شهدت شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية جدلاً واسعاً خلال اليومين الماضيين بعد رحيل الممثل الأميركي الشهير جين وايلدر، الذي وافته المنية يوم الاثنين الماضي عن عمر يناهز 83 عاماً، متأثراً بمضاعفات مرض الزهايمر، أما الأمر الأخير فكان محور حديث الملايين من الأشخاص حول العالم.
كان الممثل الأميركي جين وايلدر قد أصيب بمرض الزهايمر قبل 3 سنوات تقريباً، ولكنه فضَّل أن يعاني منه في صمت، قبل أن تزداد حدة المضاعفات التي انتهت بوفاته، وذلك بعد أن عجز الأطباء عن السيطرة على المرض الخطير الذي لا يوجد له علاج نهائي حتى وقتنا هذا.
وعقب ذلك، أجريت مئات الآلاف من عمليات البحث حول مسألة الموت بسبب مرض الزهايمر، خاصة أن أغلب المعلومات العامة لدى أغلبنا عن المرض تقتصر على أنه يتسبب في النسيان وفقدان الذاكرة.
لذا سلط موقع Medical Daily الضوء خلال تقرير ترجمه موقع "عربي بوست" على مرض الزهايمر، وكيف أنه قد يتسبب في العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، التي قد تنتهي بالوفاة في الكثير من الأحيان، وإليك بعض تلك المعلومات:
الزهايمر يمثل 80% من حالات الخرف
ذكر التقرير الذي نشره الموقع الطبي الأميركي أن مرض الزهايمر يمثل حوالي 60 إلى 80% من إجمالي حالات مرض الخرف الشهير، إذ يتسبب في مشاكل عديدة تشمل فقدان الذاكرة وخلل التفكير وتدهور سلوك الشخص ببطء مع مرور الوقت.
كما نقل التقرير عن المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة قوله إن الزهايمر يُعد من الأمراض الصعبة والمعقدة التي يصعب السيطرة عليها، وهو على خلاف ما يعتقد الكثير من الناس.
كيف يتسبب الزهايمر في وفاة المريض؟
أوضح التقرير أن مريض الزهايمر في المراحل المتأخرة يُصاب بمضاعفات كثيرة تشمل: فقدان الشهية، والعجز عن التواصل شفوياً مع الآخرين، وصعوبة الحركة ومشاكل بالبلع والتنفس والكحة.
بالإضافة إلى أنه قد لا يستطيع التعرف على أصدقائه وأفراد عائلته، مضيفًا أن وفاة المريض قد تحدث بسبب الالتهاب الرئوي أو عدوى ميكروبية أو بسبب تسرب السوائل داخل رئته أو نتيجة توقف القلب.
فيما تستغرق المراحل المتأخرة من مرض الزهايمر في الأغلب ما بين عام ونصف إلى عامين، حتى يلقى المريض حتفه بعدها، ولكن في الوقت نفسه قد يظل حوالي 20-30% من المرضى على قيد الحياة فترات طويلة تتراوح بين 15 و20 عاماً.
وشدد التقرير على ضرورة مكافحة مرض الزهايمر بكافة الوسائل المتاحة، خاصةً أنه يعد وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض الأميركية CDC، سادس أكثر الأسباب المؤدية للوفاة داخل الولايات المتحدة الأميركية، وهي نسبة صغيرة لا تعبر عن الواقع؛ نظراً لأن الكثير من حالات الوفاة يتم عزوها لمرض الالتهاب الرئوي، الذي يعد من مضاعفات الزهايمر.
المستشفى لا يساعد على العلاج
كما أكد التقرير الأميركي أنه ينبغي على أهل مريض الزهايمر أن يوفروا له كل سبل الراحة، وألا يعولوا كثيرًا على مكوثه فترات طويلة بالمستشفى لأن حالته النفسية ستسوء بسبب العزلة التي يُجبر عليها، وهو ما يجعل الكثير من المرضى يفضلون البقاء داخل المنزل خلال أيامهم الأخيرة حتى يصل المرضى إلى مرحلة النهاية، فلا يستطيعون المقاومة ويغادرون الحياة.
كما ذكر التقرير أن الاحتجاز بالمستشفى ثبت أنه لا يزيد فرص بقاء المريض على قيد الحياة، بل إنه على النقيض تماماً يزيد فقط من معاناته دون أن تتحسن حالته، هذا بخلاف أن أغلب التدخلات الطبية مثل التغذية الأنبوبية عبر الأنف أو الغسيل الكلوي تظل فائدتها محدودة، وتسبب الكثير من المعاناة لمريض الزهايمر.
كيف نحمي أنفسنا من الزهايمر؟
اتباع أسلوب حياة صحي بسيط يعد هو الأسلوب الأمثل لمكافحة الإصابة بمرض الزهايمر وفقاً لدراسة حديثة نشرت بالمجلة الأميركية Alzheimer's&Dementia.
ومن أبرز تلك الوسائل: ممارسة تمارين الأيروبيك بشكل منتظم، واستمرار التعليم خلال كل المراحل العمرية والإقلاع عن التدخين، والتخلص من السمنة والسيطرة على ضغط الدم المرتفع ومرض السكر.
كما أن الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، وتجنب صدمات الرأس قدر الإمكان، وتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية وأخيراً الحصول على القدر الكافي من النوم، هي من الأساليب الأخرى التي تساعد على تجنب الإصابة بمثل هذا المرض الخطير.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن موقع Medical Daily. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.