لن يتذكر التونسيون والعرب الدورة الأخيرة من مهرجان قرطاج السينمائي، لا بجوائزه ولا بضيوفه، ولا بأعماله السينمائية رغم قيمة بعض الأفلام والأسماء المدعوة.
لكن، ما سيبقى عالقاً في الذاكرة هو سوء التنظيم والفوضى والفضائح المتتالية التي صاحبت الدورة الـ27 لأهم مهرجان سينمائي عربي وإفريقي عريق، أسسه المرحوم طاهر شريعة منذ 50 عاماً وأراد له أن يكون رافداً من روافد تطوير سينما الجنوب وحصناً منيعاً للدفاع عن قضايا دول العالم الثالث.
دورة هذه السنة من مهرجان قرطاج السينمائي -التي خيّبت آمال جمهور تونسي ظل وفياً لحب السينما، في وقت خان منظمو هذه الدورة المبادئ التي أسس لأجلها المهرجان؛ وعلى رأسهم مدير الدورة المخرج التونسي إبراهيم اللطيف- يبدو أنها، وبشهادة النقاد، حادت عن مبادئه الأساسية، واندفع القائمون عليها للاهتمام بالبهرج الخارجي وافتراش السجادة الحمراء وتوزيع الدعوات على أشخاص لا علاقة لهم بالسينما لا من قريب ولا من بعيد، ليختلط الحابل بالنابل ويصبح الاهتمام بنهود النساء والفساتين الشفافة والسقوط المدوي لبعضهن على السجادة الحمراء هو محور النقاش.
دموع فنانة جزائرية
دموع الممثلة الجزائرية القديرة بهية راشدي وحديثها أمام الكاميرا بحرقة بسبب "الإهانة" و"القرة" اللتين تعرض لهما الوفد الجزائري الحاضر في أيام قرطاج السينمائية، وفق تصريحها – زادا الطين بلة وكادا يتسببان في أزمة دبلوماسية بين الشعبين التونسي والجزائري بعد أن هاتف وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي نظيره التونسي محمد زين العابدين وعبر له عن احتجاجه بسبب ما تعرض له الوفد الجزائري من إهانة في تونس ولامبالاة، الأمر الذي جعل وزارة الثقافة في تونس تتدارك الأمر وتتصل بالممثلة وتعتذر لها وللوفد الجزائري المرافق بشكل رسمي.
سيلفي عادل إمام
عثرات وسقطات أعرق مهرجان سينمائي عربي وإفريقي تواصلت حتى ختام المهرجان، لكن هذه المرة بسبب "سيلفي" مع الممثل المصري عادل إمام الذي أشعل شجاراً بين ممثلتين تونسيتين مغمورتين، بعد أن احتجت ممثلة شابة -تدعى مريم بن شعبان- على زميلتها مريم بن مولاهم أمام عدسات التصوير بسبب ما اعتبرته قلة ذوق منها وإهانة لزملائها في المهنة وهي تتوسل متلهفة لالتقاط سيلفي مع عادل إمام رغم أن حفل توزيع الجوائز لم ينتهِ بعد، مما تسبب في خلق حالة من الفوضى داخل القاعة في حضور شخصيات سياسية وفنية مهمة.
مصدر فيديو
"خناقة نسوان " أو "عركة حمام"، كما وصفها التونسيون وتلقفها نشطاء الشبكات الاجتماعية بكل استياء، عكست واقع الرداءة والانحطاط الذي وصل إليه القطاع الثقافي والفني في تونس بعد الثورة، في استغلال فاضح لمناخ الحريات، وغياب للرقابة الذي طغى على المشهد السمعي البصري وشجع الدخلاء على القطاع للظهور والبروز على حساب أهل الفن والسينما.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.