هاجم سباستيان ماركون، ابن أشهر تاجر مخدرات في التاريخ الكولومبي بابلو إسكوبار، الذي ألهمت قصته مسلسلNarcos ، صنّاع العمل، قائلاً في لقاء صحفي نُشر على The Sun البريطانية إنه عرض على الشبكة الشهيرة مواد أرشيفية وصوراً وتسجيلات مصورة حقيقية عن حياة والده، لكنهم رفضوا ذلك، مؤكداً أن والده لم يقتل كما هو معروف؛ بل أقدم على إطلاق النار على نفسه لحماية عائلته.
Plata o plomo? pic.twitter.com/5d1KLo68Kx
— Narcos (@NarcosNetflix) October 2, 2016
وكشف ماركون أن شبكة Netflix التي أنتجت العمل وتحضر لعرض جزئه الـ3 عام 2017، فضلت شراء القصة من DEA (إدارة مكافحة المخدرات) "الذين لم يقابل أحدٌ منهم والده قط ويعرفون قصته من الوثائق فقط"، حسب تعبيره.
وأضاف: "لم يستطع أي عمل فني أن يقدم القصة الحقيقية عن بابلو إسكوبار".
وماركون هو ابن إسكوبار، يبلغ من العمر 39 عاماً، يعمل مهندساً معمارياً، لكنه اختار أن يبتعد عن موروث حياة والده وسجله الإجرامي وغيّر اسمه الحقيقي "خوان بابلو إسكوبار"، ووصل به الأمر إلى الاعتذار لعائلات ضحايا أمر والده بتصفيتهم جسدياً.
واختار ألا يحمل اسم العائلة خوفاً على سلامته، ورغم ذلك فقد أخذ على عاتقه أخيراً كشف حقائق عن حياة والده شوّهها الإعلام حسب تعبيره، ومن أجل ذلك أصدر كتاباً يحمل اسم Pablo Escobar Red Handed: What My Father Never Told Me "يدا بابلو إسكوبار الملطختان بالدماء: ما لم يقله لي أبي" متوافر في كولومبيا وسيُترجم ويوزع بعدة لغات عام 2017.
وضمن المقابلة ذاتها قال إنه "على يقين" بأن والده أقدم على الانتحار حتى لا تؤخذ العائلة رهينة، وأكّد أن الرواية المتداولة عن قيام البوليس الكولومبي بقتل والده عارية عن الصحة وأن تقرير الطب الشرعي المتعلق بوالده قد تمّ تزويره.
وكان ماركون في الـ17 من العمر عندما "قُتل" والده على سطح منزله بمنطقة "مدين" في الثاني من ديسمبر/كانون الأول من عام 1993 بعد مطاردة طويلة.
وقال إنه تحدّث إلى والده على الهاتف قبل 10 دقائق فقط من إعلان مقتله، مؤكداً أن والده الذي كان المطلوب الأول للعدالة في العالم، لم يكن يستعمل الهاتف لسنوات قبل تلك المكالمة والتي كانت آخر كلماته فيها "سأتصل بك بعد قليل".
وكشف أن والده قتل نفسه حتى لا تؤخذ العائلة كرهينة لأعدائه.
كما استدعى الابن إلى الذاكرة المرة الأخيرة التي رأى فيها والده، الذي قال إنه بكى بحرقة وهو يودع عائلته "كأنه يعلم أنه لن يراها مرة أخرى!".
أما ثروة والده التي جناها من تجارة المخدرات والتي تقدر بمليارات الدولارات، فقد شبهها بسفينة "التايتنيك" التي ضاعت بعد رحيله.
وادّعى الابن كذلك أن حكومة الولايات المتحدة ابتاعت الكوكايين من إسكوبار واستغلت إمبراطوريته لتمويل حربها ضد الأنظمة الشيوعية!
وعرضت شبكة Netflix مسلسل Narcos الذي لاقى شعبية جارفة، حول تاجر المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار، مظهِرة العنف المفرط الذي استخدمه في التهرب من القانون والتشبث بالقوة.
يعرض المسلسل صعود وسقوط تاجر المخدرات، والذي لعب دوره الممثل واغنر مورا، بالإضافة للمجهودات التي قدمها عملاء مكافحة المخدرات الأميركية للإيقاع به.
وكان إسكوبار العقل المدبر وراء تفجير أكثر من 200 سيارة خلال حروب المخدرات الكولومبية، والتخطيط لتفجير طائرة تجارية مما تسبب في سقوط 107 قتلى.
من هو بابلو إسكوبار؟
ولد عام 1949 في مدينة أنتيوكيا بكولومبيا، وأصبح فيما بعد زعيماً لعصابة ميديلين القوية لتجارة المخدرات، والتي اتُّهمت بوقوفها وراء ما يقرب من 80% من الكوكايين الذي يُشحن إلى الولايات المتحدة.
قُتل إسكوبار في ميديلين فوق أسطح أحد المباني خلال تبادل إطلاق النار في أثناء محاولته الفرار من الشرطة يوم 2 ديسمبر عام 1993.
قيل إن إسكوبار عندما كان في أوج قوته، كان من أغنى 7 رجال بالعالم، نتيجة للاعتقاد السائد بأن عصابته ميديلين لتجارة المخدرات تقف وراء 80% من كمية الكوكايين التي تدخل الولايات المتحدة الأميركية.
عرف إسكوبار بلقب "ملك الكوكايين"، ولم يوقفه أي شيء في سبيل حماية عمله في تهريب المخدرات، كما تسبب في قتل آلاف الناس.
من هي زوجة إسكوبار؟
تزوج إسكوبار بماريا فيكتوريا هيناو عندما كان عمرها 15 عاماً، وبقيا معاً حتى وفاته عام 1993. وأنجبا طفلين، خوان بابلو، والذي غيّر اسمه إلى سباستيان ماروكين، ومانويلا.
Night in ✔️
Narcos ✔️ pic.twitter.com/RXjKB6hcfm— Netflix UK & Ireland (@NetflixUK) September 8, 2016
هربت عائلة إسكوبار بعد وفاته خارج البلاد لعامٍ، ثم مُنحوا حق اللجوء إلى الأرجنتين.
كم ربِح بابلو إسكوبار؟
تقدر ثروة إسكوبار بما قيمته 24 مليار جنيه إسترليني، كما أُدرج ضمن قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم 7 سنوات على التوالي، بداية من عام 1987. وقد بلغ أعلى تصنيف له عام1989 ؛ إذ احتل المركز السابع على مستوى العالم.
Hello Poland. Za wszystkie nieprzespane noce. @NetflixPL pic.twitter.com/HbUMjyxPWA
— Narcos (@NarcosNetflix) September 20, 2016
كان حجم أعمال إسكوبار كبير جداً، حتى إنه بالإضافة إلى الطائرات والمروحيات والسيارات والشاحنات والقوارب اشترى غواصتين لنقل الكوكايين إلى الولايات المتحدة. والكثير من ممتلكاته احتوت على مخابئ للأموال والمجوهرات.
كان يُلقب بروبن هود؛ إذ كان ينفق الكثير من الأموال لمساعدة المجتمعات الفقيرة.
كيف مات بابلو إسكوبار؟
حسب رواية الحكومة الكولومبية الرسمية، قُتل إسكوبار فوق سطح إحدى البنايات خلال تبادل إطلاق النار في أثناء محاولته الفرار من الشرطة عام 1993. ولكن ابنه ماروكين قال إنه "على يقين تام" بأن تاجر المخدرات الشهير قد ضحى بحياته من أجل أن يحمي أسرته من أن يؤخذوا رهائن.
رغم احتفال الحكومة الكولومبية بموت إسكوبار، حضر الآلاف مراسم دفنه حزناً عليه.
لا يزال تأثير وإرث زعيم المخدرات بارزين حتى اليوم؛ إذ توسعت منظمة "La Oficina" أو "المكتب" لتصبح إحدى كبرى المنظمات الإجرامية في تاريخ البلاد؛ إذ لا تشارك الآن في تهريب المخدرات فقط، بل تقوم أيضاً بعمليات الابتزاز والدعارة والاتجار بالبشر.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Sun البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.