقد ساعد برنامج Google Earth صناع الفيلم ليظهر بصورة لائقة، حيث أعطى طاقم الفيلم أحقية الوصول إلى صور الأقمار الاصطناعية لاستخدامها في التصوير، كما زودهم بإصدارات البرنامج من الفترة الزمنية الصحيحة التي كان يبحث فيها سارو عن عائلته، أيضاً وفر الكثير من الدعم التقني من أجل تصوير المشاهد التي تضم جوجل في الكاميرا، ما أنقذ ميزانية الشركة المنتجة وأظهر البرنامج بصورة واضحة ومقنعة للمشاهدين.

قوة الأمهات والبطل الصغير



ما جعل الفيلم واقعياً ومقرباً لحياتنا، ليس فقط استخدام سارو التكنولوجيا الحديثة ليصل إلى عائلته، ولكن أداء سارو وهو طفل، حيث يقوم بدوره الممثل صاني باور ذو الثماني سنوات الذي يراه البعض ﺧﻠﻔﺎً ﻟﺠﺎﻛﻮب ﺗﺮﯾﻤﺒﻼى ﻓﻰ أدائه اللافت؛ أيضاً التوافق الظاهر بينه وبين الممثلة نيكول كيدمان التي تؤدي دور والدته.

تبدو نيكول الأفضل لهذا الدور؛ فهي أيضاً أم بالتبني في حياتها الحقيقية لطفلين هي وزوجها السابق توم كروز، ما يجعلها تعي مشاعر الأم المتبنية عن حق، وتقول نيكول: "أرى أن الفيلم يتحدث عن قوة الأمهات، سواء كن أمهات بالتبني أو أمهات بالولادة، فالأم في كل الأحوال تدعم أبناءها".

وضمن التحضيرات لهذا الفيلم، التقت نيكول والدة سارو الحقيقية واجتمع طاقم الفيلم بالكامل ﻣﻊ سارو الحقيقي والممثل صاني، الذي أدى دور سارو وهو صغير، في عشاء بأستراليا، ما ﻗﺮب أسرة العمل من القصة قبل ﺑﺪاﯾﺔ التصوير.

وكان باتل يسأل سارو عن الموسيقى التي يحبها، ويتناولون اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻬﻨﺪي ومارسوا ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﻣﻊ شخصيات الفيلم الحقيقية في واﻗﻊ اﻟﺤﯿﺎة، حيث كانت لحظة سريالية على الشاطئ اجتمع فيها الواقع والخيال معاً.

المنتج هارفي وينستون الذي عُرف عن الأفلام التي ينتجها تغييرها للذوق العام مثل: "Burnt" و"Sing Stree" و"Carol"، يقول إنه "من الطبيعي أن يكون الأمر مقلقاً؛ لأن تلك النوعية من الأفلام ليست تجارية وهي في مرحلة السيناريو المكتوب، ولكن ما يجعلها تجارية هو التنفيذ الجيد وشعور الممثلين بالشخصيات".

وأضاف المنتج: "لم نتلقَّ ردود فعل جيدة فقط؛ بل كانت فقرات متتالية من التصفيق الحاد والوقوف من الجمهور. وكان الفيلم مؤثراً لمشاهديه في أثناء عرضه بمهرجان تورونتو السينمائي، حيث شوهدوا وهم يمسحون دموعهم خلال العرض".

المليونير المتشرد وجذوره الهندية تهديه الجوائز



الممثل البريطاني الهندي الأصل ديف باتل رُشح لأفضل ممثل مساعد لجائزة الـ"غولدن غلوب" عن دوره في lion ؛ الذي أخذت التحضيرات منه وقتاً لمدة 8 أشهر ليظهر في الفيلم بشكل مختلف عما عهدناه، فقد طلب منه المخرج جارث ديفيس إطالة شعره ولحيته، كما أنه تلقى تدريباً من مختص لإجادة اللكنة الأسترالية.

ويعد lion الفيلم الخامس لديف في الهند الذي تلقى شهرة واسعة بسبب فيلم المليونير المتشرد عام 2008، والذي حصل على الأوسكار، فيرى ديف أنها نعمة ونقمة في الوقت ذاته؛ إذ يجب عليه أن يكافح ليخرج من عباءة ما يتذكره عنه الجمهور في دور "المليونير المتشرد" ويظهر موهبته وتجدده في أدوار أخرى.

ويقول ديف إن الأمر يبدو غريباً؛ إذ كان يحاول أن يبتعد عن أصوله الهندية في مراحل حياته التعليمية؛ ليتجنب تنمر زملاؤه وليتكيف مع من حوله.

هذا وقد رشح الفيلم أيضاً لـ3 جوائز أخرى؛ هي: أفضل ممثلة في دور ثانوي لنيكول كيدمان، وأفضل فيلم دراما، وأفضل موسيقى تصويرية.

فيلم lion يحكي ﻗﺼﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻰ ﺗﺴﻤﻮ ﻓﻮق اﻟﺤﺪود واﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻟﻠﻐﻮﯾﺔ، كما يحتفي أيضاً بأثر التكنولوجيا في حياتنا، ومع ترشُّحه لعدة جوائز "غولدن غلوب" التي تعد مؤشراً رسمياً لترشيحات الأوسكار، هل يحصد الفيلم الجائزة الذهبية؟

الفيلم تقييمه 7.8 عبر موقع IMDb و83% في rottentomatoes، وسيعرض في صالات العرض الأميركية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

علامات:
تحميل المزيد