عشقهم الجمهور بفضل بصماتهم في أعمالهم السينمائية، أفلامهم شاهدها الملايين، عملهم خلف الكاميرات صنع لهم أسماء ستبقى في ذاكرة السينما، لكن هناك من لم يكتف منهم بالبقاء خلف الكاميرات، وفضلوا ألا يقتصر دورهم على إعطاء التوجيهات للممثلين، وباقي فريق العمل، ورأوا أن دورهم يتعدى ذلك.
ومنهم من قرر الوقوف أمام الكاميرات والظهور سواء في لقطة سريعة من أفلامه، أو تجسيد دور صغير في أحد المشاهد، لكن هذا المشهد يصبح من المشاهد الأيقونية للفيلم.
وفي هذه القائمة نستعرض أشهر المخرجين الذين كان لهم ظهور عابر، لكن لا يُنسى، في أفلامهم.
رومان بولانسكى
نبدأ بمخرج الأفلام التي لا تُنسى مثل، Repulsion عام 1965، و Rosemary's Baby عام 1968، وتحفة The Pianist عام 2002، إنه المخرج البولندي رومان بولانسكي.
وفي واحد من أفلامه وهو Chinatown عام 1974، ظهر بولانسكي في دور صغير جداً لكن لا يُنسى، إنه دور البلطجي، أو الرجل ذي السكين الذى قام بقطع أنف "جاك نيكلسون" (وجسد نيكلسون دور المحقق جيك ياتس فى الفيلم) كتحذير له بالابتعاد عن التحقيق في جرائم القتل الغامضة، وعمليات الاستيلاء على الأراضي بشكل غير شرعي في مدينة شاينا تاون بولاية كاليفورنيا، بالولايات المتحدة.
فرانسيس فورد كوبولا
المخرج الذي ترشحت أفلامه لجائزة الأوسكار في العديد من المرات، إنه المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا، مخرج أفلام The Godfather بأجزائها الثلاثة، والفيلم الحربي Patton عام 1970، وThe Conversation عام 1974 للنجم جيني هاكمان.
وفى أكثر أفلامه نجاحاً -فيلم Apocalypse Now عام 1979 للنجم مارلون براندو، والنجم مارتن شين- قام كوبولا بدور صغير فجسد شخصية المخرج الذي يقوم بتصوير فيلم وثائقي عن حرب فيتنام، ومدى استبسال الجنود الأميركان وسط أهوال الحرب، وعندما يقوم مارتن شين (جسد دور النقيب بنجمين ويلارد) بالعبور أمام الكاميرا، ويحدق فيها ذاهلاً، يطلب منه كوبولا التحرك، والتعامل بشكل تلقائي مع الموقف.
المشهد يجسد مدى أهمية البروباغندا الإعلامية التي يتم خلقها حول الحروب، وأهميتها في حشد الرأي العام خلف القيادة الحاكمة.
بيتر جاكسون
مخرج سلسلات الأفلام الخيالية في تاريخ هوليوود، المخرج النيوزلندي بيتر جاكسون، مخرج سلسلة الأفلام الأشهر، والأكثر حصولاً على الأوسكار Lord of The Rings، وأفلام The Hobbit.
وتكرر ظهور بيتر جاكسون في Lord of The Rings، و The Hobbit أكثر من مرة فى أدوار عابرة. ففي Lord of The Rings Fellowship of The Ring ظهر فى دور سكير يحدق في مجموعة من الهوبيت، وفي الجزء الثاني من Lord of The Rings ظهر جاكسون في شخصية أحد رماة الأسهم في واحدة من أشهر معارك الفيلم، وفي الجزء الأخير من Lord of The Rings ظهر جاكسون في صورة جندي يتلقى سهماً مميتاً من ليجولاس ( جسد دور ليجولاس النجم أورلاندو بلوم).
أما في سلسلة أفلام The Hobbit، ظهر جاكسون فى الجزء الأول منها كواحد من الأقزام الذين يقودهم ثورين أوكنشيلد (جسد ثورين ريتشارد أرميتراج)، وفي الجزء الثاني ظهر جاكسون في دور أحد سكان مدينة برى الخيالية في الفيلم.
فيديو مُجمع للحظات ظهور بيتر جاكسون في سلسلة Lord of The Rings و The Hobbit:
تيرينس ماليك
قد تحب أفلامه أو تكرهها، لكن لا يمكن إنكار بصمته المميزة في تاريخ السينما، فأفلامه التي تتميز بطابع التأمل في فلسفة الحياة جعلت منه واحدا من أهم مخرجي هوليوود، إنه المخرج الأميركي ترينسي ماليك، مخرج العديد من الروائع مثل Badlands عام 1973 لمارتين شين، و Days of Heaven عام 1978 للنجم ريتشارد غير، و The Thin Red Line عام 1998 لشون بين، و Tree of Life عام 2011 لبراد بيت.
وفي واحد من أنجح أفلامه وأشهرها على الإطلاق، ظهر تيرنسي في دور صغير فى فيلم Badlands، حيث جسد دور أحد الأشخاص الذي يقوم بتسليم رسالة، يتسلمها منه كيث كراوذرز (جسد شخصيته مارتن شين).
وتعتبر هي المرة الوحيدة التي يظهر فيها بأحد أفلامه، فترينسي يختلف عن بقية المخرجين فى قائمتنا، فهو يحب أن تكون بصمته ظاهرة من خلف الكاميرات فقط، كما أن ترينسي ليس من الشخصيات التي تحب الظهور أو الأحاديث التليفزيونية.
ستانلى كيوبريك
المخرج الأميركي ستانلي كيوبريك، مخرج أفلام Dr. Strangelove عام 1964، و 2001: A Space Odyssey عام 1968، و The Shining للنجم جاك نيكلسون عام 1980.
بالأداء الصوتى فقط لشخصية ميرفي في فيلم Full Metal Jacket عام 1987، فميرفي هو تلك الشخصية التي لا تظهر مطلقاً في الفيلم، هو فقط صوت الملازم ميرفي المتواجد في القاعدة العسكرية، والذي يقوم جنود الكتيبة على أرض المعركة بالتواصل معه عبر اللاسلكي طلباً للدعم العسكري، ويكون رد مورفي دائماً أنه سيرى ما يمكن فعله.
وفى آخر أفلام كيوبريك وهو Eyes Wide Shut عام 1999، للنجمين توم كروز ونيكول كيدمان، ظهر بشكل عابر، حيث جسد شخصية أحد الزبائن في واحد من الملاهي الليلية التي كان يسهر بها دكتور بيل هارفورد (جسد دوره النجم توم كروز) مع صديقه، عازف البيانو، نيك نايت أنجل (جسد دوره تود فيلد).
كونتن تارنتينو
أحد أهم مخرجي هوليوود والذي جعلته أفلامه من أكثر المخرجين شعبية، المخرج الأميركي كونتن تارنتينو، مخرج أفلام Reservoir Dogs عام 1992، و Pulp Fiction عام 1994، و Inglorious Bastards عام 2009، و Django Unchained عام 2012.
ويُعتبر تارنتينو من أكثر مخرجي هوليوود ظهوراً في أفلامه. ففى فيلم Reservoir Dogs، أول أفلام تارنتينو، جسد شخصية براون، واحد من أفراد العصابة الثمانية الذين سيقومون بعملية سطو على أحد محلات الجواهر.
وفي فيلمه Pulp Fiction جسد تارنتينو شخصية جيمى ديميك، صديق جولز وينفيلد (صامويل لي جاكسون) وفنسينت فيجا (جون ترافولتا)، حيث استعان جولز وفنسينت بجيمى ديميك لمساعدتهم فى التخلص من جثة إحدى ضحاياهم.
أما في فيلمه Django Unchained فجسد تارنتينو شخصية فرانكي، أحد موظفي شركة لايكوينت للتعدين، والتي تقوم باستخدام الأميركان ذوي الأصل الأفريقي للعمل لديها كعبيد. ففي النهاية يستطيع جنجو (جسد دوره جيمي فوكس) خداع فرانكي وقتله.
مارتن سكورسيزى
واحد من عظماء هوليوود، والذي يسعى نجوم هوليوود للعمل معه ونيل أي دور فى أفلامه، إنه مارتن سكورسيزي، مخرج أفضل الأفلام في تاريخ السينما مثل Taxi Driver عام 1976، و Raging Bull عام 1980، و The Departed عام 2006، و The Wolf of Wall Street عام 2013.
وظهر سكورسيزي فى العديد من أفلامه، إما في أدوار صغيرة، أو بالقيام بالأداء الصوتى في مشاهد من أفلامه، فظهر في أفلام The King of Comedy عام 1982، و Gangs of New York عام 2002، و Hugo عام 2011.
ولكن أشهر وأهم ظهور لسكورسيزي في أفلامه كان في Taxi Driver للنجم روبرت دي نيرو، حيث جسد سكورسيزي شخصية أحد الزبائن الذين يقلهم ترافيس بيكل (جسد دوره دي نيرو) بسيارته الأجرة، وما يميز هذا الزبون هو أنه غريب الأطوار، فطلب من ترافيس أن يوقف التاكسي ولكن يترك العداد يعمل، ثم طلب من ترافيس أن يراقب نوافذ أحد المباني، حيث تقف زوجة، هذا الزبون، خلف النافذة، ويسرد هذا الراكب لترافيس كيف أن زوجته تخونه، وكيف سينتقم منها بتشويهها.
تمت الإشادة بأداء سكورسيزي في هذا المشهد الصغير، ويعتبره الكثيرون من أفضل مشاهد فيلم Taxi Driver.
ألفريد هتشكوك
ألفريد هتشكوك مخرج التحف الفنية الخالدة مثل: Rear Window عام 1954، و Vertigo عام 1958، و Psycho عام 1960، وغيرها من الأعمال العظيمة.
يمكن اعتبار هتشكوك هو رائد فكرة ظهور المخرجين في أفلامهم، حيث ظهر هتشكوك في 39 فيلماً من إخراجه، وكان ظهوره عابراً في كل أفلامه، فغالباً كان يظهر في شخصية أحد السائرين بالشارع، أو زبون فى أحد المحلات، أو راكب قطار، وكان التحدي بالنسبة لمشاهدي أفلام هتشكوك هو تحديد اللقطات التي ظهر بها هتشكوك؛ فظهوره دائماً يكون سريعاً.
ويصف هتشكوك ظهوره المستمر في أفلامه أنه فى بداية مشواره الفني، لم يكن هناك كفاية من الممثلين الذين يقومون بالأدوار الصغيرة، فكان يقوم بواحد من تلك الأدوار العابرة، ومع الوقت، تحول ذلك الظهور الخاطف لعشق بالنسبة لهتشكوك، وأصبح يتفنن فى اختلاق المشهد المناسب الذي يظهر فيه.
ففي فيلم Lifeboat عام 1945، لم يكن هناك أي مجال لظهوره؛ فقصة الفيلم تدور حول 8 أشخاص يحاولون النجاة من الغرق باستخدام قارب نجاة، وفي أحد مشاهد الفيلم، تقوم إحدى الشخصيات بقراءة جريدة صحفية، ويظهر في خلفية تلك الصحيفة إعلان يتواجد به هتشكوك.