قد لا تكون زيارة سوريا التي مزقتها الحرب الطاحنة على قائمة اختيارات شخصٍ يبحث عن إجازة جميلة، إلا أن وزارة السياحة التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد، تنوي تغيير هذه الصورة بمساعدة من مسلسل Game of Thrones!
موقع وزارة السياحة نشر فيلماً دعائياً تحت عنوان " إرادة الحياة" يرّوج لزيارة غرب حلب الواقع تحت سيطرة نظام الأسد، عن طريق تصوير لقطات بانورامية لأحياء المدينة من الجو، فيرى المشاهد أجمل معالمها، بينما "عرّبت" الوزارة موسيقى المسلسل الملحمي الشهير Game of Thrones المرافقة للكليب، وتحولت الكمنجات فيه إلى أنغام عزفت على آلة العود الشرقية العريقة.
وبحسب وصف موقع CNN، فإن "الصورة التي تبدو عليها المدينة بساحاتها الخضراء والفنادق وحمامات السباحة في فيلم الوزارة، هي أبعد ما تكون عن الصورة التي يراها العالم من الجزء الشرقي من حلب الذي يتعرض 250 ألف ساكن من سكانه يومياً إلى قصف قوات النظام، بل وأصبحت بعض الأحياء مدمرة ومهجورة تماماً، بينما سقط الباقون بين قتلى وجرحى، حسب تقارير الأمم المتحدة.
وبينما تتوالى الصور المؤلمة من حلب، وكان آخرها صورة الطفل المدمى عمران، التي لفتت انتباه العالم لما يحدث على أرض الواقع من رعب الحرب، إلا أن نظام الأسد مصرّ على الترويج للمدينة على أنها وجهة سياحية".
تقرير CNN لم ينس أن يسخر من اختيار الوزارة موسيقى Game of Thrones لحملتها الترويجية، واصفةً إياه بـ "الغريب"؛ نظراً لأن قصة المسلسل تدور حول صراع دموي في حرب أهلية على السلطة من أجل اعتلاء العرش!
وكانت وكالة الأنباء التابعة للنظام نشرت عبر حسابها على تويتر تغريدة، سخرت من وضع حلب على تصنيف "أخطر المدن في العالم" بكليب يظهر ما وصفه التعليق بـ "الحياة الليلية الصاخبة" في أحد الاحتفالات المقامة بالمدينة.
#Aleppo, now dubbed as the "World's Most Dangerous City", still boasts a thriving nightlife, as shown in one of this summer's events #Syria pic.twitter.com/kFUDtGvHME
— SANA English (@SANA_English) September 24, 2016
الجدير بالذكر أنه سبق وأن حاول النظام الترويج لزيارة سوريا، كان آخرها نشر موقع الوزارة ذاته فيلماً دعائياً، يروّج لمدينة طرطوس الساحلية، ويظهر شواطئها الجميلة النظيفة.
كما أطلق فيلماً دعائياً آخر لمهرجان يحتفل بمناسبات دينية مسيحية في مدينة معلولا الواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة دمشق، ذات الأغلبية المسيحية، التي تعتبر المكان الوحيد في العالم الذي لا زال سكانه يتكلمون اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح (عليه السلام)، والتي وقعت في العام 2013 تحت سيطرة تنظيم القاعدة، فيما أعاد النظام سيطرته عليها في العام 2014.